ركعتان في محراب الوطن..


(الركعة الأولى) 

أهمسُ متمتماً بالسلام .. 

قريباً من حضرتك .. بعيداً في هواجسِ حُبّك.. 

التي تذيبني في دواة حروفك .. 

هنا ..حيث توضأ الأنبياء بطهر نهريك .. 

وأمَّ آدم نخيلك مصلياً ..داعياً بحفظك 

أجيئك حاملاً إياك بين جوانحي .. 

يا من تسكنني ولا أسكن فيك .. 

وأعجب من قلبيَ كيف تجرأ ليكون وعاءً لك .. 

فيا لقلبيَ المتمادي .. 

ويا لعطفك الذي يغمرني .. ينبوعاً تتعمد فيه خطاياي 

 

***** 

هبني رُقُمَك وألواحَك .. 

أتيمَّمُ عطر التأريخ العابِق منها .. 

وأنشقُ ذاكرة الأيام 

أثبتْ في قلبيَ .. كي اُحرمَ حين أصلّيك .. 

أتهجّدُ بين ضفافك .. 

مُرها تحرسُني حين أبوح.. 

وأتلو آيات الحُبِّ على شفتَيَّ 

دع نخلك يرقبني وقت أناجيك .. 

ليذبَّ نيوب ذئاب ٍ تستمرئ لعق دماك .. 

تتلذذ ماضغةً أشلاء بنيك 

********************* 

(الركعة الثانية) 

حين يؤذّن صوتُ الموتِ على شُرفاتك 

كالدمعةِ أسكبُ.. 

أتضمَّخُ بخشوعِ صلاتك 

يا بيرقَ حُزنٍ أزليٍّ.. 

وقصيدة َ يُتمٍ تُنشدها بصدى خفقاتِك 

قربانك.. يا وطناً تهديك 

الثكلى بضعتها من أجل حياتك 

ولعينكَ تُنقِعُ (شَيلتَها) 

بهتين الحبِّ على ولدٍ هو بعضُ هباتك 

قد خضب ساتِرهُ بدمٍ 

وأتاك يتمتم قافيةً 

من وحي فراتِك: 

عراقُ اللهِ للأمجاد.. مِنهالْ 

أيا قمراً عليَّ سواك.. منْ هلْ 

أجيبوا التُرْبَ فوق اللحد.. من ْهالْ 

أتتني ريحُ معصمهِ الزكية

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك