واقعة الطف.. والاستلهام الأدبي الخلاق ..

1554 2014-06-07

◄  يكتبها: طالب عباس الظاهر

لقد تناول الأدب العراقي والعربي واقعة الطف بأجناسه المختلفة كالقصيدة، والقصة، والرواية، والمسرحية والخاطرة . كما وفي غيرها من أجناس الأدب الأخرى، والفنون عموماً، وأعلن الأدباء العراقيون خاصة بانتمائهم العقائدي الأصيل من خلال نتاجاتهم وكتاباتهم المختلفة في صميم أحداث واقعة الطف الخالدة .
ففي مجال الشعر حقق الشعراء العراقيون إنجازا شعريا كبيرا كما ونوعاً ، ومازالوا يسلطون الضوء على حقيقة وماهية معركة كربلاء واهدافها العميقة من خلال قصائدهم المفعمة بالحب والولاء للحسين الخالد، وثورته المقدسة، بلغة شعرية شفافة، وأسلوب سردي متمكن، وبحس مرهف، فأبدعوا في تكوين صورة واضحة لحقيقة الصراع في معركة كربلاء .. سواء أكان ذلك بأسلوب رمزي أو صريح أو إشاري .. بمفرادت وصور وموسقى شعرية أكثر من رائعة.
أما في مجال القصة والرواية فإن النتاج وإن يكن أقل غزارة وأقل انتشارا  من الشعر  إلا إنه أثبت حضوره العقيدي أيضاً.. كون الشعر لصيق الوجدان أكثر من القصة والرواية.. حيث تناول الكاتب المبدع مأساة كربلاء، وفجائعية الواقعة  من خلال رصد مشاهد المواكب الجنائزية من خلال التركيز على التراجيدية المؤلمة لأحداث واقعة الطف الأليمة، تنم عن تشبعه بالرؤى الحسينية  ونهضة كربلاء ، وهي حالة  تثبت متانة التمسك المذهبي وأصالته عند العراقيين، مما أدى الى انعكاسه في أدبهم.أما القصة و الرواية ؛ فقد قدمتا قراءة واقعية ثانية لمولدات المقتل الحسيني وتداعياتها، بمضامين خلابة، تجعل المتلقي الآخر .. البعيد عن حيثيات واقعة الطف  يقف أمام حقيقة ثورة الحسين عليه السلام، عبر تناول أبعادها السياسية، الإنسانية، العقائدية، وغيرها. . ولاريب من تمكن الكاتب الحسيني من اصطياد اللحظات المثيرة، وتوليفها بلغة أدبية جذابة بعيداً عن التسجيل التاريخي الجامد.
أما في مجال المسرح؛ فإن التشابيه التي تقام في المدن العراقية قديما وحديثاً وما صاحبها من تطورات.. لا سيما في كربلاء المقدسة، هي أسلوب آخر لنقل وقراءة المقتل الحسيني بأسلوب فني وحضاري يخاطب الآخر بموضوعية الطرح،  وبلغة عصرية يستطيع الآخر من التواصل والتفاعل معها . من أجل تبيان الصورة الناصعة لواقعة الطف، وإزالة الكثير من الشوائب التي علقت بها عبر حقب زمنية متعاقبة، وتشويه مدروس ومتعمد.
 وكل هذا انما يصبّ بمحصلته النهائية في خدمة أهداف هذه الثورة السامية، والتي لازال صداها يتجدد كل عام خاصة في عاشوراء، بل ويتسع الصدى ليبلغ أطراف متباعدة من الأرض.
ومهما حاول الطغاة القضاء على منهجية واقعة الطف الحركية فإنهم لا يستطيعون ذلك، لأن الدم عندما يمتزج مع الفكر لتحقيق غاية سماوية، تبقى تلك الحقيقة تجوب الآفاق ، وتتغلغل في القلوب والوجدان والضمير الإنساني الحي.. المتعطش أبدا للخير والمحبة والسلام.

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك