التحرر من قيود الجهل


إبراهيم محيسن الخفاجي 

 

متى يحين الوقت لنتحرر ونحرر مجتمعنا من قيود الجهل ونبتعد عن بؤر التخلف وجحور العبودية !! ومتى نحمي أنُفسنا من الانزواء في غياهب الظلام ؟؟ ومتى يفيق البعض منا من غيبوبته ليعلن التخلي عن تقديس الأشخاص وترك عبادة الأصنام ؟

فكل منا يردد بصلواته اليومية إياك نعبدوا وإياك نستعين ، ونحن معصوبي الاعين نسير خلف أصنامنا ونستعين باحزاب وجماعات لا تذر ولا تنفع ؟!

ومن نطيع ونعبد ونقدس ونسير خلفهم معصوبي الاعين للأسف !!! يأخذون أوامرهم من ما وراء الحدود !

ويقبضون ثمن جراحتنا وهتك حرماتنا ، أموال وصكوك ضمان لوجودهم على حساب أنين ضحايانا ؟؟ 

لقد أصبحنا مغانم يتقاسموها في ما بينهم بسبب قطعان الجهل والتخلف !!

أما حانت ساعة التحرر يا ترى وينهض في نفوسنا (الفتى إبراهيم النبي) وهو حامل فأسهُ بيده ليحطم أصنام العبودية ويكسرها جميعها ؟ 

فالجهل المطبق الذي نعيشه إلى اليوم هو سبب كل شيء يحدث من حولنا !!

ولا أعتقد فقط ؛ بل اكاد أجزم أن هذا الجهل الذي يسيطر على الكثير من مجتمعنا وبشكل رهيب ليس نتاج طبيعي لفتراة الحروب التي المت بنا مذ سنين انصرمت فحسب - نعم لها نصيب ليس بالسهل من ذلك - ولكن ليس بهذه الصورة وهذه الهالة ؛ وإنما هذا الذي نحن فيه نتاج لعمل مخطط له ومدروس !! وتقف وراءه جهات خارجية معروفة هي سبب مانحن فيه منذُ زمن بعيد .

والدليل على ذلك واضح وإلا كيف لعاقل أن يصدق أن بلد مثل العراق يملك كل هذا الإرث التاريخي و الثقافي الهائل ولايمكنه تجاوز هذه المحن وهذه الصعاب !!!

أذن من يقف وراء آفة الجهل والإهمال ؛ هي تلك الجهة ذاتها التي تسعر نار الحرب والقتال في ربوع ديارنا. 

وهي تقريباً معروفة لغالبيتنا ومشخصة وواضحة تستند بذلك على الأحقاد الطائفية التي تبث من خلالها سمومها ، والوفرة المالية التي تمتلكها التي جعلت منها القوة التي تتحكم بأجندات المنطقة ناهيك عن تبعيتها للغرب وارخاصها له ثرواتها النفطية مقابل التحكم بمصائر الشعوب على أساس طائفي. 

لكن مايثير التساؤل والاستغراب لماذا كل هذا الخنوع من قبل ابناء جلدتنا لجهات لاتريد الخير لنا ، ومالذي يجعل البعض منا ادوات طيعه بيد هؤلاء وكيف لهم الحصول على ما يريدون متى أرادوا ؟

وأين نحن من هذه المعادلة التي تعمل على إغراق مجتمعنا في وحل التخبط والجهل !! وإلى متى هذا النوم العميق وهذا السبات؟ من قبل الطبقة المثقفة ؟؟

ولماذا اليوم كل أصابع الإتهام تتجه نحو الطبقة السياسية والكل يضع اللوم على الأحزاب السياسية فقط !!  وكأن السياسي فقط هو من يخطئوالمشكلة أكبر من ذلك بكثير .

والاغلب الاعم منا مشترك بما نحن فيه كل حسب موقعه وتأثيره ، ربما عن قصد عند الكثير ودون قصد عند البعض الآخر . فكما يعلم الجميع أن أختلاف الطبقة السياسية نتاج طبيعي لأختلاف أطياف الشعب والتشرذم الواضح في مابينها والولأءات إلى ما وراء الحدود عند البعض وللأسف.

ومن آثار الجهل أيضا أنتشار ظاهرة تمجيد الفئة أو الحزب أوالجماعة وإلقاء اللوم على الآخرين وأتهامهم بعدم النزاهة وعدم الوطنية وهي تهمه جاهزة يستخدمها الكثير وللأسف .

فنرى وخصوص في الأماكن العامة دائماً ماينبرى البعض منا مندفعآ في الكلام دون أي تراجع ويطلق حكمه على عموم المتصدين وينعتهم بالسرقة والكذب والفساد تحت شمولية الحكم العام ، مستثنيآ في كوامن نفسة صنمه فقط ؟؟

وما أن يتعرض الغير الى صنمه وينعته بما هو فيه فعلآ حتى تتفاجى بأن نفس الشخص الذي مابرح وهو يتهم الآخرين ؛ مدافعآ منتفضآ عن هذا السياسي وكأن الذي يدافع عنه هو دون غيره معصوم لا يعتريه الباطل ولايقترب منه الشيطان ولا يقع في الخطأ والآخرون شياطين !!

للأسف أختلفت المعايير وأختلط الحابل بالنابل ووصل الحال بنا بأتهام الشريف وتشجيع السارق المحتال فمن لايكذب ؟ ويعمل بصمت ، لايجد من يروج له ، عكس سراق المال العام فهم يملكون الكثير من السحت الحرام فيحركون بيادق الشطرنج على هواهم وكيف ما أرادو ، ويجندون الكثر من الأبواق التي تهتف لهم وتدافع عنهم .

نعم إن الطبقة السياسية جلها متورط بما نحن فيه 

وذلك يعود إلى أنقيادهم إلى جهات خارجية لا تريد الخير للعراق والعراقيين ، لكن سبب تواجدهم في أماكن القرار هو من قبل الشعب ، فلو أحسن الناس الإختيار دون التأثر بأي من الأشياء السائدة في وقت الإنتخابات كالمادة او الطائفة او صلة القرابة وغيرها . لما وصل الحال بنا إلى مانحن عليه

أذن السبب الاول في وصولنا الى هذا الحال المزري هو الجهل ، وستستمر حالة تمجيد الأشخاص وتقديس الأصنام حتى يتحرر هذا الإنسان من قيود الجهل والتخلف .

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك