ثقافة ينشرها الحشد قبل الساسة!


امل الياسري

عندما تتمركز السلطة الإنسانية بيد الأمة، فإن شعبها يبدع بإيصال رسائل التسامح، والتعاون على البر والتقوى، ضد الأثم والعدوان، فتراهم كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضاً، وهنا تتوضح صور الإنسانية بأسمى درجاتها، لأن الطرف الآخر كان يعتقد خلاف مايراه، وهي اللوحة التي يرسمها أبناء الجيش الباسل، والحشد المقدس مع العوائل النازحة، حيث عانت ما عانته من ظلم داعش الإرهابي، وقطعت تلك العلاقة الرائعة ألسنة المأزومين، فحاولوا بشتى الذرائع الإساءة للحشد الشعبي، الذي يقاتل بعقيدة لأجل الوطن.

معتقد مذهبي مبتدع ذلك ما جاء به الدواعش لأبناء الموصل، والرمادي بحجة التهميش والإقصاء، وأن التماسك المجتمعي يكمن في إسترجاع الحقوق، من الرافضة الصفويين، تحت راية الإسلام الجاهلي المقلوب لديهم، فالقتل والذبح ديدنهم لتتحقق عدالتهم على الأرض، وهي في حقيقتها لا تمثل سوى محاولات بائسة، توهم الساسة الخونة أنها ستنطلي على العراقيين، وقد أرعبتهم صورة التلاحم الشعبي والعشائري، وفتوى الجهاد الكفائي التي أسقطت دولتهم الخرافية المزعومة، فلبى المخلصون نداء الأرض، والعرض، والمقدسات، بهيهات منا الذلة! 

إنها ثقافة نشرتها المرجعية الرشيدة، ونفذها غيارى الحشد الشعبي المقدس، عندما شاهد العالم بأجمعه صور التسامح والتعاون، بين أبناء القوات السلحة والحشد، وبين العوائل الهاربة من داعش في الكرمة، والرمادي، والآن الفلوجة، لتسجل معارك تحرير محافظة الأنبار مأثرة خالدة، تضاف الى مآثر جيشنا وحشدنا معاً، وليثبتوا للأعداء أنهم يد واحدة لحماية العراق، فهذه القضية لا مساومة عليها إطلاقاً، والعراقيون وحدهم أصحاب القرار والمصير، بل إن هؤلاء الأبطال يمتلكون حقيقة واحدة، وهي لا مكان لداعش بيننا!

الساسة الخونة، الذين سمحوا لداعش بنشر إنحرافاته بين أبناء شعبنا، فقد فشلت خططهم وما فتوى الجهاد الكفائي لتحرير الأرض والعرض إلا خطوة مسددة ربانياً لتنبيه الأمة وتنزيه الملة فلبى نداء الشهادة أهل الجنوب أولاً ثم ثلاها الحشد العشائري بعدما شاهدوا صور البطولة والكرامة في تكريت والرمادي حتى مع الآلام سبايكر والصقلاوية والتفجيرات الدامية التي ألمت بمحافظاتنا الآمنة لكن نداء المرجعية حدد شروط البقاء والمصير لعراق واحد مهما كانت التضحيات فعراقنا غارق بعمق الإنسانية حتى الممات.

داعش ثقافة الإعلام البتروتكفيري، والذي يقف وراءه زمر الوهابية المتطرفة، لكننا حملنا راية الصمود والكرامة، ونحملها اليوم ضد هذه العصابات الإجرامية، وسنسترجع كل شبر من أرضنا، وستسقط عروش الطغاة والظالمين، والمتسلطين على رقاب الشعوب المظلومة، لذا فقد زلزل رجال الجيش والحشد الأبطال الأرض تحت أقدام الإرهابيين، وما زلنا نردد كما رددت مرجعيتنا الحكيمة، في الجمعة الماضية: يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً والعاقبة للمتقين، نعم إنها معركة الوجود والخلود، من أجل عراق المقدسات والحضارات.

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك