الحسين ومبدأ إحترام الموعد


يوسف السامي

 

من اكثر العادات السيئه التي اصبحت شائعه في مجتمعنا  هي عدم احترام المواعيد وعدم المبالاة بها وخصوصاً في الفتره الاخيره حيث لربما اصبحت آفة عدم احترام المواعيد ثقافه لدى البعض  وتحولت  من حالات فرديه يقدم عليها البعض الى حاله شائعه لدى الكثير . واصبحت ثقافة احترام الوقت واحترام الموعد ثقافه غائبه ولعلَّنا لا نغالي إن قلنا أنها اصبحت (أثريّه)، ولعل البعض يرى أن عدم احترامه لمواعيده قد يسلط عليه الاضواء ويضيف له عدم احترامه لمواعيده شيئاً من الهيبه والوقار بين افراد مجتمعه، حيث انقلبت كل الموازين واصبحت الهيبه والاحترام بعدم المبالاة للموعد.

ولكن لو امعنا النظر في واقعة كربلاء عندما قال أحد أصحاب الحسين للحسين عليه السلام:

[يا أبا عبدالله، نفسي لنفسك الفداء، إنّي أرى هؤلاءِ قد اقتربوا منك، ولا واللهِ لا تُقتَلُ حتّى أُقتَلَ دونك إن شاء الله، وأُحِبّ أن ألقى اللهَ ربّي وقد صلّيتُ هذه الصلاة التي دنا وقتُها.

فرفع الإمام الحسين عليه السّلام رأسَه الشريف إلى السماء، ثمّ قال: ذكرتَ الصلاة، جَعَلَك اللهُ من المصلّينَ الذاكرين. نَعَم، هذا أوّلُ وقتها.

ثمّ قال عليه السّلام: [سَلُوهم أن يكفُّوا عنّا حتّى نصلّي].

فأمهلوه رويداً وما إن بدأ بالصلاه بدأت السهام تنهال عليه وعلى عياله و اصحابه من كل حدبٍ وصوب حتى استشهد نفرٌ من اصحابه، ومما يثير الدهشه هو أنه عليه السلام أستمر بتأدية صلاته.

لست في صدد التحدث عن وجوب الصلاه وفضيلتها  فهذا ليس من شأني ولكن اريد ان أسلط الضوء على جانب اخر مهم وحساس فلو دققنا النظر جيداً في هذه الحادثه وقرأنا ما بين السطور جيداً لوجدنا إنّ الحسين يرى في الصلاه موعداً مع الله سبحانه وتعالى ولا بدَّ من أحترام الموعد  مهما كانت خطورة الوضع ، فلقد كان من الممكن أن يقتل حتى لا يتأخر عن موعده ولو لبرهةٍ من الزمن .

فأين نقف نحن يا ترى من هذه المبادئ؟! وهل نستطيع ان نجعل من مبادئ عاشوراء نهجاً نسير  عليه في محاولةٍ لإعادة بناء او لترميم -على أقل تقدير- ثقافة أحترام الموعد -المتهرئه- لدينا؟!

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك