اياكم والسفلة

1960 2016-11-22

جاء في مشكاة الانوار : عن ابى بصير قال ابو عبد الله عليه السلام إياك والسفلة من الناس ، قلت : جعلت فداك وما السفلة ؟ قال : من لا يخاف الله(1).

هذا الرجل (ترامب) من السفلة وحفيد السفلة الذين ابادوا السكان الاصليين لأمريكا الشمالية من الهنود الحمر والآزاتيك واحتلوا البلد وصاروا هم اليوم مواطنوا امريكا الشمالية وسموها الولايات المتحدة واستأثروا بخيراتها .. والان (ترمب السافل) حفيد السفلة  يطمح الى العراق ثاني اكبر بلد باحتياطي الكنوز وهكذا علنا وبون حياء.

 وترمب ليس بدعا من الغربيين ، فقد سعت المركزية الغربية، إلى محاولة تصدير نموذجها الحضاري القاصر والذي يشهد الآن تدنيا لم يشهد له التاريخ مثيلا، تمثل في نهضة الفقراء الذي ابتدأ في فرنسا، من الأعراق المهاجرة حيث سياسة النبذ والإقصاء والإهمال، وهناك غليان ضد ترامب حتى في الولايات المتحدة من اول يوم وصل به الى الرئاسة وقبل استلامها رسميا.

وقد تجسد أسلوب التصدير هذا تاريخيا، بالقهر والقوة فاترمب السافل لا يتحدث عن فراغ، ففي ماعرف بغزو أمريكا،  أسس السفلة اجاد ترمب  المهاجرون الهاربون من نير الكنيسة البروتستانتية مدينتهم الفاضلة على جثث الهنود الحمر والازتيك، وبسواعد الأفارقة السود..

هذا السافل ترمب نسي ان  الشهوب قد نسيت ممارسات اجداده السفلة في الإبادة الجماعية للهنود الحمر والازاتيك، والاستغلال البشع للأفارقة السود في مناجم الفحم والذهب، والنظر إلى الإسلام كعقيدة دموية وللمسلمين كبدو متوحشين … والمعاملة العنصرية التي تجسد نظرة السفلة الى بقية الشعوب كقوله عن الشعب العراقي انه فاسد...) ولد حقدا دفينا تغلغل في نفوس كل الشعوب.

وبهذا الصدد يقول الغذامي في كتابه: ( رحلة إلى جمهورية النظرية: مقاربات لقراءة وجه أمريكا) عن حال السيد الأبيض مع الأرقاء السود هناك:

(إن كل مواطن حر كان يستمتع بعمل أربعة أرقاء في المتوسط، ولم يكن هؤلاء الأرقاء يستخدمون في الخدمة المنزلية وحدها، بل كان منهم الزراع والرعاة، ولكن استخدامهم الأكثر شيوعا، كان في مجال الحرف والصناعات اليدوية واستخراج المعادن)(2)

أما (فرنسيس فوكويام) – الأمريكي من أصل ياباني لذي ينظّر ويمهد لسيادة الرجل الأبيض- فقد جعل من إبادة الهنود الحمر والازاتيك الجماعية واستغلالهم، هدية كبرى قدمها السيد الأبيض لهم، فنراه يقول:

(إن أمريكا هي آخر بلد يمكن إن يكون فيه للاعتبارات العائلية والعرفية أية أهمية، وهي لم تقم - كما يدعي البعض – على أشلاء أهلها الأصليين من الهنود الحمر والازاتيك الذين كانوا يذبحون أطفالهم قرابين للآلهة)(3).

 (الإنسان الأبيض الذي فضلته الطبيعة واختارته ليكون حامل مشعل الحضارة والتقدم: هو المنطق الذي يبرئ الغربيين والمستغلين الاستعماريين من تهمة الإرهاب ولو أبادوا البشرية كلها)(4).

ويقول المستشرق (كارا دو فو)- الذي يبرر للفرنسيين قتل الجزائريين أبان الثورة الجزائرية:

 (إن البدوي في أفريقيا هو الهندي الأحمر، و يجب تهيئة المصير نفسه الذي آل إليه الهندي الأحمر على أيد الرواد البيض لأمريكا ، ويجب إن يختفي البدوي من على وجه الأرض)(5)

وعن (برنا رد لويس)، (ودانيال بايبس) ، ينقل ، حسن الأمراني أيضا قولهم:

(إن الشعب العربي لا يبدو إن يكون إذن كالهنود الحمر، وان حضارة الغرب وحدها جديرة بان تسود)(6).

هذه النصوص تؤكد ما ذهبنا إليه من إن هناك تيارا قويا في السياسات الغربية يقوده السفلة ، هو الأصل الباطن لما نرى من معايير مزدوجة وسلوك عدواني من قبل الرجل الأبيض، هو الذي أسهم إن لم يكن هو الذي هيأ الأرضية لردود الفعل القوية الانفعالية التي يشهدها العالم اليوم، والذي يميزها إرهاب دموي فظيع.

منذ مائتي سنة تقريبا والأمريكان يبيدون الشعوب الأصلية (حوالي الملايين من الأشخاص)، ويحتلون نصف المكسيك- منطقة جزر الكاريبي ومنطقة أمريكا الوسطى- ويحتلون هاييتي والفلبين مسببين مقتل مائة آلف فلبيني!(7)

وتحاول أن تهيمن على العلاقات الدولية من خلال التهويل بوجود عدو شرير يهدد الأمن ولاستقرار الدولي.

يلوح السفلة وعملائهم بشبح الارهاب بعد ما صنعوه لتنفيذ مخططاتها. علما إنها تدعم علنا دول دكتاتورية أو حتى أنظمة إرهابية فتقدم لها الأسلحة لقمع شعوبهم(8).

وعندما أعلنت الأوساط الغربية الحكومية عن حربها ضد الإرهاب على أساس انه غدة سرطانية يجب استئصالها من جذورها، كانت الحكومة الأمريكية بإدارة الرئيس الأمريكي آنذاك ومستشاره (الاكسندر هيغ) : قد أنشأت منذ عشرين سنة شبكة إرهابية دولية ذات نطاق واسع، لا مثيل له يهدف لمحاربة أعداء الولايات المتحدة المتخلفين حضاريا!(9).

وقد نفذت هذه الشبكة عددا لا يحصى من الجرائم في مختلف أنحاء العالم منها ما جرى في أمريكا الوسطى وبالخصوص ما جرى في نيكاراغوا.

وقضية نيكاراغوا سابقة دولية في إرهاب الدولة لا جدال فيها في القانون الدولي: لأنه لأول مرة يصدر عن المحكمة الدولية حكما لا رجوع عنه تدان فيه دولة بعملية إرهابية والقضية أفضع بكثير من اعتداءات 11 أيلول: ذلك إن الحرب التي خاضها الرئيس (رونالد ريغان) ضد نيكاراغوا أسفرت عن وقوع عما يقل عن (57000) ضحية منهم (21000) قتيلا وسببت دمارا وخرابا يعادل قنبلة هيروشيما(10).

فهؤلاء السفلة؛ نسبوا أنفسهم إلى السيادة، لأنهم بيض البشرة، أو لأنهم ولدوا في أوربا! .. وهذا الخط - خصوصا- له أصوله الأيدلوجية الضاربة في التاريخ(11) ، ابتدأ من (ابيقور) مرورا بـ (نيتشة) والى (هيجل) الذي ادعى إن صيرورة الفلسفة: غربية، هو ذاته غايتها، وصيرورة الدين في المسيحية، حيث الأوربيين يمثلوه.

وصار لهذا الخط اليوم مدرسة، وقادة، وثقافة انتروبولوجية، تكتسح العالم بما أوتيت من إمكانيات إعلامية هائلة.

المطلوب: هو التحسب لكلام هذا السافل والتهيأة له بتمام الاستعداد فغدر السفلة معروف وخذوا كلام السافل عل محمل جد الجد والله المستعان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش البحث:

1   ) مشكاة الانوار (ص: 46)

2) الغذامي؛ عبد الله محمد رحلة إلى جمهورية النظرية؛ مقاربات لقراءة وجه أمريكا الثقافي مركز الإنماء الحضاري، دمشق، ط1 (1998م)، ص74.

3) فوكوياما؛ فرنسيس؛ نهاية التاريخ و الإنسان الأخير ترجمة: فؤاد شاهين، وآخرين، مركز الإنماء القومي، بيروت (1993م)، ص8.

4) محفوظ؛ محمد نقد المشروع الحضاري الغربي وتحديات العولمة مجلة الكلمة، عدد: 194، السنة 5، منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث، بيروت (1998م)، ص56 (بتصرف).

5) الامراني؛ حسن المتنبي في دراسات المستشرقين، ص341، وجاء نص مقارب في مجلة الكلمة؛ العدد: 4، السنة 11، ص82.

6) نفس المصدر السابق ونفس الصفحة.

7) حب الله؛ غادة، وعاضة؛ رباب، الإرهاب سلاح ذو حدين مقالات تهم الإنسان والمجتمع، معهد السيدة الزهراء  العالي للشريعة والدراسات الإسلامية، ط1، 1425هـ، ص260.

8) من أين حصل صدام حسين على الأسلحة الكيمياوية التي أباد بها شعبه في مدينة حلبجة والتي تحاكمه اليوم عليها؟؟؟.

9)E –Bradford: (At war in Nicaragua;The Rangan doctrine and politics of nostalgia of nostalgia), New Yourk.1987.

10)Toefolo; Cabestrero, (Blood Of Innocent: Victims of the contras War in Nicaragua), Orbis Bood-1985. 

11) يقول المؤرخ البريطاني الشهير (أرنو لد توينبي): إن دراسة الجنس أو العرق كعامل منتج للحضارة؛ تفترض وجود علاقة بين الصفات النفسية، وبين طائفة من المظاهر الطبيعية. ويعتبر اللون هو الصفة البدنية التي يعول عليها الأوربيون- أكثر من غيره- في الدفاع عن نظريات العرق الأبيض المتفوق، وان أكثر النظريات العنصرية شيوعا هي التي تضع في المقام الأول السلالة ذات البشرة البيضاء والشعر الأصفر والعيون الشهباء، ويدعوها البعض بـ (الإنسان النوردي) أي الإنسان الشمالي، ويدعوه الفيلسوف الألماني (نيتشة) بالوحش الأشقر.

ونيتشه هذا يمثل اكبر المفكرين الغربيين الذين مجدوا القوة، وتقوم فلسفته على إدارة القوة، والسعي لإنجاب الإنسان الأعلى، واخذ هذه الفكرة هتلر وبنى عليها نظرية تفوق العرق الجرماني؛ والتي ترتب عليها جنون القوة وهاجس السيطرة الشاملة، وقهر الشعوب الأخرى واستعبادها، فأفرزت تلك الحروب التي دمرت أوربا وغيرها؟.

((نقلا عن: المقدادي فؤاد كاظم؛ الإرهاب بين ثقافتين، مجلة رسالة الثقلين، العدد: 42ص6)).

فيديو خطاب ترامب حول العراق في الرابط التالي

 

https://youtu.be/Tm50hTELIQk

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك