تزامناً مع ولادة يعسوب الدين ... العتبة العباسية تفتتح شبّاك النور

2536 2016-04-21

تزامناً مع مناسبة مولد  الامام علي عليه السلام افتتحت العتبة العباسية المقدسة الشباك الجديد لضريح ابي الفضل العباس عليه السلام مساء يوم الاربعاء 20/4/2016 الموافق 12/رجب الاصب, واحتضنت الساحة المؤدّية الى باب قبلة صحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) مراسيم الافتتاح التي شهدت حضوراً لشخصيّات دينيّة وثقافية وأكاديمية من داخل العراق وخارجه، وكان أبرز الحاضرين المرجع الديني الكبير آية الله الشيخ محمد اسحاق الفيّاض(دام ظلّه) وممثّلون عن مراجع الدين العظام في النجف الأشرف بالإضافة الى وفود مثّلت عتبات العراق المقدّسة ومزاراته الشريفة وشيوخ عشائر عراقية وجمع كبير من المحبّين والموالين قدموا لمدينة كربلاء المقدّسة للمشاركة في هذا الحفل الكبير.

استُهِلّت المراسيم بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم بصوت القارئ السيد حسنين الحلو ثمّ كلمة للمتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) قال فيها: إخوتي الحضور لي كامل الشرف والمسرّة أن أقف أمام حضراتكم الكريمة في هذه الليلة العظيمة، ليلة ولادة قائد الغرّ المحجّلين ويعسوب الدين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) لرفد هذه الذكرى لافتتاح شبّاك نجله المحفوف بسلام الله وسلام ملائكته المقرّبين وجميع الأنبياء والصدّيقين، بطل الطفّ وناصر السبط الشهيد الإمام الحسين(عليه السلام) ذلك هو سيدي ومولاي أبو الفضل العبّاس بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)، هذا الشبّاك الذي استغرق العمل به سبعاً من السنين، نهض به فتيةٌ بررة وصنّاعٌ مهرة واصلوا الليل بالنهار وسكبوا عصارة أفكارهم من أجل -شبّاك النور- حتى قيل على لسانهم: يا آية الطفّ زد روحي مؤرِّخةً شبّاكُ قبرك من أرواحنا صُنِعا".

وأضاف: "لقد ذكرنا في أكثر من مناسبة -خصوصاً في خطب الجمعة ومنذ سنين- لكلّ الإخوة الذين تصدّوا لمواقع سياسية وإدارية بأنّ جلّ المشاكل التي يُعاني منها البلد يكمُنُ حلّها عند هذه الطاقات والكفاءات، ولابُدّ من توفير الأجواء لها وتنميتها، ولكن للأسف كان الإخوة في سباتٍ عميق بل إنّ بعض المتصديين للعمل السياسي لا يملك حتّى الثقة بنفسه فكيف يثق بالآخرين، ولقد كرّرنا ذلك كلّما أُتيحت لنا الفرصة للحديث عن مشاكل البلد مع من نعتقد أنّه يملك تأثيراً أو بعضه على صناعة القرار، سواءً من التنفيذيّين أو التشريعيّين لكن لم يرجع من كلامنا إلّا الصدى، أمّا الإخوة فكانوا في سباتٍ عميق".

جاءت بعدها كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعيّ السيد علاء الموسوي" أيّها السادة الأفاضل الحمد لله على ما نرى من إنجازاتٍ متتالية ورائعة في العتبات المقدّسة التي ضربت مثلاً في التفرّد بالإنجازات في خضمّ ما يعيشه هذا البلد من مشاكل سياسية ومن تخلّف إداري ومن أزمة اقتصادية، ومن أزمات تبدو أنّها خالدة، حيث اثبتت العتبات المقدّسة على مدى السنين الماضية وإلى الآن أنّ كلّ ما يواجه هذا البلد من مشاكل هو ممكن الحلّ، وهو مقدور عليه لو توفّرت الإرادة والإخلاص والحرص على الوطن، وهذا الشاهد هو أحد شواهد هذا الشعور وهذا الإخلاص وهذه المسؤولية التي تتحمّلها العتبات المقدّسة بجدارة".

وأضاف: "إنّ ما نشهده اليوم من إنجاز عظيم رائع لشبّاك النور لا يُمكن اعتباره إنجازاً فنيّاً فقط، فإنّ الفنّانين يُبدعون لإظهار إبداعهم وبراعتهم، لكنّ من أبدع هذا الشبّاك إنّما أبدعه ومزجه بعواطفه ومحبّته وعشقه، لم تصغ هذه العُقَد في هذا الشبّاك وهذه المفاصل وهذه الزخرفة إلّا بعواطف ودموع امتزجت، ابتدأت من المتبرّعين وانتهت بالصانعين والمشرفين وبكلّ من شارك وساهم في هذا الإنجاز الرائع".

وبيّن السيد الموسوي: "إنّ إنجاز هذا الشبّاك يعكس عواطف أتباع ومحبّي أهل البيت(عليهم السلام) ومشاعرهم وحبّهم لأبي الفضل(صلوات الله وسلامه عليه)، وهو فخرٌ لنا جميعاً نحن العراقيّون، فخر للعتبات فخرٌ لجميع المؤمنين، أن نكون في خضمّ الأزمات نرفع يد الكفاءة ونرفع راية التميّز والتفرّد في جوٍّ لا ترى فيه إلّا اليأس ولا ترى فيه إلّا التراجع، وهذا ما يجب أن نُحافظ عليه يجب أن نُحافظ على هذه الإنجازات ونُحافظ على هذه العقول ونُحافظ على هذه الكفاءات الموجودة في عتباتنا المقدّسة التي تنجز مثل هذه الإنجازات المتتالية في كربلاء وغيرها في المدن المقدّسة، هذه العقول قيمة عُليا بالنسبة لنا وذخيرةٌ لهذا البلد لذلك يجب أن يُحافظ عليها ويجب أن تقدّر وتثمّن حتى يتّسع نطاقها وتبقى فاعلةً مؤثّرةً في صناعة مستقبل البلد بل حاضر البلد ومستقبله".

واختتم قائلاً: "أُبارك للعتبة العبّاسية المقدّسة ولسماحة أخينا الأجلّ السيد الصافي والسيد أمين العتبة المقدّسة ولكافة العاملين في هذا الإنجاز الكبير، سائلين الله تبارك وتعالى أن يثبّت العاملين جميعاً على الإخلاص والتقوى والحرص على منافع العباد والبلاد وعلى خَدَمَة هذه العتبات المقدّسة، ونسأله تعالى أن يكشف هذه الغمّة عن هذا البلد، وأن يجعله آمناً ويرزق أهله من الثمرات، وأن يدفع عنه شرّ الأشرار وينصر مجاهدينا في جبهات القتال كافة، ويعافي جرحاهم ويرحم شهداءهم ويوفّقنا جميعاً لخدمة إيتامهم وأراملهم وعوائلهم".

ثم كلمةٌ ممثّل العاملين في شبّاك النور حسام محمد جواد: كنّا نشعر ونحن نُمسك بأيّ قطعةٍ من قطع الشبّاك أو جزءٍ من أجزائه أنّ أكفّ الناس تُصافحنا ودعواتهم من خلاله تطرق مسامعنا ,مبيناَ: "هناك عدّة نقاط تميّز بها الشبّاك الشريف، منها استخدام الخشب الصاج البورمي في صناعة الهيكل الخشبي وهو من أرقى أنواع الصاج، وصناعة بعض القطع من الذهب عيار (22) التي كانت تُصنع سابقاً من الفضة وتُطلى بالذهب، واستخدام فضّة نقيّة بلغت ما يقرب من (2,750كغم) مع استخدام ما يقرب من (411كغم) من الذهب، كما تمّت زيادة متانة الأجزاء الداخلية لأغلب القطع إلى عشرة أضعاف لإعطائه متانةً وقوّةً تتناسب مع الزيارات المليونية، حيث تمّ استخدام أساليب فنّية لتثبيت أغلب أجزاء الشبّاك الشريف الخارجية من الداخل وعدم استخدام أيّ مسمار، حفاظاً على جمالية الشبّاك الشريف، وإنّ هذا العمل المبارك هو بدايةٌ للسير في صناعة شبابيك الأضرحة والمزارات في العراق من قبل العتبة العبّاسية المقدّسة".

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك