ملحقية التعاون والنشاط الثقافي الفرنسي: العراق مهد الحضارات وهو أرث حضاري يخص العالم أجمع

1784 2014-05-24

حوار: فيصل غازي - صباح الطلقاني

على الرغم من ان النظام التعليمي في العراق يعتمد اعتمادا كبيرا على النظام التعليمي الانجليزي فان تعلم اللغة الفرنسية لا يزال حلما يراود العديد من العراقيين•

ويعد المركز الثقافي الفرنسي في السفارة الفرنسية ببغداد، المركز الاجنبي الوحيد الذي يفتح ابوابه على مدار السنة ويقدم دروسا مكثفة في اللغة الفرنسية للكبار واليافعين والمستويات كافة من المبتدئين حتى المراحل المتقدمة، وبأسعار تقل كثيرا مقارنة مع دول الجوار.

ولمعرفة المزيد عن الملحقية الثقافية الفرنسية في بغداد أعدت مجلة (الروضة الحسينية) حوار مع السيدة راضية اودجاني مستشارة النشاط والتعاون الثقافي ومديرة المعهد الثقافي الفرنسي بالعراق، الجزائرية الأصل الفرنسية الجنسية من مدينة ليل والحاصلة على شهادات في العلاقات الدولية والعلوم السياسية والتاريخ.

الروضة الحسينية: يبدو أن فرنسا قد حافظت على علاقات ثقافية وتعامل متوازن مع العراق في معظم الحقب الماضية. ما هي المعايير التي تعتمدها فرنسا في سبيل الحفاظ على هذه العلاقات؟

راضية اودجاني: فيما يتعلق بالجانب الثقافي الذي يتعلق بمهامي فانه من الواضح بأن العراق هو مهد الحضارات كما هو رمز للارث الحضاري الذي يخص العالم بأجمعه، فبالتأكيد نحن نعمل بكل جهد من اجل توطيد العلاقات التي تربط بين فرنسا والعراق، وهذا يحتم علينا ان نرعى هذه العلاقات الطبيعية بين البلدين لأن البلدين كليهما يرعيان الثقافة ويؤكدان عليها كما ان فرنسا تعطي أولويات كبيرة و تدعم الاهتمام بالمواقع الاثرية بشكل عام والعراق يمتلك الكثير من المواقع الأثرية مثل بابل وأور مرورا ببغداد  وغيرها من المواقع الاثارية الاخرى...

الروضة الحسينية: ما هي أهم محطات العلاقات الثقافية بين فرنسا والعراق؟

راضية اودجاني: لدينا مع العراق مستويات مختلفة من التعاون وفي الحقيقة تمر الكثير من الانشطة الثقافية الى العراق عن طريق المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد، والمعهد الثقافي الفرنسي في اربيل ونركز من الناحية الثقافية على تشجيع وترويج الفنانين العراقيين سواء كانوا رسامين أو ممثلي مسرح وغيرهم على كل الاتجاهات، كما يعد المعهد الثقافي الفرنسي من بين المراكز الدولية الوحيدة المفتوحة في بغداد في المنطقة الحمراء، وبالرغم من الصعوبات التي مرّ بها هذا المعهد فهو بقي فاتحاً أبوابه أمام الجميع، كما نولي أهمية كبيرة الى التعليم لأنه اليوم لا تستطيع ان تنشر ثقافة دون ان تنشر تعليم، واليوم نحن نعمل مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق على الزمالات الدراسية والبعثات الى فرنسا، وهذا يسمح بسفر طلاب العراق الى فرنسا ومن أجل تشجيع الثقافة بين البلدين وإعطاء الطلبة العراقيين فرصة للاطلاع على ثقافة الفرنسيين، ونحن نشد على عمل الاعلام الدولي الذي ينشر مبادئ التسامح والمصالحة والتعاون والانفتاح.

الروضة الحسينية: ما هو عمل المعهد الثقافي الفرنسية وكيف له أن يزيد من التبادل الثقافي بين الشعوب؟

راضية اودجاني: يعد معهد الثقافة الفرنسي مركزا مهما بمساحة 2000 متر مربع في شارع ابو نؤاس ويطلّ على نهر دجلة، ويعتمد المعهد على توظيف عشرين عراقي من ذوي الكفاءات العلمية، وهذا الفريق هو الذي يعمل على تحريك وتنشيط المعهد، وفي المعهد صفوف تقوم بطرح الدروس، ويحتوي المعهد على مسرح لعرض المسرحيات والسينما والموسيقى ولدينا صالات عرض للمعارض والرسوم والنحت يشارك فيها كبار الفنانين والرسامين والنحاتين من مختلف أنحاء العراق. وأجرينا عرضين مسرحيين في المعهد الثقافي الفرنسي وكان من ضمن العاملين الفنانة والمخرجة عواطف نعيم في عمل مسرحي اسمه (الشرفة) ولدينا مجموعة أخرى تدعى (ابولو) الذين سيمثلون مسرحية (كاليگولا)، ويعمل المعهد على اقامة أمسية شعرية بالاتفاق مع دار الشعر العراقي، وعملنا عروضا بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة من اجل تقديم لوحات فنية تشجع على السلام والوئام، وقدمنا في مناسبة اليوم العالمي للمرأة في يوم الثامن من شهر اذار عروضا شارك فيها العديد من النساء لتقديم نماذج من الحرف العراقية، ولدينا برامج مع المجتمع المدني العراقي والصحفيين العراقيين في ما يخص نشر الديمقراطية في المجتمع العراقي، وأرسلنا مجموعة من الصحفيين الى  قناة (فرانس 24) من اجل عمل دورة تدريبية هناك، واقترح احد الصحفيين العائدين من فرنسا ان يعطي ما اكتسبه من الدورة الى الصحفيين العراقيين في المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد وتمت الموافق على طلبه.

الروضة الحسينية: كيف يمكن أن نصنع ثقافة متوازنة داخلية وخارجية في ظل الأوضاع غير المستقرة؟

راضية اودجاني: في الحقيقة نحن نعاني من العزلة بسبب الدواعي الامنية وهذا يحد كثيرا من التواصل مع الشعب العراقي بصورة مستمرة.. أنا أتمنى أن تكون الاوضاع الامنية بشكل افضل من اجل ان نتمكن من العمل بشكل افضل في العراق، فهذه الظروف تجعل التعاون صعبا الى حد ما، حيث يتعذر علينا في الوقت الحاضر أن نستقدم فنانين ورسامين ونحاتين ومسرحيين وسينمائيين الى العراق، ومع ذلك نحن نعتمد بصورة كبيرة في التواصل مع الشعب العراقي من خلال المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد، وهذا يخلق نافذة جيدة نتمنى تطويرها مع تحسن الظروف مستقبلاً.

 

الروضة الحسينية: لو كان الوضع الأمني في العراق مستقرا ماذا يمكن ان يقدم الملحق الثقافي الفرنسي الى العراق؟

راضية اودجاني: "لو كان الوضع الامني يسمح لفتحنا فروعا كبيرة للمعهد الثقافي الفرنسي في مختلف محافظات العراق, واستقدمنا العديد من الشخصيات من اجل عمل المعارض والمؤتمرات المهمة في العراق واستقدمنا الباحثين في المواقع الاثرية من اجل استئناف ما كانت فرنسا تعمل فيه سابقاً" والآن لدينا في اربيل المركز الفرنسي للشرق الادنى وهو يعمل على هكذا انشطة ونحن مستعدون لتقديم كل ما يحتاجه الشعب العراقي من تعاون.  

الروضة الحسينية: كلمة يحب جنابكم ان يوجهها الى الفنانين والشعراء والمثقفين العراقيين؟

راضية اودجاني: انا ادعو الفنانين العراقيين بان يعبّروا عن انفسهم بأفضل طريقة ويحاولوا تجاوز العراقيل والعقبات الحالية لأن العراق مليء بالقدرات والمواهب العراقية الكبيرة" وهذه المواهب تظهر حين يسافر الفنان العراقي الى الخارج حيث يثبت جدارته على جميع الاصعدة الدولية وأنا اقول لهم "عليكم ان تعبروا عن انفسكم وقدراتكم الكبيرة جداً داخل البلاد وتكونوا المثل الاعلى للتسامح والحب والمصالحة لان كل هذه الاشياء لا يمكن ان تعبر عن نفسها ولا يمكن ان تنفذ الى مكونات الشعب العراقي الا عن طريق المثقفين العراقيين".

الروضة الحسينية: من خلال اطلاعكم على اصدارات الاعلام الدولي في العتبة الحسينية، هل تلمسون ما تحتويه من مواضيع منوعة تعكس تاريخ وحضارة العراق الاسلامية مفيدة  للناطقين باللغة الفرنسية؟

راضية اودجاني: بالتأكيد انه مثل هذه المنشورات والمجلات تجذب القارئ باللغة الفرنسية وخصوصاً ان الفرنسيين بشكل عام يعتبرون ان اغلب الثقافة تأتي اليهم من المغرب العربي لكن المغرب العربي لا يمثل العالم  الاسلامي بأسره، وهذا يجعل لمجلة كمجلة النهضة الحسينية باللغة الفرنسية صدى وانتشارا واسعا في فرنسا.

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك
آخر الاضافات