الاهوار: ماضٍ شجاع وحاضرٍ سعيد ومستقبلٍ مشرق


الاهوار تنتصر للألم الإنساني بعد عقود عجاف، يوم أعلن ضمها على لائحة التراث العالمي (اليونسكو)، بعدما عانت ما عانت من ظلم الطاغية ،فسياسة تجفيف مياهها وتجريد أرضها من كل شيء حي العنوان الأبرز لمحاربة سكان المنطقة الجنوبية طوال خمس وثلاثين عاماً، لكن ماضي هذه المناطق المهمة لا يمكن ان يمر بسهولة ،فهي تتميز بالقدرة على الصمود لان ولادتها وحياتها تقدر بالآف السنين قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام ومنها انطلقت الحضارة والكتابة.

مساندة الحكومات المحلية وإيجاد الاستقرار السياسي والامني ،وكل ما له علاقة بالترويج السياحي حيث الأهمية الكبيرة في جذب السياح والزوار من بلدان العالم، لما تشكله من أهمية وميزة طبيعية استثنائية وتجمع بين المفردات التاريخية والثقافية والجغرافية، وتسويق هذه الأهوار والآثار جاء هذه المرة متفقاً مع الحماية الدولية، حيث سيفرض على الحكومات المحلية والمركزية اعداد خطط نوعية للنهوض بهما، باعتبارهما سيشكلان مورداً اقتصاديا مهما.

مسؤولية كبيرة تقع على أبناء المناطق التي شملت بضم اهوارها ومدنها التاريخية، الى رأب الصدع الذي خلفته تركة النظام المقبور فهذه المناطق بحاجة الى تظافر كل الجهود، والامكانيات لأنها مناطق محمية عالمياً ،وبالتالي فالأمانة عظيمة وستعتبر الواجهة لسكان هذه المحافظات فلا تقصروا وكونوا على مستوى الحدث، لذا يجب ان تكون الاستجابة بمستوى العيد الذي افرح اهوارنا وآثارنا في يوم سعيد،

وأن لا تكون فورة مؤقتة وبعد ذلك يُهمل الموضوع بقصد من قبل المحسوبين على هذه المحافظات المنكوبة.

أفرحتنا منذ كانت محراباً للأبطال المجاهدين وأفرحتنا أكثر عندما أبت أن تندثر وصمدت تحت ضربات الخونة وإلياتهم الجرارة ،واليوم تعاود من جديد لتفرحنا لكونها أصبحت صرح عالمي لا يقتصر على العراق وحسب، هكذا هي رسم ت لنا الابتسامة دائمة وعلينا ان نرد الجميل لها عن طريق الاعتناء بموروثها وتقاليدها ومياهها وهذه مسؤولية الحكومة المركزية أيضاً.

للأهوار تاريخ لا ينسى كما هو مماثل إلى تراثنا وآثارنا، حيث أول من علم الإنسانية معنى الكلم، وهنا خط أول حرف بالعالم من تراثنا الكبير ،من أور والوركاء ولكش والكثير الكثير من ثراثنا.

من الاهوار مصنع الرجال والأبطال ،حيث كانت مدرسة لمقارعة الظلم والطغيان، رغم المأسي التي عاشها أبناء الجنوب، إلا أنها خرجت الأبطال الأفذاذ، ولم تقتصر مدرسة الاهوار على أبناء الجنوب، بل كانت مدرسة عامة لأبناء العراق حيث الجميع من شماله و غربة وشرقة ليحتضنه الجنوب بأهواره المعطاء. 

اليوم نحن نعيش نشوة وفرحة الانتصار، الذي أعلن عن ضم هذا الصرح الكبير إلى محمية عالمية، وهذا النصر أتى من عمل متواصل لمدة أكثر من سنتين، لمسناها نحن أبناء ذي قار كلجنة السياحة والآثار والشؤون الدينية في مجلس المحافظة، حيث يعود الفضل الأكبر لهم، ونحن بدورنا نشكر الله أولا وأخرآ على أن يعم الخير على الجميع والشكر كل الشكر لكل من سعى وبذل جهدا لإحياء تراثنا وأهوارنا.

 

سعد بطاح الزهيري 

 

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك