مؤتمر غروزني والاسلام المؤطر

1441 2016-09-05

في هذه الاجواء الاسلامية السائدة؛ اجواء الذبح والحرق والتفجير والتهجير واكل الأكباد والقلوب التي لم يسلم منها حتى الرضع وتلاميذ المدارس ألابتدائية ، فان كل اهل القبلة يتمنون مؤتمرا لأهل الحل والعقد من المسلمين يجتمعون فيه على كلمة سواء بينهم ؛ وحدانية الله والعمل بسنة رسوله في حفظ امن المسلمين ودمائهم . وعلى الاقل يؤشر المجرمون الذين عاثوا في الارض فسادا باسم الاسلام والجهاد، ويقللون من اثر ذلك الفساد ، ويخففون من وقع الصدمة على المسلمين الذين قتلوا وشردوا من ديارهم. 

واليوم وقد انعقد مؤتمر غروزني في الشيشان( نهاية آب- 2016) بعد ان فاح نتن الوهابية التكفيرية والسلفية الدموية باسم الاسلام ، وجاء الاعلان عن المؤتمر بعزل الوهابية والسلفية التكفيرية عن اهل السنة والجماعة ليخص النتن الوهابيين والسلفيين التكفيريين فقط ، ولتبرئة اهل السنة والجماعة من جرائمهم.

وامام صمت العالم سرعان ما هاجم السعوديون المؤتمر باعتبارهم الوجه الرسمي للوهابية التكفيرية ، ولهذا الهجوم معنى مادي ومعنوي ، فمن الان وصاعدا سيفقد اهل السنة والجماعة دعم مال البترول السعودي ، وعلى الصعيد المعنوي فان هناك مشتركات ميدانية للسنة التي تؤطر الاسلام تمثلها الوهابية السعودية باعتبارها راعية الحرمين الشريفين وزعامة القبلة سيفتقدها اهل السنة والجماعة. 

لذا ومع هذا العزل الجريء للوهابية والسلفية ، يبقي الاسلام مؤطرا بالسنة التي في معظمها تأطير للإسلام فلا يستطيع مؤتمر الشيشان ان ينزع ذلك الاطار.. لماذ؟

الجواب:

الاسلام؛ هو خاتمة رسالات السماء ، عقيدته تامة كاملة ذلك ما يقرره الكتاب الكريم ورسول صلى الله عليه واله في سنته ، ويجمع على كمال العقيدة الاسلامية جميع المؤمنين من اهل القبلة في الاسلام.

والعقيدة الكاملة؛ في المنطق والعقل وكما يفترض هي ؛ من توفر الاستجابة لكل حاجات الانسان وتعطي الاجابة على كل تساؤلاته.

والإسلام - كما نعرف - هو العقيدة السماوية الوحيدة في الكون التي تستجيب لحاجات الانسان من قبل ان يولد والى ما بعد ان يموت وترافقه لتعطيه الاستجابة حتى في الخلاء حين يقضي حاجته وكيف! .. وترافقه ال فراش الزوج وكيف العشرة والمعاشرة ، ويصحبه الى العمل وتعلمه المعاملة في كل مجال بحيث لا وجود لاي حيز زماني او مكاني في حياة الانسان الا وللعقيدة الاسلامية استجابة له.

والإسلام يجيب على كل تساؤلات الانسان في هذا الكون ؛ عن وجوده وحياته وعقله وعن عقيدته وعن مآله والى اين سيصير امره بعد الموت .

ومن اسس الكمال في العقيدة انها تستجيب لحاجة الناس الى القيادة سواء في وحداتهم الاجتماعية او في مؤسساتهم السياسية ، وان الذي يعتقد بان الاسلام لا يستجيب لحاجة الناس الى القيادة هو انسان ابله لا يحكم عقله او مغرض يجعل الاسلام غرضا لمراميه.

فان الذي يعتقد ان الاسلام فاقد لتشريعات القيادة الكاملة انما هو فاقد لضرورة من ضرورات التشريع وتسميته مسلما لا تخلوا شك.

وان الذي يعتقد ان الرسول مات ولم يوص بالولاية لمن بعده ، انما يطعن بالإسلام وبالرسول صلى الله عليه واله والرسالة ويشك بالإسلام كعقيدة كاملة.

وان الذي يظن بأنه وضع الأطر لتشريع الاسلامي بما يكمل الاسلام فهو اما كافر مغرض او مستلب بالفوقية والجهل.

والذي يكشف اؤلئك الذين انقلبوا على الاسلام ؛ هو ما ابتلوا به من مفارقات وتناقضات ، فكمال الاسلام لا يسمح بناقصين مدعين لتولي امانة الرسالة وقيادة العقيدة.

مفارقات وتناقضات:

من متابعة سيرة الاسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه واله، وصيرورة القيادة والإمامة والخلافة والولاية الى من ليس له عصمة وكمال في الدين ؛ اظهر مفارقات وتناقضات الناقصين الانقلابيين في قيادة العقيدة الكاملة.

ففي الواقع وجدنا ان التلاعب بالكمال منقصة وتناقض مع الكمال ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه واله : ( ما ابتدعت بدعة إلا رفعت مثلها من السنة )( )، وعندما جاء الانقلابيون خارج سنة الاصطفاء والاختيار الرباني لم ينجحوا الاب تاطير الاسلام لتصح مع الاطار خلافتهم ، الا ان الإطار بمعاكسته لفحوى الاصل الكامل ابرز التناقض، لأنه رفع السنة بالبدعة. 

وهنا تظهر وتبرز المفارقة والتناقض من خلال البدعة في الاعتقاد.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله (إن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)( ).

ففي الوقت الذي يدعي فيه الانقلابيون ان الرسول صلى الله عليه واله مات ولم يوص وانه يحق لأي احد ان يستلم منصب الخلافة والإمامة والأمانة على الكمال في العقيدة بعد رسول الله صلى الله عليه واله ، ويقولون ان ليس هناك احد بعينه نص عليه الله ورسوله صلى الله عليه واله اضطروا للتأطير الخلافة بالتقمص؛ وهو ان الله تعالى البسهم الخلافة قميصا هبة من عنده كما ساتي معنا في نصوص كثيرة تظهر انهم يعتقدون ان الله تعالى قمصهم الخلافة ومنحهم صلاحيات الحكم والسلطة في الناس .

وهو تناقض في معتقداتهم بالاسلام – ان كانوا يعتقدون شيئا - يدل على مروق من الاسلام وانقلاب عليه فإما ان الامامة والخلافة اختيار رباني وتكليف لمنصب الهي ، او انه اختيار انساني لمنصب دنيوي ولا دخل لله فيه. اما ان تعتقد ان الاسلام كامل ولكن الخلافة غير موصى بها و يحق لأي احد ان يتقلدها ومع هذا بالنسبة لغير الموصى وغير المختار هي قميص رباني البسه الله له ؛ فتلك مفارقة وتناقض لا يدل مطلقا على كمال في عقيد المتخلف بل حماقة وصفاقة يضحك بها المتقمص على نفسه قبل ان يضحك فيها على الاخرين.

وهكذا ولتلافي ما يظنه الانقلابيون على الاسلام انه نقص في العقيدة اكملوه بالتقمص وإقصاء الولي والإمام والخليفة الطاهر بنص الكتابي والمرتضى المختار المنصوص من قبل الله تعالى في القران والسنة..لتلافي هذا الظن ولان ( البدعة ترفع مثلها من السنة) كما يقول الكامل صلى الله عليه واله على اساس من هذا وصلنا الاسلام مؤطرا من خلال عشرات القرون من وجود ابناء البغايات بدل المطهرين ووجود اللوطية بدل المعصومين ، ووجود الخمارين بدل الاولياء الصالحين في مقام الامامة والخلافة.

فلا عجب ان يصل الينا الدواعش الوهابية والسلفية التكفيرية بكل مسمياتهم ليدعوا انهم يمثلون الاسلام وهو اسلامهم المؤطر الذي لاعلاقة له بإسلام محمد وال محمد المعصومين صلوات الله عليهم.

ومؤتمر جروزني عاصمة الشيشان المنعقد في نهاية اب من عام 2016 ومع انه رفض ان يكون التكفيريون من كل الفئات السلفية ممثلين للسنة والجماعة الا انه لازالت عقبة التاطير تلاحق الاسلام وتعتبره غير كامل وبالتالي فان الاسلام غير اسلام ال محمد المعصومين هو اسلام لازال مؤطرا.

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك