الأدب بين التوصيل والاستلهام

1136 2014-05-18

يكتبها: طالب عباس الظاهر

إن تنمية الحسّ الجمالي، والوعي النقدي عند القارئ .. وأقصد هنا أي قارئ، لا ريب شيء مهم جداً.. بل وضرورة حياتية ملحّة من أجل التلقي الأمثل للأثر الأدبي؛ نتيجتها الاستفادة مما يقرأ بصورة عامة والأدب  خاصة، وكون مثل تلك التنمية للوعي النقدي والتحسس الجمالي، سيكون ليس ضرورياً فقط للمستلم / القارئ، من أجل استخلاص القيم الفكرية والجمالية المضمرة في النص الأدبي، والاستفادة المثلى من الأثر الأدبي فحسب، بل لعل ذلك يتعدى الى المرسل نفسه أيضاً ..إذ إن مثل ذلك القارئ سوف يخدم المرسل / الكاتب، في القراءة الواعية والمتفاعلة مع المضمون المبثوث  ومن ثم يتعدى الى رسالته / النص الأدبي.

حيث إن مفهوم القراءة بشكل عام، وقراءة الأدب بشكل خاص يجب أن ينطوي على هدفية في الرسالة، وسمو في المضمون، والمثابرة في التحصيل المعرفي لكي يبقى الأدب يصبّ في خدمة الحقيقة والجمال.

هذا  من وجهة نظرنا المتواضعة، ومن زاوية منظورنا للأدب.. بل ويجب أن يكون الأدب في خدمة رقي الحياة .. ولكيلا يكون مجرد عبث ، وتضييعاً للوقت والجهود والأموال، ولكيلا يكون مجرد ترف عقلي أو تسلية أو قتل للفائض من الوقت.. في نص يجهل رسالته وهويته.

لكن الحسّ الجمالي والوعي النقدي، طبعاً لا يولد هكذا مصادفة أو يأتي من فراغ لدى الإنسان القارئ، وهو كذلك ليس أمراً مباحاً للجميع، بقدر كونه  خاضعا لملكات ذاتية .. تتفاوت عند هذا القارئ أو ذاك، ومن ثم لطول المران والممارسة في القراءة لأنواع مختلفة من ضروب النتاج الفكري والأدبي.

لذلك تبرز إشكالية عدم قدرة الأدباء على توصيل أفكارهم ورآهم التنويرية الى جمهور عريض من القراء، ويبقى محصوراً ، ومتداولا فقط بين النخبة.. ولسنا نستطيع التحديد.. أهو قصور محض في التوصيل يتحمل تباعاته الأدباء أم عجز في الاستلهام ويتحمل تباعاته القراء.

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك