تحرك عراقي جزائري لتسقيف الإنتاج النفطي داخل "أوبك"


وافق العراق على طلب الجزائر بوضع آلية تنسيق مشتركة للتحرك داخل منظمة الدول المنتجة للبترول “أوبك” وبذل مساع موحدة بهدف تسقيف الإنتاج النفطي لمواجهة استمرار تهاوي الأسعار في السوق الدولية.

وأكدت الرئاسة العراقية في بيان لها ، أن الرئيس فؤاد معصوم تباحث مع رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال على هامش القمة الثالثة لمنتدى الدول المصدر للغاز الطبيعي المنعقدة بالعاصمة الإيرانية طهران.

وأوضح المصدر أن “الجانبين اتفقا على ضرورة توسيع رقعة التعاون في مجال العلاقات النفطية وتطوير العمل المشترك في إطار منظمة أوبك من ناحية التنسيق والتضامن” انطلاقا من المصير المشترك والعلاقات التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين.

ويتزامن التحرك الجزائري العراقي مع تطورات سلبية في السوق النفطية حيث ما تزال الأسعار تسير في هبوط قد يدوم طويلا على هذه الحال، وهو ما تعكسه المخاوف التي أطلقتها الجزائر منذ مدة بشأن استمرار الوضع على حاله.

وتبذل الحكومة الجزائرية مساع حثيثة لإقناع أعضاء منظمة “الأوبك” بتسقيف الإنتاج كحل أوحد لمجابهة الصدمة النفطية التي ضربت في العمق اقتصاد البلد وفرضت عليه أزمة اقتصادية غير مسبوقة تركت مخلفاتها على الساحة السياسية.

وتتوافق الجزائر في هذا الشأن مع مقترح فنزويلا بضرورة عقد مؤتمر قمة لقادة دول منظمة “الأوبك” قصد الاتفاق على تقليص الإنتاج النفطي مع ضم روسيا لهذا الطرح، بيدَ أن موافقة العراق على التنسيق والتضامن مع الجزائر في هذا السياق قد ينعكس بالإيجاب على المسعى العام.

لكن هذه الجهود تبقى أمام تحدي الموقف السعودي الرافض بالأساس للفكرة، حيث أن الإنتاج اليومي للسعودية من النفط الخام خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي هو الأعلى في تاريخها على الإطلاق، وهذا بإنتاج بلغ 10.19 ملايين برميل يوميا، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2003.

ويبين السلوك السعودي أن الرياض عازمة على مواصلة استراتيجيتها المتمثلة بدلا من دعم الأسعار التي تراجعت بأكثر من النصف منذ يونيو/حزيران 2014، لتنهار في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلى نحو 44 دولارا للبرميل.

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك