حادثة هجوم الجيش النيجيري على الشيعة يرويها الشيخ زكزكي


أجرت إذاعة هوسا التي تبث برامجها من طهران مقابلة مع الشيخ ابراهيم يعقوب زكزكي زعيم الشيعة في نيجيريا والنيجر حول هجوم القوات الحكومية على حسينية بقية الله في منطقة زاريا بشمال البلاد.

قال زكزكي في بداية حديثة: هذه المرة كما في السابق لجأت القوات العسكرية النيجيرية ووسائل الإعلام الموالية لها الى الكذب؛ حيث اتهمتنا بأننا أردنا قتل قائد القوات المشتركة؛ فإذا كان كذلك فلماذا هو على قيد الحياة الآن ولم يهاجمه أحد؟

هذه هي الطريق التي يسلكها قائد القوات المشتركة كل عام وعبرها يذهب الى مدينة زاريان القريبة من حسينية بقية الله لإقامة مراسمهم؛ ولم يحدث أي شيء بالنسبة له حتى الآن. لكن هذه السنة وبينما كنا نستبدل الرايات السود، برايات خضراء مزدانة بعبارة لبيك يا رسول الله، وذلك بمناسبة حلول شهر ربيع الاول، فوجئنا بهجوم علينا من كل جانب.

سؤال: هل لكم ان تحدثونا عن الوضع الحالي؟

واضاف زكزكي: ان القوات المسلحة هاجمت الحسينية من كل جانب؛ ولم تسمح لأحد بالدخول اليها او الخروج منها... بينما كان هناك ناس كثيرون داخل الحسينية. فسقط عدد من القتلى والجرحى؛ وكان بينهم جريح في حالة خطرة يجب نقله الى المستشفى بسرعة... ولكنهم لم يسمحوا بذلك، ومنعوا حتى سيارة الإسعاف من التحرك. فعدد جرحانا الآن نحو 12 جريحاً.

وفند "زكزكي" الاشاعات التي نقلها الاعلام الاجنبي والجيش "بأنهم يريدون قتل قائد القوات المشتركة"  حيث قال هذا كذب وافتراء, هذا الطريق كالسوق مكتظة بالناس الذين منهم من يترجل من السيارة ويمشي على قدميه... ونحن كغيرنا كنا منهمكين بأعمالنا ونستبدل الرايات داخل الحسينية... إن هذا الكلام ليس سوى افتراء وتواطؤ من جانب وسائل الإعلام, لقد باشر الجيش الهجوم واطلاق الرصاص دون أي سبب ولم يستفزّه أحد.

واردف "زكزكي" برنامجنا كان يتعلق بمراسم استبدال الرايات بمناسبة حلول شهر ربيع الاول... وهي المراسم المتبعة كل عام. ولوكنا ننوي قتل القائد العام للقوات العسكرية، فلماذا سمحنا له بالمرور بكل بساطة من هذا المكان. ان بعض عناصر القوات المسلحة عادت وهاجمتنا وأنها طوقت الحسينية.

والآن أنا أسأل: من الذي أثار هذه المشكلة؟ من الذي حاول القتل؟ انها مؤامرة ضدنا والقضية معروفة وواضحة للجميع.

وكانت القوات النيجيرية هاجمت فجر أمس السبت منزل الشيخ زكزكي بعد الهجوم على الحسينية وذلك بهدف اعتقاله؛ إلا أن أنصار الشيخ زكزكي أقاموا سلسلة بشرية حول المنزل للحيلولة دون اقتحامه.

وقال شهود عيان إن القوات العسكرية حاصرت المنزل بالسيارات المدرعة، وبدأت بإطلاق النار على انصار الشيخ زكزكي، ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح.

وبادر انصار الشيخ زكزكي بإقامة تظاهرات احتجاجية في ولايات ومدن الشمال النيجيري.

من جهه اخرى كشف ناشط وأكاديمي نيجيري عن أن ضحايا الهجوم على منزل الشيخ الزكزاكي والحسينية اصبحوا بالمئات بسبب استخدام الجيش النيجيري للقوة المفرطة، مبينا ان المنزل والحسينية سويا في الارض.

وقال الاستاذ المحاضر يهوذا إمام في حديث لقناة العالم الإخبارية، مساء الاحد: إن الجيش النيجيري استخدم القوة المفرطة في هذا الهجوم، والآن بيت الشيخ الزكزاكي والحسينية سويا في الارض، أما عدد القتلى والجرحى فقد اصبح بالمئات ولا توجد حتى الآن حصيلة محددة لأن المكان محاصر ولا احد يستطيع الدخول الى هناك لينقل الأحداث كما هي او يفيد بعدد القتلى والجرحى في الموقع.

وأضاف إمام: هناك شائعات عن اعتقال الشيخ الزكزاكي، ولكن لا يوجد هناك خبر اكيد عن اعتقاله، لانه اختفى ولا احد يعرف مكانه الى الآن.

وتابع: إن القتلى والجرحى هم بالمئات، لأن الذين كانوا في الحسينية كان عددهم يقدر بعشرات الآلاف، وقد تم استخدام المتفجرات والجرافات ليل امس وصباح اليوم، والقوات تأخذ جثث القتلى الى الثكنات العسكرية.

وصرح يهوذا إمام، إن منزل الشيخ الزكزاكي والحسينية يقعان في منطقة حساسة على المدخل الرئيسي لمدينة زاريا المليئة بالثكنات العسكرية، ودائما هناك اعتراضات وهناك اغلاق طريق في تلك المنطقة، والناس تعودوا على هذا الامر.

واعتبر ان هناك نية مبيتة لشن هذا الهجوم "لتنفيذ ما خططوا له".

وقد هاجم الجيش النيجيري أمس السبت منزل زعيم الحركة الإسلامية في البلاد الشيخ "إبراهيم الزكزاكي"، مما أدى إلى إستشهاد وإصابة العشرات من أعضاء الحركة.

وحسب موقع "الوقت"، فقد هاجمت قوات من الجيش تجمّعا للمسلمين الشيعة الذين حضروا في حسينية "بقيّة الله" في مدينة "زاريا"، لتشييع أحد الضحايا الذين سقطوا قبل أيام على أيدي جماعات "بوكو حرام" الإرهابية الوهابية، التي أعلن زعيمها مبايعته لتنظيم "داعش" الإرهابي.

يذكر ان مئات الآلاف من شيعة أهل البيت يقيمون كل عام مراسم العزاء الحسيني في مدن وولايات شمال نيجيريا.

وكانت نيجيريا قد شهدت العام الماضي أيضا هجوم القوات الحكومية على مسيرات إحياء يوم القدس العالمي عبر إطلاق النار على المسيرات، ما أسفر عن مقتل العشرات من المشاركين في المسيرة وبينهم ثلاثة من أبناء الشيخ زكزكي.

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك