العتبة العباسية تفتتح مشروع توسعة حرم مرقد أبي الفضل العباس(ع)


افتتحت العتبة العباسية المقدسة مشروع توسعة حرم مرقد أبي الفضل(عليه السلام) بتسقيف صحنه الشريف يوم السبت (19جمادى الآخرة 1438هـ) الموافق لـ(18آذار 2017م)تزامنا بذكرى مولد فاطمة الزهراء عليها السلام.

واقيم حفل الافتتاح في باب القبلة بحضور رئيس ديوان الوقف الشيعي وممثلين عن العتبات المقدّسة والمزارات الشريفة في العراق وشخصيات دينية وثقافية واعلامية وعشائرية إضافة الى جموع غفيرة من الزائرين، وسط تغطية إعلامية مكثفة لعدد من وسائل الإعلام. 

استهِل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ السيّد حسنين الحلو، ثم كلمة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدّسة السيد أحمد الصافي التي بارك فيها للحضور الكريم ولادة سيّدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء(سلام الله عليها) الراضية المرضيّة الحوراء الإنسيّة الصدّيقة الشهيدة سائلاً الله تبارك وتعالى ببركتها وبركة أبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها أن يمنّ على الجميع بالأمن والأمان.

وتابع: في هذه الليلة هناك انتصاراتٌ وانتصاراتٌ يخوضها أبناء العراق الغيارى وهم يُدافعون عن هذه التربة المقدّسة الطاهرة بأبدانهم ودمائهم وهم يخطّون تاريخاً مؤثّلاً ومجداً معطراً وهم يتسابقون الى المنيّة من أجل أن تُحفظ كرامة هذا البلد، وامتثالاً للفتوى العظيمة التي أصدرها سماحةُ السيّد السيستاني(أطال الله عمره الشريف) والدماء الزاكية التي روت الأرض ولا زالت ترويها، سائلين الله تبارك وتعالى لهذه الجهود النصر المؤزّر وأن يرينا الله تبارك وتعالى في هذا البلد عزّةً معجّلة ويرينا فيه كلّ أمنٍ وأمان واستقرار.

واوضح الصافي: أبين للإخوة ولكل من يهمه أن يعرف الإجابة عن بعض التساؤلات، طبعاً نحن تشرّفنا في خدمة العتبة في عام (2003م) والآن نحن في (2017م)، نقول: إن مجموع ما صرِف من مبالغ على المشاريع العمرانية والمشاريع الخدمية للعتبة المقدّسة خلال (13) سنة وصل الى مليار دولار فقط، فلو حسبنا هذا المبلغ على كلّ سنة فإنّ المصروفات ستكون (76) مليون دولار لكلّ سنة، علماً أنّ لدى العتبة المقدّسة أكثر من (150) مشروعاً ولا زال هناك (40) مشروعاً في وزارة التخطيط متوقّفة بسبب المشاكل الماليّة، وبعض المشاريع أيضاً قد صودق عليها من قبل ديوان الوقف الشيعيّ الموقّر وهي تنتظر السيولة الماليّة.

ثم كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد علاء الموسوي بين فيها: بعد سنة (2003م) اتخذت العتبات المقدسة والمزارات الشريفة في العراق هذا المسار وأخذت هذا الطريق لأنها وقعت بأيد أمينة صادقة، هذا المسار هو خدمة الزائر وتهيئة تلك الأماكن بشكل لائق يليق بزوارها ويليق بمن حل فيها، هذه الأماكن الطاهرة التي تفتتح أبوابها ليلاً ونهاراً لاستقبال الآلاف بل مئات الآلاف والملايين من الزوّار والكلّ يرجع سعيداً مرتاحاً.

وتابع الموسوي: هذا المشروع وأمثاله من المشاريع نعمة من الله تبارك وتعالى يمنّ بها علينا جميعاً ونرجو أن نجد الفرص الجديدة أن تفتح أمامنا لتوسعة هذا الحرم الشريف حرم أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) الذي يعاني الضيق ومن الحجم الصغير نسبة الى بقية الصحون الشريفة في العتبات الأخرى، ولعل الخيار الأفضل هو التفكير بصحون جديدة تضاف الى هذا الصحن وهذا ما يحتاج الى جهد وهمة عالية لاستملاك المنطقة المحيطة والتفكير بمناطق مفتوحة تكون صحونا جديدة تضاف الى هذا الصحن الشريف، فالهمم عالية والنوايا صادقة ويبقى التوفيق من الله تبارك وتعالى، والذي نجده دائماً مع الإخوة الكرام في العتبات رعاية المرجع الأعلى(دام ظلّه) بتوجيهه وببركات دعائه للإخوة الكرام في العتبة العبّاسية المقدّسة وعلى رأسهم المتولّي الشرعيّ السيد أحمد الصافي وبقيّة الإخوة الكرام السيّد الأمين (حفظه الله) والخدام جميعاً، ولكلّ العتبات المقدّسة والمؤمنين هذا الإنجاز.

فيما القى رئيس قسم المشاريع الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة المهندس ضياء مجيد الصائغ كلمة اوضح فيها : بعد أن تم اختيار نموذج التصميم من قبل سماحة السيد الصافي وإدارة العتبة العباسية المقدّسة الذي حظي بمصادقة ديوان الوقف الشيعي الموقّر والوزارات المعنية، لتأتي بعدها مرحلة التحدي والعمل والمثابرة لينجز المشروع وفق التصاميم والمواصفات القياسيّة والمدد المحددة، فتظافرت الجهود للشركة العراقية -شركة أرض القدس- وقسم المشاريع الهندسية والديوان الموقر حتى أُنجز المشروع كاملاً بإضافة حرم جديد بمساحة (5,000م2) خصصت للزائرين الكرام وهو مجهّزٌ بكلّ الخدمات ووسائل الراحة ويستوعب أكثر من (20) ألف زائر في وقت الذروة.

بعدها القى مدير التنفيذي لشركة أرض القدس للمقاولات الإنشائيّة المصمّمة والمنفّذة لمشروع المهندس حميد مجيد الصائغ جاء فيها: بعد ان تم اختيار التصميم من بين مجموعة من التصاميم يحتوي هذا التصميم على مواصفات تلبي حاجة الزائرين من إنارة طبيعيّة وتهوية إذ يغطّي الزجاج مساحة (40%) من السقف الكلّي، وبذلك يساعد على إدخال ضوء الشمس والهواء بصورة طبيعية للمكان، إضافة الى إمكانية رؤية المنائر والقبّة الشريفة لما يمثله ذلك من أهمّية للزائر الكريم.

وبين تم تحويل هذا الزجاج الى خيام زجاجيّة مربوطة بمنظومة سيطرةٍ لتحريك هذه الخيام الزجاجية حسب حاجة الزائر الكريم للهواء الطبيعيّ وأشعّة الشمس، وقد كان عددُ الخيام الزجاجيّة (34) خيمة بعدد سنين عمر أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وحقّق هذا التصميم الفكرة المعماريّة الرمزيّة للمكان المتمثّلة بطواف الخيام الزجاجيّة حول الضريح الشريف لمرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وكأنّها تلوذ به فهو ضريح حامل لواء الطفّ وحامي خيام الحسين(عليه السلام).

وأضاف: مثلت الفكرة التصميمية الخارجية لهذا الصرح مزيجاً معمارياً بين الزجاج والكاشي الكربلائي والمرايا والخيام والقباب والمنائر الذهبيّة التي تناغمت لتكوين فكرة واقعة الطفّ بأسلوبٍ حديث وجديد، من جانبٍ آخر كانت تحدّياً هندسيّاً كبيراً إذ أنّ وجود هذا العدد الكبير من العناصر المعماريّة المتمثّلة بـ(18) قبّة صغيرة وكبيرة و(34) خيمة زجاجيّة ثابتة ومتحرّكة وآلاف المقرنصات المغلّفة بالمرايا وعدد كبير من الثريّات العملاقة وما يترتّب من جرّاء ذلك من أوزان عالية لا يمكن تنفيذها لو اتّبعنا الطرق الإنشائيّة التقليديّة، لذلك لابُدّ من إيجاد حلول إنشائيّة تلائم تطبيق هذا التصميم وأفكاره المعماريّة وبأوزان معقولة.

واوضح الصائغ: كان اختيار مادّة الفايبر كلاس المقوى بألياف الكاربون هو الاختيار الأمثل لعمل هذا التصميم، لما تتمتّع به هذه المادّة من مزايا القوّة والمتانة وخفّة الوزن، فقد تمّ عمل القبب بطبقتين قبّة خارجيّة تحمل الكاشي الكربلائيّ وقبّة داخلية تحمل المرايا بوزنٍ لا يتجاوز (8 أطنان) للقبّة الكبيرة ذات القطر البالغ (9أمتار) وارتفاع (5أمتار)، ووزن (3,5طن) للقبّة الصغيرة ذات القطر البالغ (6أمتار) وارتفاع (3أمتار)، كما أنّ استخدام الفايبر كلاس في عمل هيكل المقرنصات السقفيّة وتغليفها بالمرايا كان اختياراً ناجحاً لتخفيف الأوزان الى الربع، علماً بأنّ هذه المادّة لأوّل مرّة تدخل في هذه الاستخدامات لأنّها مادّة مخصّصة لصناعة هياكل الطائرات والزوارق النهريّة، وكان اختيار دولة ماليزيا لتصنيع الهيكل الحديديّ اختياراً جيّداً لما يتمتّع به الحديد المستخدم في هذه الدولة من مواصفات تلائم الأجواء الحارّة المتغيّرة في العراق.

واشار الى  إنّ إزاحة الستار عن هذا السقف سيكشف عن لوحات زخرفيّة رائعة من المرايا والنقوش النباتيّة والزخارف والمقرنصات العراقيّة الأصيلة التي ستبقى سجلّاً لهذا النوع من النقوش والزخارف المعماريّة التي بلغ عدد قطع المرايا فيها (500) مليون قطعة مرايا مختلفة الأشكال والأحجام.

واختتم كلمته قائلاً: إن هذا العمل العراقي الكبير تصميماً وتنفيذاً سيبقى ذخراً وفخراً لكل العراقيّين والأجانب الذين ساهموا في إنجازه وصحيفةً بيضاء في سجلّ أعمالهم وستسجّل رقماً جديداً في ذاكرة العراقيّين الذين أبدعوا في تفاصيل هذا العمل الكبير.

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك