يومٌ ببكةً أشرقت أنواره
وتنفّسَ البــيتُ العتيقُ رحيقــــــا
وتناغمَ الأكوان لحنُ رائعٌ
وتنسـمَ الريــحُ العليلُ رقيقــــا
وتهادتْ الوديانُ تســــكبُ ماءَها
وتألــقتْ كلُ الـنجــــومِ بريقـــــــا
وتسابق الأطيار تعزف لحنها
وترنمتْ لمقدمك السماءُ موسـيقـا
وتظاهرَ الاشــياعُ في كلِ موطــنٍ
يتلونَ حبـــــــــــاً للإلهِ طريــــقـا
وتعانقَ الأحباب يشــــدونَ حبَهم
نغَمَــــاً يعلو الوجــــــــودَ نســيقا
وتواضعتْ شمُ الجبـــــالِ تطـاولاً
وتراصــفَ الثلجُ النصيعُ رشيقــا
وتبادر النــــبتَ البهيًّ إخضرارُهُ
وتنوَّر الزهرُ النـديُّ عبيقــــــــــا
وتباشرت بمولدِك المــلائكُ كلُها
وتزينتْ حـورُ الجنـــانِ انيقـــــــا
وتحاسرَ الشــــــيطانُ في اوكارِهِ
وتناحرَ الرجسُ اللعــينُ مَحُــوقا
وأذنَ الصبح الجديد بفجـــــــــره
ألا يا ايها الثقــلانِ افيـــــــــــــقا
فقد وُلِدَ الــهدى من فـــــــــــاطمٍ
ليكونَ من ربِه لمصطفاهُ شقيقـــا
في كعبـــــــةٍ ما دونَها من بــقعةٍ
هي قبــــــلةٌ للعالمينَ حقيقـــــــا
قد شُــــــرفت مرضيةً من ربِها
وليــسَ غيرُ المرتضى نداً خليقــا
فهل بربِك هي صــــــــــــدفةٌ؟
ام انها في اصــــــــــلِها توثــيقا ؟
ام انها تحكي الخصوصَ لحيدرِ
كان له فيها الوجــودُ عريقـــــــــا
بلى؛ لعمـــــــــــــرُك هي حــبوةٌ
نـــالَ بها الوصيُّ حقوقــــــــــــا
فتواترت منك المناقبُ ســـــيدي
ألقاً تتلو الدهــــــــــور شُروقـــــا
ياموقنا بالوحي شبــــــــلاً يــافعاً
ياكاشفَ الضرَّ عن النبيِّ شَـفوقا
يامن اليه الشمس عادت ونورت
وكان له علم الكــــــــــتاب لصيقا
ياصاحب النهج القويم بلاغة
واحاط بالدين الصحيح عميقـــــا
يامن بأمر الله صــــرت لأحمد
وزيرا كهارون من موسى شقيــقا
يانفسَ رســـــــولِ اللهِ الا نبــوةً
في محكــــــــمِ التنزيلِ جئتَ رفيقا
يا عالماً بحرَ النفوسِ وحـــــالَها
يا باسط التأويلَ والتـحقيـــقا
يا مجريَّ القرانَ في ميـــــــدانِه
ولاجلِهِ مـنك الدمــــــــاءَ أُريقـــا
بأبي الذي الهمنا حبــــــــــــا له
وصار بحبه للعـــــــــالمين فريقا
علي ان من أحـــــبك مـــــؤمنا
وكان مســـخا ان جفــاك طليــــقا
ينجـــــو الذي في حبكم متعلــق
ويهـــــــــلك كل من عــداه غريقا
يا غيثَ كلِ صريخةٍ متــــــلهفٍ
يا موسعَ الاشـــــياعِ منك طريقا
يا من اذا ناداه للغيث مــــــؤمنا
تعجل وصله وكان لصـــــــــيقا
فانت في العسرى محط إغاثة
وهل لغيرك ان يكــــــون حقيقا!!
اليك في البلوى محلَ شــــكايتي
وفي اعتابِك يُرتجى التوفــــــيقا
ياسيدي؛ مالي اليك الا صبــــابة
وصبابتي فيما أتـــيت نعيــــقا
ونحن على الاجال نرقب حسرة
وتبادر النــــيران زفرة وشهيقا
ولكنا على الامال ترجو نفوسنا
انت الشــــــــفيع فارقا و وثيقا
نحييك من بعد ونأمـــــــــلُ زُلفةً
ففي جوارِك لا نخاف حريقـــــا