المرجعية الدينية تشيد بصبر العراقيين وتحملهم في ظروف يندر ان يمر بها شعب مثل الشعب العراقي


أشادت المرجعية الدينية العليا بالصبر العراقيين وتحملهم  في ظروف يندر ان يمر بها شعب مثل الشعب العراقي , مبينةٍ: بان  اليتامى امانة في اعناق الجميع لا احد يعفى من المسؤولية.

وقال السيد احمد الصافي ممثل المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة 17 /شوال /1437هـ الموافق 22/7/2016هـ , في الصحن الحسيني الشريف::اخواتي اخواتي اقرأ على مسامعكم الكريمة الآية 177 من سورة البقرة لاحتوائها على مضامين كبيرة اقرأها وارجع عليها على نحو الايجاز :

(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (177) – سورة البقرة - .

طبعاً لا يخفى على حضراتكم الموازين التي ارادها الله تبارك وتعالى لنا، وهذه الموازين تشمل الانسان بما هو مع غض النظر عن أي موقع من المواقع التي هو فيها..

الله تعالى يريد ان ينظم سلوكنا من خلال معنى البر.. هناك بر وهناك ضد البر قد يكون فجور شيء آخر المهم ليس من البر .. مجمع الخيرات هو البر ..ما هو البر ؟! الاية فيها نفي وفيها اثبات تقول (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)..

نحن لا نتحدث عن اسباب النزول ولكن نريد ان نبين ان البر الذي تريده الاية الشريفة هو البر الواقعي الذي يمس شغاف القلب والذي له علاقة بالاعتقاد والالتزام ثم ايضاً له علاقة بالفعل الخارجي..مجمع هذا البر.. المسألة ليست في تفاصيل ما تريده الآية وانما في الخطوط العريضة التي تبين ..

ما هو البر ؟! قالت الاية (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ..) هذه في مسألة الاعتقادات ..

وتابع: اخواني الذي يؤمن بهذا الفعل الذي افعله من يؤمن بان فعلي ما وراءه جزاء.. لا يظلم ولا يحاول ان يسرق ولا يفكر في انه يعتدي لأنه يؤمن بالله ويؤمن باليوم الآخر .. اليوم الاخر فيه انتصار وانتصار من الظالم بحق المظلوم ..

الانسان الان في الدنيا يرى كل شيء ولا يقوى على مجابهة كل شيء لكن الذي يؤمن بأنه يوجد يوم آخر فيعيش مطمئن البال لأنه سيأتي يوم تقول انت من اخذ اموالي من سرقني من اعتدى عليَّ من اهانني ... لا يذهب منك شيء .. هذا الاعتقاد حماية لك، ايضاً اذا تبوأت مكاناً او موقعاً عليك ان تمنع نفسك من التعدي لأنك اذا آمنت بالله وباليوم الاخر سيتهذب سلوكك بالشيء الحسن..

(وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ)

أي اعطى المال على حبه اما على حب المال لان الانسان يحب المال ومع ذلك يعطي المال او على حبه الله يعطي المال لأنه يحب الله تعالى واعطاء المال اخواني من افضل المجاهدات والقربات الى الله تعالى وذكرنا سابقاً في خدمتكم بعض الايات (الذين يجاهدون بأموالهم وانفسهم.. ...) قدّم المال لشدة حرص الانسان على المال قد يحب المال اكثر من ان يحب اولاده.. تقول الاية الكريمة : (وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ ..) لاحظوا اكثر المصاديق موجودة الآن عندنا في البلد و خصوصاً اليتامى..

اقول اليتامى اليتامى وهؤلاء اليتامى بالنتيجة امانة في اعناق الجميع لا احد يعفى من المسؤولية .. نعم..قد المسؤولية تختلف باختلاف الثراء وباختلاف العطاء..نعم.. ولكن بالنتيجة هذا جزء من تكليفنا امام الوضع الاجتماعي الذي نعيشه الآن ..

والمساكين انسان ليس يتيماً لكنه مسكين والمسكين يقال سميّ مسكين لأن حركته سكنت من فقره ..ثم تبيّن الاية : وابن السبيل والسائرين وفي الرقاب..

لاحظ الاية الشريفة بينت الاعتقاد اولا ثم الجانب المالي قدّمه ..القرآن قدّم المال.. ثم قال : (وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا)..

الوفاء بالعهد اخواني لعله بعض الانبياء غير اسماعيل ابن النبي ابراهيم (عليه السلام) وهو النبي اسماعيل صادق الوعد وهو نبي غير النبي اسماعيل ابن النبي ابراهيم (عليه السلام) .. بعض ما يقال انه وعده شخص ان يلتقيه في المكان الفلاني وجاء على الموعد وتخلف ذلك الشخص.. بقي سنة في هذا المكان ينتظره الى العام القادم جاء فوجده فقال اني انتظرك..

وبين الصافي: الانسان عندما يعطي وعداً خصوصاً للمواقع التي بيدها ما تستطيع ان تنفذ.. الوفاء من الصفات الممدوحة والمحمودة (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ)

في الحقيقة اخواني انا فقط اريد ان اقول ساعد الله العراقيين جميعاً واقعاً تحملوا وصبروا في ظروف يندر ان يمر بها شعب مثل الشعب العراقي ومتعلقات الصبر ايضاً كثيرة يصبر على حر او يصبر على خدمات او على فقر او على قتل .. يصبر ويصبر .. لا شك ان هناك مسؤولية تتعلق على غيرنا لا نتكلم بها .. ما يعنينا ان هذه الفضيلة فضيلة الصبر من الفضائل التي يوسم بها الانسان المؤمن والتي يتحدث عنها القران ضمن هذه المنظومة من الفضائل التي ذكرتها هذه الآية الشريفة ...

(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ)

طبعاً اخواني التقوى ولعله آيات كثيرة تتحدث عن التقوى والجميل في هذه الاية الشريفة بعد ان استعرضت هذه المسائل تشير وتقول (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا)  والصدق صفة من صفات الله والله هو اصدق القائلين .. ثم يشير الى ان اولئك هم المتقون وانما يتقبل الله من المتقين .. فالتقوى ميزان مهم جعله الله تعالى ميزاناً لقبول الاعمال ..

واختتم قائلاً: نسال الله تعالى ببركة القران الكريم ان يتقبل منّا ومنكم .. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات .. اللهم ارنا في بلدنا وشعبنا كل خير واراحنا الله تعالى من كل شر .. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل الطيبين الطاهرين ..

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك