لماذا قتلوا الحسين عليه السلام


محسن وهيب عبد

 

-في مقتل الحسين عليه السلام ارادوا  تعطيل السنن الكونية واستحالاتها في انماط الخلق... والذي نراه في داعش وأخواتها مما يدعونه في الاسلام هو امتداد للإسلام المعطل المنحرف والعزوف عن مترجميه الحق هال بيت النبوة صلوات الله عليهم.

-فما هي السنن الكونية واستحالاتها ؟ وكيف تعطلت بمقتل الحسين عليه السلام؟

-في مقتل الحسين عليه السلام ارادوا تعطيل مهام الرسل على الارض. فالإسلام خاتم الرسالات وأكملها وهو دين الله المختار للبشرية جمعاء والصالح لكل زمان ومكان. وكانوا يظنون ان اي انسان يمكن ان يحل محل رسول الله صلى الله عليه واله والذي نراه من احكام جائرة وظالمة ومقيتة ومقرفة باسم الاسلام هو امتداد لتعطيل مهام الرسل عليهم السلام والمعصومين من اوصيائهم .

-فما هي مهام الرسل عليهم السلام ؟ وكيف تعطلت بمقتل الحسين عليه السلام ؟.

ان الانقلاب المشؤوم الذي حدث على الرسالة الكاملة والرسول الخاتم وضرب وصاياه في عترته عرض الجدار كان سببا لتعطيل السنن الكونية وتعطيل مهام الرسالات والرسل على الارض ، ولم يكن لهذا الانحراف الخطير صدا مؤثرا وبالغا إلا في مقتل السبط سيد شباب اهل الجنة الامام المعصوم سفينة النجاة ومصباح الهدى الحسين عليه السلام وسبي عيال وبنات الطهر من ال الرسول صلوات الله عليهم اجمعين وسوقهن هدايا لأبناء الرجس الباغيات سمية ومرجانة وهند وميسون. ولولا نهضة الحسين عليه السلام لكان انتقال خلافة الرسول لابناء الباغيات امر عادي ولولا نهضة الحسين عليه السلام لكان تحول الرسالة الى ملك عضوض يتوارثه ابناء فتيات قريش امر عادي، ولكان داعش هو الممثل الحقيقي للاسلام 

 والإنسان يبكي ويحزن لأتفه الاسباب فيما يخصه لموت عزيز ولفقدان مال ولخسارة سلطان بل لفراق حبيب ، اما وقد فقد دينه وكرامته ورسالته التي خلقه الله تعالى من اجلها التي تجسدت بقتل الحسين عليه السلام ففيه نظر بالنسبة للبعض مع تعظيم هذه الشعيرة من قبل الرسول والمعصومين لدرجة فوق المعقول، فعن الامام الصادق عليه السلام  قال: ( من ذكرنا عنده في مجلس فقد غيبا بشطر كلمة أو فاضت عيناه رحمة لنا و رقة لمصابنا مثل جناح بعوضة غفرت له ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر)( ). 

-وعن أبي عبد الله عليه السّلام : «مَن أنشَدَ في الحسين شعراً فتَباكَى فله الجنّة» ، تَباكَى : أي تَكَلَّف البُكاءَ ( ) .

-وعن ابن عباس قال: قال علي لرسول الله صلى الله عليه وآله: يا رسول الله إنك لتحب عقيلا ؟ قال: إي والله إني لا حبه حبين: حبا له وحبا لحب أبي طالب له وإن ولده لمقتول في محبة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقربون، ثم بكى رسول الله حتى جرت دموعه على صدره ثم قال: إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي( ) . 

-وقال ابن طاوس: روي عن آل الرسول عليهم السلام أنهم قالوا: من بكى وأبكى فينا مائة فله الجنة، ومن بكى وأبكى خمسين فله الجنة، ومن بكى وأبكى ثلاثين فله الجنة، ومن بكى وأبكى عشرين فله الجنة، ومن بكى وأبكى عشرة فله الجنة، ومن بكى وأبكى واحدا فله الجنة، ومن تباكى فله الجنة ( ). 

-وعن أبي هارون المكفوف قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا با هارون أنشدني في الحسين عليه السلام قال: فأنشدته قال: فقال لي: أنشدني كما تنشدون يعني بالرقة، قال: فأنشدته [شعر]: امرر على جدث الحسين فقل لأعظمه الزكيه. قال: فبكى ثم قال: زدني، فأنشدته القصيدة الاخرى، قال: فبكى وسمعت البكاء من خلف الستر. 

-قال: فلما فرغت قال: يا ابى هارون من أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى عشرة كتبت له الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى خمسة كتبت لهم الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى واحدا كتبت لهما الجنة ومن ذكر الحسين عنده فخرج من عينيه من الدمع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله عز وجل ، ولم يرض له بدون الجنة ( ).

-كان الحسين بن علي عليهما السلام يقول : من دمعت عيناه فينا دمعة او قطرت عيناه فينا قطرة ، بوأه الله عز وجل الجنة ( ) .

-و كان زين العابدين عليه السلام يقول : أيما مؤمن ذرفت عيناه لقتل الحسين ع حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا و أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين عليه السلام و حزنا على ما مسنا من الأذى من عدونا بوأه الله منزل صدق و أيما مؤمن مسه فينا أذى صرف الله عن وجهه الأذى و آمنه يوم القيامة من سخط النار. وعن الأئمة الصادقين ع قالوا من بكى أو أبكى غيره و لو واحدا ضمنا له على الله الجنة و من لم يتأت له البكاء فتباكى فله الجنة( ). فاي اهمية كبرى يوليها المعصوم للدموع التي تذرف على الحسين عليه السلام.

المصادر:

  1) مثير الأحزان (2/  4) ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي (44/  278) ، 

 2 ) غريب الحديث في بحار الانوار (47/  3)

 3 ) بحار الأنوار - العلامة المجلسي (44/  287)

 4 ) كتاب الملهوف طبع الكمبانى بذيل الجزء العاشر من البحار ص 302.

 5 ) ثواب الاعمال ص 47. كامل الزيارات ص 100 و 104.

6 ) العمدة (1/  404) ؛ ذخائر العقبى لمحب الدين الطبرى ص 19 نقلا عن احمد بن المناقب، مسند احمد بن حنبل ج:1 ص: 77.. ، والأمالي للمفيد (ص: 219) ، الأمالي للطوسي (1/  128)

7 ) مثيرالأحزان ص : 14

 

 

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك