المرجع الفياض: الحكومة العراقية الحالية لا يمكن إصلاحها ويجب تشكيل حكومة على أساس صحيح


ألقى المرجع الديني سماحة آية الله الشيخ محمد اسحاق الفياض، كلمة توجيهية عامة نهاية شهر شعبان قبل تعطيل درسه بمناسبة شهر رمضان، وقد تحدث فيها عن قضايا تتعلق بضرورة اهتمام طلبة العلوم الدينية بدراستهم والتزامهم بالشرع، وتعامل الناس بأخلاق حسنة، والتأكيد على استقلالية الحوزة من الحكومات والأحزاب.

كما شدد سماحته على ضرورة أن يتعامل طلاب الحوزة الدينية مع جميع الناس من السنة، والنصارى، وحتى الأعداء، بالاعتدال وبأخلاق عالية والتأكيد على وحدة الكلمة ووحدة الصف والتلاحم والتآزر.

وفي الشأن السياسي، بين المرجع الفياض إن الحكومة الحالية لا يمكن إصلاحها، فهي حكومة لا مثيل لها في العالم (من حيث النفقات وتكاليف أعضاءها).

وقد دعا الطلبة بأن يقوموا بإرشاد الناس وتحريكهم بمطالبة الأحزاب السياسية في الانتخابات القادمة، بتشكيل الحكومة على أساس صحيح.

 

وفيما یلی النص الكامل للمحاضرة التوجيهية لسماحة المرجع الفياض:

ونريد أن نذكركم بمجموعة من المسائل المهمة، والمسألة الأولى نؤكد عليها دائما، فنجاح كل طالب منوط بالاهتمام بدراسته ونجاحها، ووصوله إلى مرتبة عالية من الفضل والعلم والكمال منوط بتوفر شروط ثلاثة فيه.

الشرط الأول هو اهتمام الطلبة بدراستها وأن تجعل دروسها في رأس أعمالها وتقدمها على كل عمل إلا الأعمال الضرورية كالصلاة والأكل والشرب والنوم، وتصرف سائر أوقاتها في تحصيل العلم والمطالعة والمباحثة والكتابة والسؤال والجواب، فإذا لم يفهم الطالب مسألة فعليه أن يسأل من أستاذه إن أمكن، وإلا من زملاءه، فالسؤال في كل شيء ذلة إلا في العلم فهو عزة للإنسان.

أما الشرط الثاني هو أن يكون الطالب عاملا وأن يكون عمله مطابقا للشرع ولا يتعدى عن حدود الشرع، فالعمل بالشرع واجب على كل فرد وعلى مكلف، لكنه أشد على الطلبة من سائر الناس، وكذلك عقابه.

كما يجب على الطالب أن يكون متخلقا بأخلاق عالية ويتعامل مع الناس بها وبابتسامة الوجه وبكلام لين، فذلك يورث المحبة والمودة ويدخل في قلوب الناس فيؤدي رسالته في المجتمع، فلابد أن يكون الطالب متخلقا بأخلاق عالية ويكون تعامله مع الناس بالاعتدال والابتسام وبكلام لين وحسن. فإذا كان التعامل بشدة وعنف فهذا سيولد العنف ويوجب البغض والعداوة.

والشرط الثالث هو أن يكون لدى الطالب روح الاستقلالية والحرية، لأن الحوزة العلمية المباركة حوزة مستقلة لا ترتبط بالدولة نهائيا ولا بالأحزاب السياسية ولا بالأحزاب الدينية، فطلبة العلوم الدينية أحرار غير مقيدين بأي قيد مثل القيود الحزبية، فالحوزة مستقلة بفضل علمائنا وفقهائنا الذين حافظوا على استقلالية الحوزة بتضحياتهم وبجهودهم الجبارة وتحمل جميع المصائب والانتهاكات والمضايقات من حكومات الوقت.

أما المسألة الثانية فهي حول شهر رمضان المبارك، شهر العبادة وشهر الموعظة والإرشاد والنصيحة، فعلى طلبة العلوم الدينية، في صلاة الجماعة أو في مناسبة أخرى أو على المنبر، أن يهتموا ببيان المسائل الشرعية، فإن جهل الناس بالمسائل الشرعية لا حدود له، فعلى الطلبة بيانها وبيان فضائل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وفضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام، وبيان كيفية تعاملهم مع الناس، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تعامل مع أعداءه المشركين الذين أرادوا قتله بالأخلاق العالية وبالاعتدال حتى نزل في حقه {إنك لعلى خلق عظيم}، فهذا درس لنا.

وعلينا نحن أن نتعامل هكذا مع الناس جميعا، من السنة، والنصارى، وحتى الأعداء، فلابد أن نتعامل معهم بالاعتدال وبأخلاق عالية، فمذهب الأئمة الأطهار عليهم السلام هو امتداد لمذهب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ونحن تابعون للأئمة الأطهار عليهم السلام ولابد لنا أن يكون كذلك.

وعلى طلبة العلوم الدينية بيان هذه الأمور والتأكيد على وحدة الكلمة ووحدة الصف والتلاحم والتآزر، وأن يتعاملوا مع الجميع بالاعتدال وبأخلاق عالية تبعا للنبي الأكرة صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأطهار عليهم السلام.

والمسألة الثالثة، فعلى الطلبة في كل محافظة أن يقوموا بإرشاد الناس وتحريكهم بمطالبة الأحزاب السياسية في الانتخابات القادمة، بتشكيل الحكومة على أساس صحيح، فالحكومة الموجودة فعلا لا يمكن إصلاحها، فهي حكومة لا مثيل لها في العالم، فلكل نائب جعل 30 حرسا، وقد كتب في جريدة الدستور وهي جريدة رسمية من قول ماجدة التميمي وهي عضو اللجنة المالية بالبرلمان، إن كلفة الشاي والقهوة لوزير واحد هي 100 مليون دولار وهي تدخل ضمن الميزانية، كما إن كلفة تأسيس مكتبين لنائبي الرئيس فؤاد معصوم بلغت 46 مليار دينار، أي حوالي 40 مليون دولار، فهذه الحكومة لا يمكن إصلاحها، ولهذا على الطلبة أن يقوموا بإرشاد الناس وتحريكهم بمطالبة الأحزاب عبر الجرائد والصحف وغيرها، أن يشكلوا الحكومة على أساس صحيح مثل حكومات الدول المجاورة في باكستان، والهند، وإيران وحتى حكومات الخليج.

نطلب في هذا الشهر المبارك من البارئ عز وجل أن يدفع شر المجرمين والقتلة عن هذا البلد بحق محمد وآل محمد، والتمس منكم الدعاء.

 

http://iraq.shafaqna.com

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك