في دُجى الليل نطقَ النهار


 بأناملِ الزمان تُرسم الأيامُ 

وأعمارنا تخط لوحتها الاقدار 

تتأرجحُ بينَ فجرٍ وسحر 

وبتوديعنا الليل هناك استقبال للنهار 

فمنذ عامين عجاف خلت طال دجى الليل 

فأخذ يخطف الأرواح بطرائق شتى... 

أدخل الرعب في النفوس.. واستباح من الناس مواطنهم 

مرّ الوقت والليل يمتد بأهوالٍ لا قِبل لنا بها 

عاتية كالوحش لا تمنحك مهلة التفكير 

و كأنّ الملائكة الرحيمة اختفت 

فيجثم فوقنا وجعٌ في غفلةٍ منّا 

أردنا اجتياز ليل الموت والألم 

لكنه يطولُ.. و يطول.. 

ولا ندري أفي صحوٍ كنا أم في حُلم 

كاد يقفُ زحفُ الزمن... 

فجائعية الموت تطرقُ أسماعنا 

و آمالنا بعيدةٌ تلوّح بموعدٍ مع الحياة 

كيف ذلك؟ 

والليلُ يخطفُ الضعافَ ويقتلُ الحماة 

و يدمِّرُ المعالمَ والآثار ... 

تُرى أضحى الليل بديلا للنهار؟؟ 

كلا ... 

نطق النهار بصوتٍ فهزّ العالمَ بأسره 

ونقشَ بإزميلِ خلودهِ في أذن الدهرِ 

نطق بصوت ينادي بالحياة 

وأطلّ علينا بألوانٍ بهيةٍ تحمل سيماءَ الإنسانية 

أخذت تلتهم خيوط الليل.. ليعود مغزل الحياة الى دورانه 

بانتشار الطمأنينة في قلوب الناس 

من عطر النهار المفعم بالأمان و السلام

 

إحسان عدنان

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك