واقع اتباع الحسين عليه السلام في النفوس

1630 2016-11-21

هناك ملاحظة جديرة بالاعتبار ؛ وهي ان محبة الحسين عليه السلام تقدح في النفوس نورا لا نجده في غيرهم يتمايزون فيه ليصبحوا اسياد العلم والمعرفة والشعر.

فمراجعة التاريخ العربي والاسلامي تخبرنا ان؛ ما من فطحل او عملاق في العلم او الادب او في الشعر الا وهو محب لأهل البيت وللحسين عليه السلام من النادبين المبكين الباكين!!! 

ليس صدفة ان يكون عمالقة الفكر الإسلامي، وفطاحل الفكر العالمي هم ممن يبكون الحسين عليه السلام ومن اشد محبيه ومواليه. من امثال العالم المبدع والمفكر العظيم جابر بن حيان الكوفي، واضع علمي الجبر والكيمياء والفيلسوف الكبير والطبيب العبقري ابن سيناء الشيخ الرئيس، وابن النديم الذي يصفونه بالمتطرف في حب ال محمد، والذي اخذ عنه ملفل ديوي تصنيفه العشري للعلوم ، والفراهيدي، واضع بحور الشعر ، وابو الاسود الدؤلي واضع النحو…وغيرهم كثير، ومن القريبين الفيلسوف صدر الدين الشيرازي( الملا صدرا) صاحب الحركة الجوهرية. 

اما ان كل عمالقة الشعر هم ممن يبكون الحسين عليه السلام ويندبونه؛ الفرزدق والكميت ودعبل وأبو العتاهية وابو فراس وابو نؤاس والمتنبي ...حتى لكأن البكاء على الحسين ملهم الإبداع في كل اتجاه. 

هل معقول ان هذه العقول العملاقة في التاريخ كلها تبكي الحسين لمجرد صدفة!!! 

نطلق هذا التساؤل بفرض ان المتسائل عن سبب حب الحسين عليه السلام هو باحث عن الحقيقة، ولم يكمم عقله بمسلمات ما انزل الله بها من سلطان، لذا فان لم يكن باحثا عن الحق، فليس مأسوفا عليه ما يفعله بنفسه فان يوم الفصل كان ميقاتا. قال الله تعالى:( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ)( 1) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 1 ) الانعام – 49.

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك