القبائل العراقية تحيي ذكرى مراسيم دفن الإمام الحسين وأهل بيته (عليهم السلام) 


شهدت مدينة كربلاء اليوم  الاربعاء الموافق 4/10/2017 الثالث عشر من محرم الحرام 1439هـ  احياء ذكرى دفن الجسد الطاهر لشهيد الطف الإمام الحسين (عليه السلام) والأجساد الطاهرة من أصحابه وال بيته النجباء سلام الله عليهم أجمعين وذلك بتوافد المواكب الحسينية للقبائل العراقية من مختلف المحافظات لإحياء هذه الذكرى الأليمة تتقدمها عشيرة بني أسد. 

وقال رئيس قسم الشعائر الحسينية في العراق والعالم الاسلامي رياض نعمة السلمان لموقعنا " ان تدفق المعزين استمر من بعد صلاة الظهرين ولمدة ثلاث ساعات حيث وفدت نساء قبيلة بني أسد أعقبها توافد عشائر بني اسد وباقي العشائر العراقية."

واضاف" إن هذا العزاء يعتبر من العزاءات التاريخية التي تقوم بها نساء قبيلة بني أسد وتساندها نسوة القبائل العربية الأخرى التي تقطن محافظة كربلاء المقدسة، مبينا ان هذا اليوم شهد مسير عددا من المواكب للعشائر العربية في كربلاء انطلق أولها بعد صلاة الظهر ابتداء من منطقة حي الاصلاح مقابل مرقد السيد جودة (2.5كم) عن مركز المدينة مرورا بشارع قبلة الامام الحسين (عليه السلام)  دخولا  للصحن الحسيني الشريف ثم الى منطقة بين الحرمين وانتهت في الصحن العباسي الشريف."

من جهته قال المؤرخ سعيد رشيد زميزم" إن كتب التاريخ دونت حادثة دفن الجثث الطاهرة في يوم الثالث عشر من شهر محرم الحرام عام 61 هـ من قبل بني اسد مع الامام السجاد عليه السلام، حيث جاء الإمام من الكوفة الى كربلاء لدفن الجثث الطاهرة وبعد الدفن اخذ محبي اهل البيت عليهم السلام يقيمون مراسيم الحزن بهذه المناسبة العظيمة ."

واشار زميزم الى ان" تاريخ مواكب العزاء الخاص  بيوم الدفن يعود الى مطلع القرن العشرين إذ بادر السيد جوده وهو من وجهاء كربلاء ومن اسرة علويه كريمة بالتأسيس الاول لهذه المراسيم، حيث قام بجمع العشائر الموجودة في كربلاء وتنزل على شكل مواكب تتقدمها عشيرة بني اسد، واستمرت ذلك حتى عام 1970 حيث بدأ التضييق عليها من قبل النظام البائد، وانتهت بشكل كامل وبعد سقوط النظام عام 2003 رجعت هذه المواكب تسير وتبايع الامام الحسين عليه السلام على ما كانت عليه في القدم."

ويذكر ان عزاء قبيلة بني أسد العربية من الأعراف المتوارثة وثقافة امتدت منذ شهادة الحسين عليه السلام إلى يومنا هذا، وأشارت الوقائع التاريخية الى انه في اليوم الثالث من شهادة الحسين وآله عليهم السلام حضر الطف يومها مجموعة من نساء بني أسد فرأين الجثث المقطعة والمتروكة بلا دفن ولا رؤوس في منظر مهيب ينبأ بأكبر فاجعة عرفتها البشرية عبر التأريخ، فرجعن يستنهضن الرجال لواجب شرعي وإنساني يتمثل بدفن الجثث الطاهرة, فتوجه بني أسد حاملين أدوات الدفن معهم إلى حيث الواقعة، وباشروا بمعاونة الإمام السجاد في اتمام عملية الدفن، بعد ذلك اخذ بنو أسد يقيمون العزاء حتى يومنا هذا  الا ان السنوات العشر الماضية شهد هذا العزاء مشاركة العشرات من قبائل الفرات الاوسط ليتوسع بالشكل الحالي. 

 

 

تحرير: فضل الشريفي

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك