من اجل معرفة أفضل للأمريكان والفرنسيين والانجليز

1571 2017-06-22

منذ حزيران -2013م حيث فتح مكتب لطالبان  في الدوحة ولقاء جون كيري هناك مع ممثل طالبان، وحتى لقاء ال سعود مع ترامب في يونيو ايضا عام 2017م ، فان مهمة التامر القذر على الاسلام مازالت قائمة ، ولازال عدم الحياء سمة المستكبرين بالرغم من علمهم بخساس العمل مع العملاء والخونة والمضطهدين لشعوبهم وشعوب المنطقة.

لقد سعت المركزية الغربية دوما، إلى محاولة تصدير نموذجها الحضاري القاصر والرخيص والذي يشهد ألان تدنيا لم يشهد له التاريخ مثيلا، تمثل في ارتفاع نسبة الفقراء في أمريكا وفي فرنسا، وفي بريطانيا من الأعراق المهاجرة حيث سياسة النبذ والإقصاء، والغرب اليوم يريد أن يقول انه لازال هو الافضل عقائديا وان الاسلام الذي يعلمون انه قادم لا محالة؛ انه مجرد عقيدة دموية تمثلها طالبان والقاعدة وداعش وغيرها ممن صنعوه ولازالوا يحافظون عليه تحت شعار ؛ محاربة الارهاب بكل صلف مستخفين بعقول الناس.

وقد تجسدت رغبة الغرب بتصدير نموذجها الحضاري الرخيص تاريخيا، بشكل واضح لا لبس فيه؛ فيما عرف بغزو أمريكا، عندما أسس المهاجرون الهاربون من نير الكنيسة البروتستانتية مدينتهم الفاضلة على جثث الهنود الحمر والازتيك، وبسواعد الأفارقة السود المختطفين من افريقيا..

إن ممارسات السيد االغربي الابيض في الإبادة الجماعية للهنود الحمر والازاتيك، والاستغلال البشع للأفارقة السود في مناجم الفحم والذهب، يشبه بالضبط اليوم التعاون مع الدول العميلة امثال تركيا وقطر والسعودية ودول الخليج حيث يتآمرون على الإسلام مع التكفيريين من داعش ولقطاء القاعدة لاعتبار الإسلام كعقيدة دموية وفكر صراعي وليس المسلمين والعرب  الا بدو متوحشين.

واعتبارا منذ ابتداء هذا القرن تأتي المعاملة المباشرة التي تجسد تلك النظرة ؛ ليولد الاسلام فوبيا في الغرب كما ولد حقدا دفينا تغلغل في نفوس الشعوب الاسلامية.

وبهذا الصدد يقول الغذامي في كتابه؛ (( رحلة إلى جمهورية النظرية ؛ مقاربات لقراءة وجه أمريكا)) عن حال السيد الأبيض في الجولة الاولى من الغزو الغربي ومع الأرقاء السود هناك:

(إن كل مواطن حرّ كان يستمتع بعمل أربعة أرقاء في المتوسط، ولم يكن هؤلاء الأرقاء يستخدمون في الخدمة المنزلية وحدها، بل كان منهم الزراع والرعاة، ولكن استخدامهم الأكثر شيوعا، كان في مجال الحرف والصناعات اليدوية واستخراج المعادن)(1).

واليوم فان ساسة الغرب وبدرجة كبيرة من النصب والاحتيال راحو يجندون الانتروبولوجيا الثقافية لخدمة تآمرهم علينا وعلى هويتنا؛ فهذا "فرنسيس فوكوياما" –الأمريكي من اصل ياباني الذي ينظّر ويمهد لسيادة الرجل الأبيض- قد جعل من إبادة الهنود الحمر والازاتيك الجماعية واستغلالهم، هدية كبرى قدمها السيد الأبيض لهم، فنراه يقول:

(إن أمريكا هي آخر بلد يمكن إن يكون فيه للاعتبارات العائلية والعرفية أية أهمية، وهي لم تقم - كما يدعي البعض – على أشلاء أهلها الأصليين من الهنود الحمر والازاتيك الذين كانوا يذبحون أطفالهم قرابين للآلهة)(2).

(الإنسان الأبيض الذي فضلته الطبيعة واختارته ليكون حامل مشعل الحضارة والتقدم؛ هو المنطق الذي يبريء الغربيين والمستغلين الاستعماريين من تهمة الإرهاب ولو أبادوا البشرية كلها)(3).

ويقول المستشرق (كارا دو فو)- الذي يبرر للفرنسيين قتل الجزائريين أبان الثورة الجزائرية: (إن البدوي في أفريقيا هو الهندي الأحمر، و يجب تهيئة المصير نفسه الذي آل إليه الهندي الأحمر على أيد الرواد البيض لأمريكا، ويجب إن يختفي البدوي من على وجه الأرض)(4). 

وعن (برنا رد لويس)،( ودانيال بايبس )، ينقل، حسن الأمراني أيضا قولهم:

(إن الشعب العربي لا يبدو إن يكون إذن كالهنود الحمر، وان حضارة الغرب وحدها جديرة بان تسود)(5).

اورت هذه النصوص لكي نستذكر الطريقة التي ينظر بها الغربيون الينا؛ فهذه النصوص؛ تبين إن هناك تيارا قويا في السياسات الغربية، هو الأصل الباطن لما نرى اليوم من تحرك لضرب الاسلام باسم الاسلام ولاعتبار التكفيريين الوهابيين الذين صنعوهم في معاهد الوهابية السعودية ضد الاسلام من اجل هدف مزدوج ؛ هو تشويه الاسلام باسم الاسلام اولا ، وضرب المسلمين ببعضهم, فتكون اسرائيل في مأمن، ويكونون هم تجار السلاح ومورديه الى ام الوهابية وحماة المنطقة من الارهاب!!!!!

فتختلط الاوراق وينشغل الناس عن اللعبة الامريكية القذرة جدا ويسكت العالم وكل منظمات العالم عن هذه المعايير المزدوجة والسلوك العدواني من قبل السياسات الغربية ضد الاسلام الحقيقي بل وشعوب العالم الاخرى مثل الصين والروس...وغيرهم كثير.

فالغرب، هو الذي أسهم في بناء داعش ومن قبل القاعدة وطالبان، وهو الذي هيأ الأرضية لردود الفعل القوية الانفعالية التي يشهدها العالم اليوم، والذي يميزها إرهاب دموي فظيع.. وهو الذي يحشد اليوم عملاءه لاضرام نار الفتنة الطائفية. وهو الذي يمنع بشدة تعريف الارهاب في الامم المتحدة!! هل هناك صلف واستهتار اكثر من هذا ضد الانسانية؟!

منذ مائتي سنة تقريبا والأمريكان يبيدون الشعوب الأصلية (حوالي الملايين من الأشخاص)، ويحتلون نصف المكسيك- منطقة جزر الكاريبي ومنطقة أمريكا الوسطى- ويحتلون هاييتي والفلبين مسببين مقتل مائة آلف فلبيني(6)!

ثم هم الذين ادخلوا داعش للعراق ومن قبلها القاعدة والمصيبة انهم لا يتركونه يتعافى بالرغم بطولة ابناء العراق واستبسالهم في طرد داعش من بلدهم .

وها هي تسوء الحال في كل البلدان الاسلامية ببركة امريكا وعملائها ؛ فقد افرغوا تونس من معاني ثورتها، ودخلوا ليبيا فأشعلوها ولا زالت تشتعل، وهم اليوم يشعلوا مصر، وكل يوم يضربو القطعات السورية ولصالح داعش والنصرة وكل يوم يسقطون طائرات سورية لصالح الارهابيين وهم لازالوا يغدقون بالسلاح على لمعارضة السورية التي معظمها تكفيريون. 

ان السياسة الغربية بخصائصها الحقيرة هذه تحاول أن تهيمن على العلاقات الدولية من خلال التهويل بوجود عدو شرير يهدد الأمن ولاستقرار الدولي صنعوه هم ، علما إنها تتصالح مع اهم ركيزة للارهاب في العالم وتدعم علنا دول دكتاتورية أو حتى أنظمة إرهابية فتقدم لها الأسلحة لقمع شعوبهم.

وقد يكون من الجدير هنا ان نذكر بام الولايات المتحدة الامريكية هي اكبر ارهاب منظم في العالم فقد كانت تمارس الارهاب باجلى صوره وذلك عندما أعلنت الأوساط الغربية الحكومية عن حربها ضد الإرهاب على أساس انه غدة سرطانية يجب استئصالها من الجذور، كانت الحكومة الأمريكية بإدارة الرئيس الأمريكي آنذاك ومستشاره (الاكسندر هيغ )؛ قد أنشأت منذ اكثر من عشرين سنة شبكة إرهابية دولية ذات نطاق واسع، لا مثيل له يهدف لمحاربة أعداء الولايات المتحدة المتخلفين حضاريا!.

وقد نفذت هذه الشبكة عددا لا يحصى من الجرائم في مختلف أنحاء العالم منها ما جرى في أمريكا الوسطى وبالخصوص ما جرى في نيكاراغوا.

وقضية نيكاراغوا سابقة دولية في إرهاب الدولة لا جدال فيها في القانون الدولي؛ لأنه لأول مرة يصدر عن المحكمة الدولية حكما لا رجوع عنه تدان فيه دولة بعملية إرهابية والقضية أفضع بكثير من اعتداءات 11 أيلول؛ ذلك إن الحرب التي خاضها الرئيس (رونالد ريغان) ضد نيكاراغوا أسفرت عن وقوع عما يقل عن (57000) ضحية منهم (21000) قتيلا وسببت دمارا وخرابا يعادل قنبلة هيروشيما.

لنقول جميعا ان الارهابيون هم امريكا وفرنسا وبريطانيا وعملاؤهم القطريون والسعوديون والاماراتيون وجنودهم التكفيريون ولنصرخ جميعا اخسئوا ايها الاوغاد لا تظهروا بمظهر المصلح فتاريخكم اسود حالك وكله موت ودماء وعدوان على الانسانية وما التكفريون الا تابعون اذلة لاعلاقة لهم بالإسلام دين الرحمة والسلام .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش: 

1) الغذامي؛ عبد الله محمد " رحلة إلى جمهورية النظرية؛ مقاربات لقراءة وجه أمريكا الثقافي" مركز الإنماء الحضاري – دمشق، ط1 (1998)، ص:74).

2) الامراني؛ حسن "المتنبي في دراسات المستشرقين"، ص: 341، وجاء نص مقارب في مجلة الكلمة؛ العدد –4، السنة-11، ص:82

3) فوكوياما؛ فرنسيس؛ “نهاية التاريخ و الإنسان الأخير" ترجمة: فؤاد شاهين، وآخرين، مركز الإنماء القومي- بيروت(1993)، ص:8

4) الامراني حسن مصدر سابق.

5) نفس المصدر السابق.

6) حب الله؛ غادة، وعاضة؛ رباب، " الإرهاب سلاح ذو حدين " مقالات تهم الإنسان والمجتمع، معهد السيدة الزهراء(ع) العالي للشريعة والدراسات الإسلامية، ط1 1425هـ، ص: 260.

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك