العراق .. حصاد الحسين


زينب الغزي 

 

العراق، جبل الصوان الراكز في خارطة الوطن العربي، الذي ما أنفكت معاول وفؤوس الإرهاب وتجار الموت تدق فيه حتى كلئت، جاءه الحسين بن علي (عليه السلام ) ليمزج الكرامة والشرف والنصر مع ذرات ترابه، وهبه وسام المجد والعلياء، ليكون حامي الحمى للعرب ولكل من جاوره.

في كل حقبة من الزمن تطير غربان الشر فوق سماء العراق، ظنا منها أن الأسد الجريح سيسقط في أحد المعارك، فتمسك هي أرضه وتنطلق في نشر النار والدمار وليالي الشر السوداء في كل حدب وصوب، دون مراعاة لصديق أو محايد أو متواطئ بالخفاء، وبالمثل العراقي (الشر يعم ).

كل شيء يعود لأصله، من يتبنى وليد الشيطان ويهيئه لسفك الدم وهتك المحصنات وزرع فتيل النعرات الآكلة للحوم البشر، لم يكن ليعلم أن وليده سيعود إليه ليكمل ماتربى عليه، فهو مبرمج بدون اخلاق ولارحمة ولا أقربون.

بداية لم تعي الدول العربية والاقليمية الفضل الكبير للعراق على المنطقة، فقد قبل بأن يكون ساحة الحرب ضد الإرهاب، في الوقت الذي كان بأستطاعته دفعه نحو دول الجوار، لكن أن تقتل الشر في عقر الدار خير من أن ترسله بعيدا، ليعود لك فيما بعد بحلة لن تستطيع فهمها للسيطرة عليها.

الآن وبعد إنبلاج شمس الإنتصارات العراقية، بدأت الدول بإعادة تقييم دور العراق وثقله في ترجيح كفتي الميزان لصالحه، حيث مافعله العراق لوحده لم تستطع هي مجتمعة تحقيقه.

لقد أيقن الحسين بن علي (عليه السلام) أن أطهر واخصب البقاع هي العراق، لذا قصدها ليزرع بذور ثورته لإصلاح ماافسده الطغاة وربائب الشيطان، وها هو يوم الحصاد قد أتى، وأول الغيث قصم ظهر الإرهاب، وليالي عاشوراء ستروي بقية القصة.

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك