الارهاب في كل العالم له عقيدة واحدة 

1678 2017-02-01

وينطلق من شعار واحد( انا خير منه)

من حسن الحظ ان شعار ابليس هذا محمول اليوم بيافطة عريضة وسعت العالم باسره وتتحدث به كل وسائل الاعلام والفضائيات يحمل لواءه دونالد ترمب ويجتمع تحته كل الفئات التي تمحل هذا الشعار وأول ما صدر تحت هذا الشعار منع الدول من ضحايا الارهاب من الدخول الى امريكا بالأسماء فلا خجل بعد اليوم من هذا الشعار فترمب وكيل ابليس اليوم لتطبيق شعاره في الارض.

الارهاب في كل العالم له ايديولوجية واحدة مستمدة من شعار ابليس ضد ادم عليه السلام ( انا خير من)، والدليل هو: ان مصاديق الارهاب المنظم في العالم هم ثلاثة لا غير تجمعهم ايديولوجية واحدة هي انهم يرون انفسهم افضل من الاخرين من ابناء جلدتهم في الانسانية. 

بل ان كل من يرى نفسه انه افضل الخلق لابد يحمل في نفسه عدائية مقيتة للآخرين ، تبرز في العنف والإرهاب ضدهم.

1- المصداق الفكري الاول للارهاب في العالم: هو التيار الاوربي الذي يفضل الجنس الابيض على بقية الناس. (يقول المؤرخ البريطاني الشهير (أرنو لد توينبي)) : (إن دراسة الجنس أو العرق كعامل منتج للحضارة؛ تفترض وجود علاقة بين الصفات النفسية، وبين طائفة من المظاهر الطبيعية. ويعتبر اللون هو الصفة البدنية التي يعول عليها الأوربيون- أكثر من غيره- في الدفاع عن نظريات العرق الأبيض المتفوق، وان أكثر النظريات العنصرية شيوعا هي التي تضع في المقام الأول السلالة ذات البشرة البيضاء والشعر الأصفر والعيون الشهباء، ويدعوها البعض بـ (Nordy man) أي الإنسان الشمالي، ويدعوه الفيلسوف الألماني (نيتشة) بالوحش الأشقر)(). وأنتجت هذه الفكرة الاستعمار واستغلال الانسان لاخيه الانسان وما تبع ذلك من ابادة شعوب بالكامل.

ونيتشه هذا ؛ يمثل اكبر المفكرين الغربيين الذين مجدوا القوة، وتقوم فلسفته على "إدارة القوة"، والسعي لإنجاب الإنسان ألأعلى ، واخذ هذه الفكرة "هتلر" وبنى عليها نظرية تفوق العرق الجرماني؛ والتي ترتب عليها جنون القوة وهاجس السيطرة الشاملة، وقهر الشعوب الأخرى واستعبادها، فأفرزت تلك الحروب التي دمرت أوربا وغيرها تدميرا ).

ولازال هذا التيار يعتمر النفوس في كل الاحزاب اليمينية والمحافظة في اوربا وامريكا والغرب بشكل عام  وقد اعلنه اليوم ترمب بقرارات رسمية صدرت لتنفس  عما يعتري نفوس القادة الغربيين المعاصرين  من امثال؛ هولاند الفرنسي وميركل الالمانية وديفيد كامرون البريطاني وسيدتهم الكبيرة اسرائيل وقادتها.

 بدأ هذا التيار ( انا خير منه ) في اليونان من ابيقور ثم الى نيتشه ثم الى هيجل ، وجسده هتلر خير تجسيد في النازية ، ثم بعد تعثرها لافتضاحها في النازية عادت مخففة  الى المجرمين من ابنائهم المستعمرين لتتجسد حروبا ابادة في الشرق الاوسط والهند والجزائر وغيرها وهي اليوم واضحة في  الذين نراهم اليوم ، الذين يزعمون انهم يدعمون حرية الرأي في الاستهزاء بسيد الكائنات محمد صلى الله عليه واله ، ورموز الاسلام الاخرى بينما يخرون راكعين امام رموز الصهاينة ولا ينبسون ببنت شفه اتجاه العم سام (الصهاينة)!!!!

2- المصداق الثاني للارهاب العالمي؛ ابناء الله واحباؤه أوشعب الله المحتار:

المتمثلون بالصهاينة ودولتهم العنصرية ، فالواقع انهم ينظرون بعين ابليس وفكره ( انا خير منه) الى كل البشر باعتبارهم افضل الجميع ؛ عقيدة تلمودية لا خلاف فيها عندهم. 

جاء في سفر التثنية: (إنك يا إسرائيل شعب مقدس للرب إلهك، إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعبا أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض، ليس من كونكم أكثر من سائر الشعوب التصق بكم الرب واختاركم، ولا لأنكم أقل من سائر الشعوب، بل من محبة الرب إياكم وحفظه القسم الذي أقسم لآبائكم). التثنية 7: 6- 8.

يبرز هذا الشعار عندهم كما عند الارهابيين الاخرين بنشر الفتنة بين بناء البشر، وهم فقط المتفرجون على صراع البهائم من حولهم. كما يجري الان في منطقتنا العربية . فقد وجدوا في نظرائهم من التكفيريين ضالتهم في تحقيق أحلامهم هذه ، وقد افلحوا فيما خططوا له.

ولقد وجدوا في شركاء شعار ابليس من الوهابيين السعوديين والأردنيين وأمراء الخليج وبعض الاحزاب المصرية عملاء لهم يشاطرونهم العداء للبشرية. 

3- المصداق الثاث للارهاب: هم التكفيريون  من السلفية الوهابية ومن اتباع ابن تيمية:

من خلال قراءة منحرفة للإسلام بعيدة عنه جاءت الفكر التكفيري حيث يرون وفق شعار ابليس انهم وحدهم القابضون على الحقيقة وهم وحدهم المؤمنون وباقي الناس كفار لابد ان يموتوا 

وتتمثل ذرية ابليس اليوم بداعش والقاعدة والنصرة واتباع ابن لادن واذنابه في شرق الارض وغربها.

النتيجة:

اذن: يتقاسم كل الإرهابيين في العالم، وأينما كانوا، عقيدة واحدة معادية للانسانية موحدة الشعار ؛ محصور بالبغض وبالقسوة والحقد على ألإنسانية بما  يبرز بهذا الشعار( انا خير منه). ودوما ينفذون هذا الشعار  بإثارة النعرات الطائفية والعرقية والدينية والمذهبية، فاثارة النعرات الطائقية والعرقية هي وسيلة المصاديق الثلاث للارهاب في العالم : رسل الاستعمار الذرائعيون  وابناء الله واحباؤه، والمجاهدون في سبيل الله لمحو اثار الكفر من الارض.

بمعنى ان شرك ابليس من الناس كابليس بالضبط  كلهم يغلفون ارهابهم واعمالهم العدائية ضد الناس بغلاف القداسة والدين.

ففي كتاب "عقيدة جورج دبليو بوش" للكاتب الأمريكي ستيفن مانسفيلد - والصادر في عام 2004 وتحت عنوان : (الله دعا جورج دبليو لترشيح نفسه رئيسا لأمريكا) :

 يقول ستيفن مانسفيد: أن فكرة ترشيح جورج دبليو لنفسه للرئاسة جاءته أول مرة خلال حضوره صلاة بإحدى كنائس تكساس، وكان القس مارك كرايج يتحدث – في تلك الصلاة - عن قصة موسى (عليه السلام) ويقول أن موسى "تردد بعض الشيء في قبول دعوة الله له لقيادة الناس"، في حين أن الناس في أشد الاشتياق لقيادة تمتلك رؤية وشجاعة أخلاقية. 

خلال الصلاة شعر جورج دبليو بأن الدعوة كانت موجهة إليه، وذلك قبل أن تلتفت إليه أمه الجالسة بجواره وتقول له أن القس "كان يتحدث لك"، وبعد فترة قصيرة اتصل جورج دبليو بالقس جيمس روبيسون وقال له "لقد سمعت الدعوة. أعتقد أن الله يريدني أن أرشح نفسي للرئاسة".

اذاً فحرب بوش والولايات المتحدة على العراق وصنع الاصطفافات والاحلاف في المنطقة واعتبار اعداء الولايات المتحدة ارهابيين يأتي عن خلفية مقدسة. فالرئيس الامريكي مرشح الله لتخلص البشرية من عذاباتها وما قام به من مصائب ياتي مقدسا ضمن ارادة الله تعالى!!!!

ونحن نرى اليوم وفي هذه الساعات بالذات  إن هناك تناغما في مسوغات الإرهاب بين طرفين قساة هما:

الطرف الأول: هو القائد الغربي المتغطرس بلونه الأبيض وشعره الاشقر، المترفع على كل البشر باعتباره وعاء الحضارة الوحيد، وإنما غيرهم دوني لا يملك مقومات وملكات ذاتية لبناء الحضارة، هذا في جبهة واحدة مع ابناء العم سام المختارين من قبل الرب- كما يدعي الصهاينة- وان غيرهم عبيد ليس إلا.

الطرف الثاني: الذين يردون على الطرف الأول بنفس شعاره: فيقولون أنهم أمراء المؤمنين هم وحدهم القابضون على الحق والحقيقة والناس من غيرهم كلهم جهلة وكفرة لابد ان يموتوا.

اذن ابناء ابليس من الطرفين ورافعوا شعاره بايديولوجية واحدة : وعلى مرّ التاريخ هم الإرهاربيون الذين يشعلون النار في العالم بالقتل والابادة الشاملة كما حصل في الامريكتين والجزائر من قبل الاستعارين الغربيين في القرنين السابقين والتفجير والذبح والتمثيل ونبش القبور ، وشق صدور الضحايا واكل الكبود.. من قبل الوهابيين في الان ، وهم ايضا مرعبون مرهبون بسلاحهم الاخر  المقيت وهو اثارة النعرات من كل لون .. والأبرياء من ابناء البشرية من كل اجناسها هم الضحايا.

ان بقاء الارهاب على سطح الارض ؛ رهين ببقاء ابليس مطاع  بفكرته ضد آدم عليه السلام وذريته.

الدعم المعنوي والمالي واللوجستي للارهابيين:

 هناك حكومات غنية وكبرى في الشرق والغرب تتبنى هذه العقيدة الابليسية وهذا الشعار، فان في الغرب احزاب يمينية متطرفة تحتقر الاخر من غيرهم وهي تستلم الحكم في اكبر الدول الأوربية ويظهر الشعار واضحا في الاعمال الاستفزازية من افلام وفن تشكيلي يقوم بها الغربيون وسائلهم الاعلامية والفنية ضد نبي الاسلام ودينه... 

 وان هناك دولة دينية متنفذة في العالم قائمة اصلا على انها دولة يعقوب النبي( اسرائيل) وان شعبها هم شعب الله المختار وهم ابناء الله واحباؤه وغيرهم ليس الا عبيد... 

وهناك اغنى الدول في العالم في الجزيرة العربية دينها الرسمي الوهابية التكفيرية، وهي وامام انظار الشركاء في الايديولوجية( انا خير منه) في العالم بل بدعم كامل تدعم الحركات الارهابية بالمال والسلاح وبالفتاوى والتعليم والثقافة.

اذن الارهاب فكريا بالأصل جاء من ابليس ليتحول الى حرب ضد الانسانية عقائدية بالأصل؛ ذات شعار واحد( انا خير منه) الذي تعتمر به نفوس الارهابيين من كل البشر لا علاقة له بدين و لا خلق ولا عرق ولا قومية ولا مذهب. 

وللقضاء على الارهاب لابد من القضاء اولا على جذوره الفكرية التي تعمر نفوس الارهابيين وتدفعهم الى اشنع الافعال وأفضعها ضد الناس الابرياء.

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك