مَعْرَكَةُ المَوْصِلِ قَرارٌ وَتَوْقِيتٌ وَطَنِيٌّ بِآمْتِيْازٍ


١/ انَّ إِعلان ساعة الصّفر لانطلاقِ معركة تحرير المَوصل هو قَرارٌ وطنيٌّ بامتياز، ومن يقول غَيْرَ ذلك يُحاول ان يطعن بالجهدِ الوطني العراقي العسكري منه والسّياسي، وتشويه الحقيقة والتقليل من اهمّيّةً هذه المعركة، ولذلك نرى الآن كيف يتعامل الاعلام الطّائفي والعنصري بعدوانيّة معها!.

انّ الارهابيّين ومَن يقف خلفَهم في المنطقة وعلى رأسهم نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية والآخر الحاكم في قطر بالاضافةِ الى تركيا، حاولوا خلال الفترة المنصرمة الطّعن بكلِّ ما هو عراقي بخصوص معركةِ الموصل، فتارةً حاولوا تجييش المجتمع الدولي ضدَّ قوّات الحشد الشّعبي البطل والمقاوم والباسل للحيلولة دون إشراكهِ في هذه العمليّات! وأُخرى حرّضوا على ضرورة إِشراك أَنقرة في هذه المعركة، وثالثة طعنوا بالقرار الوطني العسكري العراقي عندما إِتّهموه بالتأثّر ببعض الضّغوط الدّولية او الاقليميّة، ورابعة أشاعوا بانّها معركة الشّيعة ضدّ السُّنّة! الى غير ذلك!.

الّا انّ النتيجة هو انّ القائد العام للقوّات المسلّحة العراقيّة رئيس مجلس الوزراء الدّكتور العبادي هو الذي أعلن ساعة الصّفر لهذه المعركة الحاسمة وهو الذي حدّد نوعيّة القوّات التي شاركت فيها وهو الذي يشرف الآن على تفاصيل هذه المعركة الفاصلة!.

إِنّ صلابة الموقف الوطني العراقي فضح إعلامهم الطّائفي والعنصري وأَسقطَ رِهاناتهم وأَفشلَ سياساتهُم التي حاكوها في الظّلام! وسيخرج العراق منتصراً باْذن الله تعالى.

٢/ انّ انطلاق هذه العمليّات اليوم لم يكن وليد الصّدفة أو الأمزجة، ابداً، وانّما هي آخر حلقة في سلسلة عمليّات عسكريّة متتالية نفّذتها القوّات المسلّحة العراقية طوال الأشهر الماضية حقَّقت فيها إنتصارات متلاحقة تمّ فيها تحرير مساحات شاسِعة من الاراضي العراقيّة من قبضة الارهابيّين، والتي كانت بعضها بمثابة طُرق إمداد لهم، فلمّا أَكملت القوّات المسلّحة الباسلة ملحقات هذه المعركة وتأكّدت انّ الارهابيّين فقدوا كلّ طُرق الامداد والهرب، ولم يبقَ أمامهم الا الاستسلام او الموت الزُّؤام، إِنطلقت هذه العمليّات لتأتي على ما تبقّى من الارهابيّين القتلة وتحرِّر آخر شبرٍ من أَرض العراق الطّاهرة من دنسهِم.

٣/ يأتي رفض العراقييّن لمشاركة تركيا في هذه العمليّات لسببَين أساسيَّين؛

الاوَّل؛ انّ أَنقرة ليست شريكاً يوثقُ بهِ، ولا يُمكن الاطمئنان اليهِ بأَيِّ شكلٍ من الأشكال، فمن ظلّ يدعم ويحتضن الارهابيّين ويهيّء لهم الممرّات الآمنة ويبيع النّفط العراقي لصالح الارهابيّين طوال أَكثر من سنتَين، أَي منذُ ان سيطرَ الارهابيّون على الموصل، كيف يُمكن الوثوق بهِ لاشراكهِ في مثلِ هذه المعركةِ المصيريّة؟!.

الثّاني؛ انّ تركيا تصرُّ على المشاركةِ في هذهِ المعركةِ لتسرق الانتصار فتُسوّق نفسها كقوّةٍ إقليميَّةٍ جديدةٍ تواجه الارهاب، فضلاً عن انّها تحمل في جُعبتِها الكثير من الاجندات المشبوهة فيما يخصّ الموصل ومستقبلها، ولقد قرّر العراقيّون ان لا يُعطوها مثل هذه الفُرصة مهما كلّف الثّمن، من خلال منعِها من المشاركة بأَي شكلٍ من الأشكال، وهذا ما حصلَ، خاصَّةً وانّ التّحالف الدولي الذي يُساعد العراق في هذه المعركة كان قد أكَّد اكثر من مرّة انّ إِشتراك أَيّة قوّات أَجنبيّة في هذه المعركة مرهونٌ بموافقة بغداد حصراً، ولمّا كانت بغداد قد رفضت مشاركة الأتراك في المعركة ولذلك فانَّ التّحالف الدولي الذي تقودهُ واشنطن لم يعتبر القوّات التركيّة المتواجدة في شمال العراق أَنّها جزءً من هذا التّحالف بأَيّ شكلٍ من الأشكال.

٤/ حسب معلوماتي الخاصّة فانّ القوّات المسلّحة العراقيّة أعدّت لهذه المعركة الحاسمة والفاصلة عُدّتها بشكلٍ دقيقٍ، ولذلك أتوقّع انّها ستُحقّق أهدافها بأسرعِ ممّا يظنُّ كثيرون كما انَّ آثارها السّلبيّة كنزوحِ الأهالي وغير ذلك ستكون أَقلّ بكثيرٍ من توقّعات المنظّمات والهيئات الدّولية.

دعواتُنا لقوّاتِنا المسلّحة الباسِلة بالنّصرِ العاجلِ والمُؤزَّر.

{وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}.

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك