الناشط والمبلّغ الشيخ ربيعي القبيسي: القرآن الكريم هاد لكل شعوب العالم وليس للأمة الإسلامية فقط

1042 2014-05-17

حوار: فيصل غازي

الشيخ ربيع القبيسي إمام مسجد وخطيب من جنوب لبنان، وهو ناشط ومبلّغ في معهد القرآن والعترة أخذ على عاتقه نشر الدين الإسلامي الصحيح والعمل على تصحيح الصورة الغامضة لدى البعض وإيضاح الأمور التي يشوهها أصحاب الفتن ممن يكنون العداء لآهل البيت (عليهم السلام).

  مجلة (الروضة الحسينية) أجرت حوارا مفصلا معه على هامش زيارته في مهرجان ربيع الرسالة الذي تقيمه العتبة الحسينية المقدسة:

الروضة الحسينية: ما هي الأسس التي وضعت في معهدكم من اجل التبليغ الدين؟

الشيخ ربيع القبيسي: أن معهد القرآن والعترة عمل على اتفاقية مع العتبة الحسينية المقدسة مع الشيخ حسن المنصوري مسؤول دار القرآن الكريم التابع إلى العتبة الحسينية المقدسة, ونحاول من خلال القرآن الكريم ان نستقطب من هو خارج الدين الإسلامي ونحاول قدر المستطاع أن نقوم ببرامج معينة من خلال بعض الاخوان اهل الفضل الموجودين في لبنان والمعارف والأصدقاء؛ ندخلهم إلى هذه المعاهد التي نقوم بتدريس القرآن فيها والعقائد الاسلامية الصحيحة ونريهم النشاطات التي نقوم بها وهذه الإعمال أعجبت الكثير منهم.

وبعضهم اخذ من هذه النشاطات وباشر  بالعمل على البحث في القرآن الكريم والبحث في انتاجيات القرآن الكريم وكيف ان القرآن الكريم هادي لكل الشعوب وليس للأمة الاسلامية فقط بل انه مخاطب كل الناس حتى غير المسلمين.

الروضة الحسينية: ما هي الصعوبات التي يواجهها المبلغين في هذا الزمان في ضل كثرة الفتن وكثرة أعداء الدين الإسلامي بصورة عامة والشيعة بصورة خاصة؟

الشيخ ربيع القبيسي: في شكل عام هناك ايجابيات وسلبيات في كل عمل ومن ضمن السلبيّات الموجودة في التبليغ هي عدم ايجاد منافذ للتعاطي مع الشباب؛ لأن الشباب هم الطبقة الأكثر والأهم في جميع المجتمعات, ومن أهم المشاكل هي كثرة أماكن اللهو نتيجة التطور السلبي الذي حال بين الشباب والمبلغين ومنع الكثير من الشباب بالجلوس مع المبلغين والجلوس في المجالس الحسينية والمساجد, وها نحن اليوم نحاول قدر الامكان ان نجعل الكثير من رجال الدين الفضلاء في طرق حديثة ومتطورة تحاكي طبقة الشباب في الوقت الحالي؛ حتى لا ينحرف هذا الشاب عن مجال الاسلام الصحيح الذي امرنا الله -سبحانه وتعالى- به.

 وبسبب الأوضاع التي تحصل في العالم اليوم وجب علينا مضاعفة الجهود في نشر الإسلام الحقيقي وتخليص الإسلام من الشبهات التي علقت به بسبب أعمال الكثير من المتطرفين الذين ينتسبون الى الدين الاسلامي -وفي الحقيقة- هم بعيدون عن الدين الاسلامي، وهدفهم تشويه صورة الدين الاسلامي.

الروضة الحسينية: ما هي أهم الأشياء الإيجابيّة التي لمستموها في عملكم التبليغي في الدين الإسلامي الحقيقي؟

الشيخ ربيع القبيسي: هناك الكثير من الاخوة الذين يسعون إلى التبليغ الديني بقدر الامكان في الكثير من الجمعيات والمساجد من خلال إقامة الندوات الفكرية لتوسعة الفكر بالتعاطي مع الشباب والشيوخ والنساء.

 وهناك الكثير من الأمور الايجابية منها تعاطي رجال الدين والمؤسسات الدينية مع الكثير من الشباب لأجل بيان مفاهيم الدين الإسلامي المحمدي الحقيقي, وفي ظلّ هذه الندوات دخل الكثير من الاشخاص الى الدين الاسلامي، وأعلن الكثير من الاشخاص المسلمين اتباعهم الى مذهب اهل البيت -عليهم السلام- كما عملت هذه الندوات على تكميم أفواه المشككين والمغرضين المنافقين الهادفين الى اثارة الفتن عند المسلمين من أجل تمزيق وحدة المسلمين حتى يتسنّى لهم اضعاف المسلمين والسيطرة عليهم من خلال هذه الاعمال الرذيلة.

الروضة الحسينية: ما هي نسبة الذين يدخلون الدين الإسلامي والمذهب الشيعي في دولة لبنان؟

الشيخ ربيع القبيسي: في شكل عام ان الاغلبية في لبنان هم من الشيعة وهناك جزء لا بأس به من النصارى أُعجبوا بالدين الإسلامي والمذهب الشيعي ودخلوا الى الدين الاسلامي والمذهب الشيعي بصورة مباشرة, وهناك منهم من دخل الى الدين الاسلامي المتمثل بغير المذهب الشيعي, ولكن عند اطلاعه على عمق الإسلام تتوضح لهم الصورة كاملة. ويتميّز لبنان بتنوع طوائفه أي أن المدن في لبنان ليست كلها مسلمة أو مسيحية, وإنما هناك اختلاط واندماج بين المسلمين والمسيح، وهذا الشيء يعزز مسألة إيضاح المسائل، وخاصة أن الإعلام الديني في لبنان مفتوح, وهذا يسهّل على الأخوة المسلمين غير المنتمين الى مذهب اهل البيت -عليهم السلام- والإخوة النصارى الجلوس في المأتم الحسينية، والاستماع إلى الخطب الحسينية من على منابر المسلمين التي تحث على الوحدة  والتسامح والأعمال الايجابية بين المسلمين وغير المسلمين. وهذا يجعلهم تلقائيين يتجهون إلى الأسئلة والاستفسار أكثر عن ديننا فترى نسبة كبيرة من الذين أسلموا عادوا الى التشيع  كأحد الاشخاص الذين تشيعوا قال لي انه عندما أحببت الدخول إلى الدين الإسلامي رأيت انه علي أن اكون مع محمد -صلى الله عليه وآله- ومن اختارهم لا مع من قتل اهل البيت -عليهم السلام- وهذا الأمر واضح عند الآخرين.

الروضة الحسينية: كيف تنظرون إلى طرح القنوات الإعلامية المناصرة الى مذهب اهل البيت عليهم السلام على الصعيد العالمي؟

الشيخ ربيع القبيسي: منذ ما يقارب العشر سنوات أصبح هناك الكثير من القنوات الفضائية التي تقوم ببث الافكار الدينية والعقائد السليمة مع وجود ما هوا شاذ في بعض الأحيان للأسف.

 لكن ترى أن النهضة الاعلامية في عالم التشيع أصبحت بشكل أوسع وأصبحت القنوات تبث الكثير من الأمور والمسائل الإعلامية التي تبين للناس اهمية هذا الدين ويبينون للناس الدين الإسلامي الحقيقي المتمثل بمذهب اهل البيت (عليهم السلام), من خلال تغطية جميع المأتم الحسينية والخطب الدينية لأرباب المنابر وتغطية الشعائر الحسينية وإيصالها الى ابعد نقاط العالم.

الروضة الحسينية:ما هو رأيكم في المؤتمرات والمهرجانات التي تعمل على رص وحدة المسلمين؟

نحن لاشك ولا ريب كما علمونا أامتنا (عليهم السلام) نحترم كل الناس كما قال الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام (الناس صنفان اما اخاً لك بالدين او نظيراً لك بالخلق ) إن هذه المؤتمرات الوحدوية التي تقام على صعيد العالم في شكل عام او على صعيد الدول الاسلامية او التي يكون فيها التشيع هو الظاهر بشكل عام, فهي مؤتمرات تدعوا الى الوحدة بعكس الأشخاص الذين يظهرون في الفضائيات ويقومون بتشويه الإسلام وتكفير الآخرين.

 فهذه المؤتمرات التي تكون تحت رعاية اهل البيت (عليهم السلام) وإتباعهم فهي مؤتمرات وحدوية بكل ما للكلمة من معنى لكي يبين ان الاسلام هو الاسلام المحمدي وآهل بيته صلوات الله عليهم وسلم, لا إسلام التكفير والذبح والقتل فمن خلال هذه المؤتمرات نبث هذه الافكار الجيدة للعالم الأخر الذي ينظر ألينا من خلال التطور الحاصل في وسائل الاعلام المختلفة.

الروضة الحسينية:في ختام حوارنا هل من كلمة تود قولها؟

الشيخ ربيع القبيسي: أتوجه من ارض الطهارة ارض الإمام الحسين (عليه السلام) إلى المسلمين بهذه الكلمات وهي ان يكونوا صفان واحداً كأنهم بنياناً مرصوص وان يعودوا الى اهل البيت (عليهم السلام) والى رسول الله صل الله عليه وآلة وسلم وان يحاججوا بالعقل ويحاججوا أنفسهم بالعقل, وان يكونوا على دراية بأي تصرف او كلمة تقال.

 وأنا اطلب منهم جميعاً ان يكونوا كما اراد رسول الله صل الله عليه وآله, حتى نصل الى بنيان مجتمع متطور فنحن نرى الغرب دائما في تطور وازدهار, والويلات والمصائب تأتي الى بلدان المسلمين, وهذه من الامور المخطط لها ان تكون بلدان المسلمين ادنى مستوى من باقي الناس, وأنا ادعوا من الله عز وجل ان يوحد صف المسلمين وان يكونوا تحت راية اهل البيت (عليهم السلام) وهي راية محمد صل الله عليه وآلة وسلم وان يحترموا البعض وان يحبوا بعضهم البعض كما يحبهم الله.         

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك