الاعلام الظالم؛

1433 2016-02-04

حينما يفقد الاعلام شرفه والإعلامي مهنيته

الاعلام في شرف المهمة والمهنة ؛ هو مادة ورسالة .. 

فأما مادته ؛ فهي الحقيقة وتحري الحق ، خصوصا في المناطق التي ينشط فيها تجار الحروب ومستغلي الانسان.

وأما رسالته ؛ فهي رسالة الانسان في تحقيق قيم الانسانية  ألعليا على سطح هذا الكوكب بإرساء العدل والدفاع عن المظلومين ، ودعم الشرفاء والمصلحين والدفاع عنهم.

اما ما نراه اليوم ؛ فمن المقرف جدا ازاء هذا الكم الهائل من الفضائيات والصحف والمواقع الاليكترونية الا ما ندر تضيع الحقيقة في الاعلام ، وتفتقد المهنية من الاعلاميين الا ما ندر.

ذلك لأننا لا نجد المؤسسات الاعلامية الا توابع لمافيات سياسية ميكافيللية ، او استعمارية استغلالية ، او تجارية ربحية ، او بشكل عام اجندات مصلحيه ذرائعية ... ولذا فالمؤسسات الاعلامية في غالبها وهي بهذا التوجه ، وعلى هذا الحال ليس إلا (بروباجندا) ليس لها شرف الاعلام بمادته الحقيقة ، وليس لها شرف رسالة الاعلام في تحري الحق وإرساء العدل والسعي لتحقيق الميزات والقيم الانسانية الراقية في المجتمعات.

واليوم والإنسانية في صراعها إزاء داعش القذر في شعاره الابليسي : ( انا خير منه) الذي رفعه ابليس ضد ادم من قبل ، حيث يكفر الدواعش كل الانسانية ويحكم عليهم بالإعدام بالذبح والحرق والتمثيل بضحاياه وعداوة التراث الانساني ونبش القبور وهدم المقدسات والآثار وفتح اسواق النخاسة من جديد للنساء... والقذر بكل معاني القذارة بتعامله مع الناس حتى مع المنتسبين اليه ، نجد اليوم معظم الاعلام العالمي في حالة صمت مطبق ازاء داعش بل نجد كثير جدا من المؤسسات الاعلامية والفضائيات تقدم دعما لداعش بشكل مباشر او غير مباشر، حتى  لا تجرح شعوره الكيان الداعشي بتسميته بداعش بل تسميه دولة الخلافة الاسلامية،  ولكي لا يكون حديثا على وجه العموم ؛ فليتابع من يريد فنوات ال(BBC  ) ، وقنوات الجزيرة القطرية وقناة العربية السعودية والتغيير المشبوهة والرافدين المشبوهة والشرقية ... بل معظم القنوات الفضائية العربية الطائفية الاخرى.

وعلى تقدير اعم لم نجد قناة فضائية واحدة او صحيفة واحدة تتخذ من بغض الظالمين الدواعش مادة لها لتفضح ماهية الدواعش وعلاقتهم بتنفيذ اجندة الامريكان ، او تفضح حقيقة سلوك الامريكان القذر  التآمري على بلدان العالم الثالث المظلوم  لصالح الدواعش ولم نجد صحيفة واحدة او قناة فضائية واحدة تفضح سيرة الذين دعموا داعش ولا زالوا يدعمونه ويشترون منه النفط ويبيعوه ليتمكن داعش من الاستمرار والازدهار اقتصاديا وليشتري السلاح  وليمتد نفوذه ويقوى .. و لا توجد فضائية واحدة او صحيفة واحدة متخصصة بمافيات داعش في اوربا وتركيا وكيف تساهم في ارسال عشرات  الآلاف من المسلحين الى الشرق الاوسط.

اذا كان الخطر داهما وعاما والإنسانية كلها مهددة في ارواحها ومقدساتها وقيمها ، فمن الذي يتولى مهمة التنبيه والصراخ لإيقاظ النائمين؟

 اليس الوعاة ممن تصدوا لحمل رسالة الاعلام السامية هم اولى بهذه المهمة الشريفة ؟ اين هم هؤلاء الوعاة ؟ لماذا لا نراهم؟!

اليس من حق الانسانية ان تعرف اعداءها؟

فاذا تخلف الاعلام عن مهمته في تسليط الضوء على اعداء البشرية ؟ ومن يتحرى حق التعريف بأعداء الانسانية ومن يصدح به؟

اليس من حق البشرية ان تقتص من جلاديها؟... وهذه الامم المتحدة تشير الى جرائم داعش ضد الانسانية فهل من مستجيب ؟! 

وماذا عمن دعم كيان داعش و لا يزال حتى وقف على قائمتيه ، بل واخذ يهدد الانسانية؟

وماذا عن الفكر الموازي والمساوي للفكر التكفيري في المؤسسات العالمية الكبرى التي تحكم العالم والظاهرة في تعاطفها مع داعش الى الان ؟

 واذا تخلى الاعلام عن رسالته في كشف الفكر الضلالي الظلامي لداعش وعن فضح الداعمين العالمين له ماديا ومعنويا وبيان الافكار الفاسدة لهذا الكيان القذر والتخلي عن نصرة الانسانية فمن المجيب اذن؟!

 هذه تساؤلات في الصميم لابد لوعاة الامة ان يفكروا في الاجابة عليها.

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك