خيارات الإنسان.. بين الحق و الباطل


بتول الحيدري

 

لنسلك أي طريق في حياتنا، يجب أن نضع هدفاً، لكي يترتب عليه إتخاذ القرار و طريقة السير، ومن أهم العوامل المؤثرة في القرارات هي القيم والمعتقدات، و دون ذلك يتعارض مع حقيقة حياتنا و طبيعة مجتمعنا. هنا تبدأ رحلتنا، في إختيار الطريق الصح، و تمييز الحق من الباطل و السهل من الصعب، لنصل إلى الهدف المرسوم.

يقول الإمام علي إبن أبي طالب, عليه وأله افضل الصلوات "لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه"  فطريق الحق لن يكون مزدحما, فهل أي طريق موحش يجب أن نسلكه؟ أم إن للحق قواعده؟

الحق واضح كالشمس، ولكن من إتخذ أسلوب "صمٌ بكمٌ عميٌ" في سيره وراء مصالحه، سيجد أن طريق الحق, موحش ولا يمكن المشي فيه.

من يتجول في التاريخ، سيرى مصاديق كثيرة, لصراع الحق مع الباطل، أهما وأشهرها، ثورة ونهضة أبا ألاحرار الإمام الحسين عليه وآله أفضل الصلوات.

في يوم عاشوراء يأتي الإمام، يقف أمام الجيش الذي يصفهم "بئس العبيد" و ينادي: "أيها الناس انسبوني مَن أنا ؟ ثم ارجعوا الى أنفسكم وعاتبوها، وأنظروا هل يحلُّ  لكم قتلي؟ وانتهاك حرمتي؟ ألستُ ابن بنت نبيكم؟ وأبن وصيّه؟ وأبن عمّه؟ .. فيسترسل في التوضيح, ويؤكد بقوله "أفتشكّون أني إبن بنت نبيّكم؟ " ليبين الحق لهم, وليزيد من دلالة صدقه، إنه خرج مع نسائه و اطفاله.

خير الإمام أصحابه، في ليلة العاشر من شهر محرم الحرام، بين البقاء معه والفوز بالشهادة، و بين الرجوع إلى حياة الدنيا، يقابله طرف أخر، اشترى النفوس بالمال والوعد والوعيد . ألم  يكن الصراع واضحا؟ وأين الحق من الباطل!

 مع ذلك كان بعض الناس، يعمون أنفسهم طمعا بالمال و المنصب، و خوفا من العقوبة.

السير في طريق الحق، له متاعب و صعوبات، و تقبل للتحديات الصغيرة و الكبيرة، والالتزام به مهما كانت التضحيات و الثمن، للوصول إلى أهداف كبيرة و أبدية. بينما طريق الباطل، يكون غالبا سهل و جميل و مغري، والسير فيه ممتع، وله فوائد مادية و دنيوية، ايضاً تكون اهدافه صغيرة و مؤقتة.

لنراجع أنفسنا و أهدافنا و مسارنا، هل طريقنا سهل و ممتع؟ أم ملئ بالمصاعب والتحديات، و نراه موحش؟ هل مستعدين لدفع ثمن طريق الحق؟ أم نبحث عن الراحة؟

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك