المناهج التربوية وإنعدام الهدف!


عندما توضع المناهج التربوية، فمن المؤكد أن يكون ثمة هدف يُراد الوصول إليه، وضعت المناهج من أجلهِ، وإلا فهي عبث، ولن تبني جبلاً مفكراً ناجحاً، وسوف تسير(وهي بدون تخطيط) إلى الهاوية قطعاً.

سأقف في مقالي هذا على حالتين، ولعلنا نتعرض لغيرهما في مقالات أُخرى...

• الحالة الأولى

مادة اللغة العربية، مادة مهمة جداً خصوصاً لنا كـ(عرب)، وهي تقسم في تدريسها إلى عدة أجزاء(الإنشاء والتعبير، قواعد اللغة، الحفظ للنصوص الشعرية والنثرية، الإملاء، الخط)، وقد تكون ثمة تقسيماتٍ أُخرى، ولكني سأُسلط الضوء على المرحلة الأبتدائية(في العراق) حصراً... 

تُعطى 10 درجات لسؤال(الخط)، وبصراحة هو ليس بسؤال، إنما(عبارة) تكتب بخط جميل، وأغلب التلاميذ يقوم برسم الحروف والحركات الإعرابية، التي لا يفقه عنها شيئاً، وهو بذلك يضمن على الأقل 8 درجات، فإن كان المعلم كريماً جعلها 10 درجات! بينما تجد نفس التلميذ حصل على درجة(الصفر) في سؤال الإملاء! وهذا مجحف جداً، ولتعديل الوضع، أقترح: أن يُلغى سؤال الخط، وأن تضاف درجتهُ إلى سؤال الإملاء.

• الحالة الثانية

لنبقى مع مادة اللغة العربية قليلاً، نلاحظ ثمة تمرين عرضهُ أحد معلمي اللغة العربية لمرحلة الثاني الإبتدائي، ونموذجهُ كما موضح في أدناه:

أجب عن الأسئلة:

1. ما اسم هذا اليوم؟    أسمه .........

2. ما اسم اليوم الذي قبله؟    أسمه ..........

3. ما اسم يوم غد؟    أسمه .........

4. ما اسم اليوم الذي بعده؟    أسمه ........

5. ما اسم يوم أمس؟    أسمه ............

6. ما اسم اليوم الذي قبله؟     أسمه .......

7. ما اسم اليوم الذي ينتهي فيه الأسبوع؟    أسمه .........

يقول المعلم: المفروض أننا من خلال هذا التمرين نعلم التلميذ أسماء أيام الأسبوع جميعها، ولكننا مع الأسف مع حل هذا التمرين لا نصل إلى المطلوب! فما الغاية من وضع هذا التمرين إذن؟!

بقي شئ...

يجب إصدار كراس خاص للمعلم، يوضح طرق حل التمارين وطرائق تدريسها، كي لا يتيه المعلم، والتلميذ من خلفه.

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك