قناة فرنسية تحاور إعلام العتبة الحسينية حول زيارة الأربعين والحرب على داعش


أجرى موفد قناة فرانس 24 الفضائية الفرنسية حوارا مع مسؤول الاعلام في العتبة الحسينية المقدسة حيدر السلامي، تم فيه التطرق الى جملة من القضايا المرتبطة بزيارة الأربعين للإمام الحسين عليه السلام، وأهميتها على المستويين المحلي والعالمي، لما تحتويه من جنبات ايجابية تتعلق بالتكافل الاجتماعي والدفاع عن الحقوق والحرية والعدالة والفضيلة، وصور الولاء الرائعة التي يقدمها ملايين الزائرين العراقيين ومئات الآلاف من الزائرين العرب والأجانب لسيد الشهداء عليه السلام...

-ما هو عدد الزائرين في أربعينية هذا العام، وهل أن هذا التنوع الكبير الذي تشهده هذه المناسبة يمثل قوة ناعمة للشيعة؟

فيما يتعلق بأعداد الزائرين بمناسبة اربعينية الإمام الحسين عليه السلام فإنها تشهد زيادة مضطردة في كل عام، وقد وصلت الى 25 مليون زائر تقريبا، فيما كان العدد العام الماضي بحدود 20 مليون زائر.

وفي ذلك جملة من الدلائل الايجابية، ومنها أن أجواء الزيارة الآمنة تماماً تبعث رسائل طمأنينة يحملها الزائرون الى المجتمعات في بلدانهم بأن العراق بخير وهو محمي بسواعد أبنائه وأن المدن المقدسة يعمّها الأمان وأهلها ذوي كرم ونُبل وشجاعة وتفانٍ لا مثيل له في خدمة الزائرين مهما كان تنوعهم القومي والديني والعرقي، فضلا عن ما ينتشر في وسائل التواصل الاجتماعي من الصور الرائعة للتكافل بكل أنواعه سواء مع الزائرين او بين ملايين المواطنين حيث تعطي هذه المنشورات حافزا اكبر للأجانب لزيارة العراق والمدن المقدسة، وهذا بالطبع يعطي قوة اضافية للشيعة من خلال تغطية هذه الفعاليات في وسائل إعلام عالمية مثل قناتكم. وهذا بدوره أيضا يعطي قوة ناعمة للمسلمين بخلاف القوة الصلبة للجماعات التكفيرية.

-هل ان رسالتكم الحسينية في مناسبة زيارة الأربعين موجّهة للعرب عموما أم للشيعة فقط؟

نحن نعتقد ان رسالة الإمام الحسين عليه السلام هي امتداد لرسالة جدّه رسول الله محمد صلى الله عليه وآله.وهو الذي بعث للناس كافة، وهناك أدلّة كثيرة في هذا الخصوص منها الحديث النبوي (حسين مني وأنا من حسين)، وبالتالي فهي رسالة انسانية موجهة لعموم الناس تدعو للعدل والسلم والفضيلة والدفاع عن الحق بوجه الظلم والطغيان.

- إذا ما حصلت أي اعتداءات أثناء هذه الزيارة فهل يعطي ذلك انطباعا سلبياً للزائرين؟

مع ان أعداد الزائرين هائلة وأكثر من أن تحصى وتعد، لم تحصل اعتداءات من أي نوع بل ان الأمور سارت بصورة رائعة بين هذه الملايين العديدة التي تشكل أكبر تجمع بشري في العالم وقد كان تجمعا سلميا لأبعد الحدود رغم التنوع الكبير في جنسيات الزائرين واختلاف لغاتهم وثقافاتهم...

بل اننا اذا افترضنا حصول اعتداءات أو خروقات أمنية واستهدافا للزوار في أمثال هذه المناسبة فإن ذلك سيشكل حافزا وإصرارا أكبر في سبيل التمسك بهذه الزيارة واقامتها بصورة أكبر عاما بعد عام..

-ما الدافع الذي يأتي بهذه الملايين لأداء الزيارة ومنهم من يقطع مئات بل آلاف الكيلومترات؟

لدينا روايات وأحاديث ومأثورات عديدة عن أهل بيت النبي عليهم السلام، ما يؤكد أهمية زيارة الامام الحسين عليه السلام والتمسك بهذه الزيارة وإحيائها، ويأتي في أولوية هذه الدوافع إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام ومن بعده يأتي ذلك التمسك كتعبير من المؤمنين عن الدفاع عن الحق والعدالة والمظلومين واستذكار مآثر أهل البيت عليهم السلام والمِحن التي جرت عليهم وأهمها مصيبة الحسين، ففي هذه المسيرة المليونية تمتزج العَبرة مع العِبرة استذكارا لما مرّ بسيد الشهداء وعياله وأصحابه الذين كان من بينهم أصحاب لرسول الله صلى الله عليه واله...

ومن الدوافع الاخرى للتمسك بهذه الزيارة هي ارسال رسالة لكافة الناس بأن لا تكونوا في صف الظالم لأن نهايته الخسارة والخزي، وأن يكونوا مع الحق ويدافعوا عنه وعن المظلومين...

وهناك أيضا الشعور بالغبطة والفرح للقاء المحبّين حبيبهم الذي قد يكونوا فارقوه لمدة طويلة ولم يزوروه، فترى على مُحياهم معاني الحبور بعد لهفة الشوق للقاء من يحبّون...

-هل هناك خطط مستقبلية لهذه المناسبة؟

الزيارة هي عبارة عن مراسيم وشعائر.. أقوال وأفعال وأفكار وقيم أخلاقية يستحضرها ويؤديها الزائر سنويا وهي ليست برنامجا محددا او مشروعا سياسيا مثلا انما هي صيغ تعبيرية هادفة وإعلان عن الولاء للحسين عليه السلام والتمسك بنهجه في إرساء قواعد المحبة والسلام والتعايش مع استذكار واستحضار واقعة الطف..

وبكلمة أخرى هي اندفاع روحي نابع من ايمان الناس بهذه القضية وما تمثله لهم كمسلمين، فأنت لا تستطيع أن تجمع ملايين الناس من حولك مهما كانت سطوتك او تأثيرك عليهم، بل أن هذه الجموع تنفق الاموال الطائلة وتترك أعمالها وبيوتها لأيام عديدة وبلا مقابل سوى تجديد الولاء للإمام الحسين عليه السلام...

ـ هل تعتقد أن كربلاء ستصبح عاصمة للشيعة؟

بالتأكيد هي الآن عاصمة روحية للمسلمين عموما وليس للشيعة فقط، بل ان هذه المدينة المقدسة تستقطب سنويا آلاف الزائرين من الأديان والمذاهب الأخرى من كل أصقاع العالم... إنها تحتضن الجميع وتتسع لهم فلا تضيق بأحد بل تستقبله برحابة صدر وحفاوة قل نظيرها. وهل ثمة عاصمة أروع من كربلاء؟!

-ما رأيكم بـ داعش وماهي الرسالة التي توجهونها له؟

داعش منظمة ارهابية تستهدف كل بلدان العالم وشعوبه ولا تستثني أحدا، ويجب أن تتضافر الجهود الدولية كافة في سبيل القضاء عليهاوتجفيف منابعهاالفكرية والوجودية، أما رسالتنا لداعش فهي باختصار: انكم مهما فعلتم فإننا سنظل ندافع عن الحق ونزرع الأمل في كل مكان. أصنعوا الموت وسنبقى نصنع الحياة.

 

ترجمة: علاء شطنان

 

 

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك