مرقد السيدين الظاهر والمظهر(ع) منار يهتدي اليه الزائرين 


الظاهر والمظهر، سيدان جليلا  القدر وشريفا النسب، إذ يعود نسبهما بحسب ما تشير اليه المصادر الى الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، وكحال بقية أهل بيت النبوة تعرض هذان السيدان الى الاضطهاد والظلم حتى التحقا بالرفيق الاعلى شهيدين مظلومين (عليهما رضوان الله).

وللسيدين الجليلين مزار شاخص يقع في ناحية المدحتية في محافظة بابل، وسط منطقة زراعية،  يبعد عن مرقد السيد الجليل العلامة ابي يعلى، الحمزة الغربي(عليه السلام) بحدود 2كم. 

النسب الشريف 

في حديثه لموقع الاعلام الدولي، يقول الامين الخاص للمزار الشريف، الاستاذ حامد علي ظاهر" بعد البحث والتحقيق عن نسب السيدين الجليلين علي الظاهر ومحمد مظهر الدين ( عليهما السلام ) تبين أنهما من  أبناء السيد منصور بن السيد نعمة بن إدريس بن عبد الله بن الحسين القطعي بن موسى أبو سبحة بن إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم ( عليهم السلام )".

وأوضح" ان المصادر التاريخية تفيد بأنه بعد سقوط الدولة العباسية في زمن هولاكو، كان السيدان يدرسان في جامع الكوفة المعظم، العلوم الدينية وفي نفس الوقت يخدمان زائري السيد مسلم بن عقيل (عليه السلام) بسقيهم الماء، استذكارا منهما  لعطش جدهم سيد الشهداء (عليه السلام) في عاشوراء حتى قاموا بحفر نهر من الفرات إلى مرقد مسلم بن عقيل (عليه السلام) و وصل النهر إلى أطراف النجف وكان ذلك على نفقتهم الخاصة".

استشهادهما (رض) 

 وبين الأمين الخاص للمزار الشريف، قصة استشهاد السيدين الجليلين قائلاً" للسيدين مكانة كبيرة لدى المجتمع في ذلك الوقت، إذ يلجئ إليهما الكثير من المؤمنين للاستماع إلى حديثهما عن سيرة أجدادهم المعصومين (عليه السلام) ولمعرفة الأحكام الشرعية، حتى أصبح هذا الأمر يثير غضب صاحب الديوان الملكي (الجويني)، فنصب لهم العداء وقام باستخدام كافة الأساليب والطرق لعزل الناس عن السيدين الطاهرين، ولكنه لم يتمكن من ذلك، وكان السيدان يردان الإساءة بالإحسان، وقد ازداد غضب الجويني عليهما، فقتلهما ورماهما في بئر دارهم في أواخر شعبان سنة 683 هجرية وبهذا نالوا الشهادة". 

اكتشاف المرقد  

وحول اكتشاف المرقد يذكر الامين الخاص للمزار" ان الاعتقاد السائد قبل اكتشاف مرقدي السيدين ان هناك قبر واحد فقط، وبعد التحقيق الدقيق تبين أن هناك قبرين وليس قبر واحد، وفي عام 1998 تم مراجعة المرجع الديني السيد حسين بحر العلوم (قدس) للتأكد من النسب الشريف للسيدين، وعلى ضوء ذلك بدأ الحفر والتنقيب بحضور وكلاء بعض المراجع العظام، ومنهم الشيخ راضي السلطاني (دام عزه) وكيل السيد الصدر الثاني (قدس)، وجمع من المؤمنين،  اتضح ان هنالك قبرين متحدين مع بعضهما البعض تضمهما غرفة قديمة من الطراز الإسلامي مساحتها (4.5×4.5)م2، وهي السرداب الحالي".

مراحل بناء المزار الشريف

مسؤول وحدة الإعلام في المزار، الاستاذ عماد جواد، تحدث عن مراحل بناء المرقد الشريف قائلا"  بعد التأكد من نسب السيدين الشريفين، شرع سدنة المرقد ببنائه، ألا ان ازلام النظام الصدامي قاموا باعتقالهم بذريعة سرقة الآثار، وبعد تدخل مديرة آثار بغداد العامة انذاك تم منح اجازة بناء المرقد للسدنة، وفي عام 2008 ضم المرقد الطاهر الى الامانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة، والتي قدمت الدعم المادي والمعنوي لإتمام بناء المزار الشريف حتى وصل الى ما هو عليه اليوم،  وما زال الدعم متواصلا لتوسيع المزار الطاهر".

وأضاف" يقع المزار على ارض مساحتها 4 دونم، ومساحة البناء الخاص بالمزار هي (30م ×30م) اما ما تبقى فهو مخصص لاستراحة الزائرين الذين يتوافدون بكثرة لزيارة المرقد الظاهر، خصوصا في ذكرى استشهاد السيدين في اواخر شهر شعبان، حيث يقام مجلس حسيني يحضره خدام  المنبر الحسيني اضافة الى آلاف الزائرين".

المشاريع المستقبلية

وعن المشاريع والخطط المستقبلية قال الأمين الخاص للمزار" لدينا قطعة ارض مساحتها(6 دونم) نطمح ان نستغلها لبناء فندق للوفود الزائرة للمرقد ومدينة العاب صغيرة للأطفال،  وهناك نية لاستغلال قطعة ارض أخرى مساحتها (7 دونم ) في اقامة مشروع استثماري، وذلك من خلال الاستعانة بالعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين لما لهما من خبرة في هذا المجال". 

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك