المباهلة واحدة من مئات وقائع السيرة الشريفة التي تفضح الظالمين

962 2014-10-17

محسن وهيب عبد

بسم الله والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد واله الطيبين ألأطهار لاسيما بقية الله في الارض واللعن الدائم على اعداء الله الظالمين.

وان كانت هذه المناسبة تحكي قصة نصارى نجران مع النبي صلى الله عليه واله الا انها واحدة من مئات الوقائع التي تبين الحقيقة الكبرى التي كان يعيشها ويعلمها المسلمون كلهم في المدينة انئذ ، ويؤكدها الوحي دوما : وهي ان على بن ابي طالب هو كنفس رسول الله صلى الله عليه واله وانه وأهل بيته صلوات الله عليهم  امتداد للرسالة والرسول لا بديل عنه.

واقعة غدير خم وحجة الوداع، وواقعة المباهلة، وواقعة الكساء، وواقعة خيبر، والاحزاب، وبدر، واحد، وواقعة التصدق بالخاتم، وخلافته في تبوك (انت مني بمنزلة هارون من موسى)، وقوله صلى الله عليه واله لعلي : (ولولا انت لم يعرف المؤمنون بعدي) وحين جعله فاروقا : (ياعلي لا يبغضك الا منافق ولا يحبك الا مؤمن) ، وواقعة المؤاخاة حين اخا بينه وبين على، وواقعة سد ابواب المسجد الا باب علي عليه السلام ، وواقعة السلام على بيت فاطمة صلوات الله عليها يوميا بل في كل وقت صلاة وهو صلى الله عليه واله يقول: هكذا امرني ربي، وواقعة الاستئذان في الدخول الى بيت فاطمة وعلي من قبل النبي الاب صلوات الله عليهم، وقوله لعلي حربك حربي وسلمك سلمي، واقعة العشيرة والانذار ، وحديث الثقلين ، وحتى قضية فدك وفلتة السقيفة ذاتها...الخ كلها وغيرها وقائع كثيرة لا نستطيع ان نحصيها في هذه السطور يرويها العامة والخاصة وحتى النواصب لا يتأخرون عن الأتيان بنصوص تلك الوقائع ، ولكن اما يضيفون عليها او ينقصون فيها ليحرفوها عن معانيها او يتاولون المعنى اذا كان النص متواترا.

ان كل وقائع السيرة النبوية على الاطلاق وليس فقط المباهلة  تحكي واقعا؛ ان الامامة والولاية معروفة ومؤكدة من النبي صلى الله عليه واله وبشكل بديهي لأهلها من اهل البيت عليهم السلام وعلى رأسهم سيد الاوصياء يعسوب الدين وقائد الغر المحجلين امير المؤمنين؛ علي بن ابي طالب صلوات الله عليهم  لا تخرج عنهم ابدا.

ان كل هذه الوقائع التاريخية شواهد وحجج على الأمة في ابعاد ال النبي صلوات الله عليهم عن ولايتهم للأمة وعن امامتهم في امتداد الرسالة التي لا تشغر في زمان ومكان ابدا كما شاء الله تعالى .

 وليس هذا فقط ، فلو توقف الامر عند حد تهميش الائمة المطهرين بنص الكتاب صلوات الله عليهم، لهان الامر ولكن كل وصايا النبي صبى الله عليه واله باهل بيته نفذت معكوسة مع سبق الإصرار فكلهم ظلموا باشد انواع الظلم حتى قضوا غدرا واغتيالا وذبحا وسما وسبيا وتشريد، وعلى يد ابناء باغيات الامة!!!!

فاي انقلاب مشؤوم على دين الله وفطرته عاشته الامة وتعيشه الى الآن متمثلا في الفكر الوهابي التكفيري الذي يعيث في الارض فسادا باسم الاسلام!!!

فآية المباهلة:( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61).

نزلت الآية المباركة في واقعة مشهورة جدا لا يختلف عليها المسلمون وهي قصة نصارى نجران مع رسول الله صلى الله عليه واله.

وفضلا عن تفسيراتنا ننقل لكم من مذهب الجمهور، ما جاء في تفسيرالكشاف للزمخشري تفسيره لهذه الاية وتاكيده عن عائشة ان المقصود بانفسنا هو علي عليه السلام ونسائنا هي فاطمة عليها السلام وابنائنا ؛ هما الحسن والحسين عليهما السلام واليك نص الزمخشري:

(({ فَمَنْ حَاجَّكَ } من النصارى { فِيهِ } في عيسى { مّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ العلم } أي من البينات الموجبة للعلم { تَعَالَوْاْ } هلموا . والمراد المجيء بالرأي والعزم ، كما تقول تعالَ نفكر في هذه المسألة { نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ } أي يدع كل مني ومنكم أبناءه ونساءه ونفسه إلى المباهلة { ثُمَّ نَبْتَهِلْ } ثم نتباهل بأن نقول بهلة الله على الكاذب منا ومنكم . والبهلة بالفتح ، والضم : اللعنة . وبهله الله لعنه وأبعده من رحمته من قولك «أبهله» إذا أهمله . وناقة باهل : لاصرار عليها وأصل الابتهال هذا ، ثم استعمل في كل دعاء يجتهد فيه وإن لم يكن التعانا . وروي :

«أنهم لما دعاهم إلى المباهلة قالوا : حتى نرجع وننظر ، فلما تخالوا قالوا للعاقب وكان ذا رأيهم : يا عبد المسيح ، ما ترى؟ فقال والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أنّ محمداً نبيٌّ مرسل ، وقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم ، والله ما باهل قوم نبياً قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ، ولئن فعلتم لتهلكنّ فإن أبيتم إلا إلف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه ، فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غداً محتضنا الحسين آخذاً بيد الحسن وفاطمة تمشي وعليٌّ خلفها وهو يقول : «إذا أنا دعوت فأمّنوا ، فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى ، إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ، فقالوا : يا أبا القاسم رأينا أن لا نباهلك وأن نقرّك على دينك ونثبت على ديننا قال : «فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم» فأبوا . قال : «فإني أناجزكم» فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ، ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا ترددنا عن ديننا على أنّ نؤدي إليك كل عام ألفي حلة : ألف في صفر ، وألف في رجب ، وثلاثين درعاً عادية من حديد . فصالحهم على ذلك وقال : «والذي نفسي بيده ، إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ، ولا ضطرم عليهم الوادي ناراً ، ولأستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤوس الشجر ، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا» وعن عائشة رضي الله عنها

" أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وعليه مرط مرجل من شعر أسود . فجاء الحسن فأدخله ، ثم جاء الحسين فأدخله ، ثم فاطمة ، ثم علي " ، ثم قال : { إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرجس أَهْلَ البيت } [ الأحزاب : 33 ] . فإن قلت : ما كان دعاؤه إلى المباهلة إلا ليتبين الكاذب منه ومن خصمه وذلك أمر يختص به وبمن يكاذبه ، فما معنى ضم الأبناء والنساء؟ قلت : ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله واستيقانه بصدقه ، حيث استجرأ على تعريض أعزته وأفلاذ كبده وأحب الناس إليه لذلك ولم يقتصر على تعريض نفسه له ، وعلى ثقته بكذب خصمه حتى يهلك خصمه مع أحبته وأعزته هلاك الاستئصال إن تمت المباهلة . وخص الأبناء والنساء لأنهم أعز الأهل وألصقهم بالقلوب ، وربما فداهم الرجل بنفسه وحارب دونهم حتى يقتل . ومن ثمة كانوا يسوقون مع أنفسهم الظعائن في الحروب لتمنعهم من الهرب ، ويسمون الذادة عنها بأرواحهم حماة الحقائق . وقدمهم في الذكر على الأنفس لينبه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم ، وليؤذن بأنهم مقدمون على الأنفس مفدون بها . وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء عليهم السلام . وفيه برهان واضح على صحة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يرو أحد من موافق ولا مخالف أنهم أجابوا إلى ذلك))( ).

 هنيئا للثلة الصالحة بيوم المباهلة نسال الله تعالى لنا ولكم الثبات وللمجاهدين النصر على اعداء الله الظالمين.

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك
آخر الاضافات