داعش تتبخر من اربع مدن عراقية 


دخلت القوات العراقية المشتركة الى قضاء الشرقاط من دون أن تنجح بعرض صور جثث مقاتلي "داعش" أو أسرى لهم، باستثناء بعض الجثث المتفسخة التي قضت تحت الأنقاض أو داخل خنادق "التنظيم" جراء القصف الجوي الأميركي أو الصاروخي العراقي.

وقال ضابط رفيع في وزارة الدفاع العراقية :" إن "التقرير الأخير للاستخبارات العراقية جاء مطابقاً لتقرير نهائي عن مدن أخرى، فلا جثث ولا أسرى من داعش والتقرير يعجز عن تقديم تفسير لذلك سوى عبارة انسحبوا من المدينة وتركوا بضعة عشرات من الانتحاريين للاستنزاف".

وأضاف أن "داعش يترك في كل مدينة ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف مقاتل لحمايتها وإدارتها كما في الفلوجة والبعاج، منهم 30 بالمائة مقاتلون غير عراقيين.

لكن عندما تتم مهاجمة المدينة لا نحصد سوى بضع جثث وفي أفضل أحوالها لا تتجاوز 50 جثة لداعش"، وفق تأكيده.

وتابع الضابط العراقي أن "التقرير الاستخباراتي الصادر أكد على صحة تحذيرات أميركية سابقة من تغيير التنظيم استراتيجيته الحالية من السيطرة على المدن وإدارتها إلى التخلي عنها والعودة إلى عمل الخلايا والجيوب المتفرقة التي تصعب السيطرة عليها أو معرفة مقراتها، إذ ينسحب التنظيم محافظاً على قواته بشكل سلس ويترك المدن بدلاً من أن يقتلوا جميعاً بالقصف الجوي أو الصاروخي".

وأشار إلى أنه "في أربع مدن لم يتم العثور إلا على 78 جثة لعناصر داعش وغالبيتهم عرب وآسيويون من كتائب الانتحارين والانغماسيين بالتنظيم".

وأضاف أن بقية العناصر "انسحبوا أو فروا ولا نعلم أين ذهبوا مع أسلحتهم ونحن نتحدث عن نحو 10 آلاف مقاتل في مجموع المدن الأربع تلك".

بهذا المنحى، ترجح أوساط أمنية أميركية وعراقية أن تؤدي نجاة هذا العدد من مقاتلي "داعش"، عبر هروبهم أو اختفائهم عن الأنظار، إلى "فتح الباب واسعاً على مرحلة جديدة للتنظيم لن تكون سهلة وتعتمد بالدرجة الأولى على الجهد الاستخباراتي" لمطاردته، بحسب المصدر نفسه.

في المقابل، أعلن مسؤولون عراقيون أن "ظاهرة انسحاب تنظيم داعش من المدن تجري بشكل منظم وبقرار مسبق ضمن تكتيك جديد وليس اعتباطياً، يهدف للحفاظ على مقاتلي التنظيم وعدم التفريط بهم".

وأكد مسؤول عراقي رفيع معلومات التقرير الاستخباراتي، مبيناً أن "داعش يجد البقاء والتمسك بالمدن معركة خاسرة مع وجود الطيران وحرب النفس الطويل، لذلك بدأ بالانسحاب من المدن التي تهاجمها القوات (العراقية)"، مشيراً إلى أن "التأخير الذي يحصل في المعارك

ناجم عن حقول الألغام وكتائب الانتحاريين الذين يبقيهم التنظيم لقتل أكبر عدد من القوات المهاجمة وعددهم في كل مدينة لا يتجاوز بضع عشرات".

في هذا السياق، لفت الخبير بشؤون الجماعات المتطرفة، فؤاد علي، إلى أن "أسلوب التنظيم الأخير يمكن اعتباره الأول بين الجماعات الجهادية" في إشارة إلى التخلي عن المدن والانسحاب منها.

وأضاف أنه "ضمن المصطلحات المعروفة في الجماعات الجهادية يطلقون على الانسحاب عبارة: الفرار من الزحف.

وعقوبة ذلك تصل إلى حد القتل لأي عنصر يرتكبها.

إلا أنه على ما يبدو فإن ما تعرف باللجنة الشرعية (في داعش) أجازت ذلك لعناصر التنظيم كون بقائهم فيه مهلكة ولن يثمر عن شيء"، بحسب قول علي الذي أضاف أن "أغلبهم يقتل بالطيران من دون أن تكون هناك مواجهة برية حقيقية"، مرجحاً أنهم "ينتقلون إلى مناطق جديدة لإعادة ترتيب صفوفهم مجدداً ومن ثم الهجوم أو التفرق على شكل جيوب تعيد للأذهان نظرية الخلايا الخيطية التي اتبعها تنظيم القاعدة نهاية عام 2005 وحققت نتائج كبيرة لصالحه".

 

المصدر: alaraby

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك