الإنصاف الشيعي في رد الظلم.. ورسالة الخزي الصدامية


ما إرتكبه النظام المجرم السابق من قتل وتدمير لأهل الجنوب كان من جرائم التاريخ الكبرى، ولم يعاقب الشيعة أحدا كما يتصور المغرضون بعد أن أصبح الثقل الرئيسي للحكم بأيديهم. 

استمعنا الى تسجيلات صوتية ومرافعات حول دور قادة عسكريين سابقين في قمع أهل الجنوب، ومنها ما ورد على لسان الفريق صابر الدوري بقوله لصدام بأنه لو كانت لديهم قنبلة ذرية لاستخدموها( المقصود ضد انتفاضة أهل الجنوب والوسط). وهذا الشخص بقي مع النظام وأشغل بعد الانتفاضة منصب مدير المخابرات ومحافظ بغداد برتبته العسكرية، وسجله السيء في مراقبة الضباط وعوائلهم وما تسبب في أحكام قاسية جدا عليهم كان معروفا. مع ذلك لم يحكم عليه بالاعدام، وحتى أملاكهم في الدور وبغداد بقيت لهم. ومن حكم بالاعدام لم يتجاوز عددهم أصابع اليدين. وإننا لسنا مع عقوبة الإعدام ونعارضها، لكن نذكر هذا للمقارنة بجرائم النظام السابق. 

واليوم تصادف الذكرى الـ 28 لوقف الحرب العراقية الإيرانية( 8/8/1988) الذي أسمته الدعاية الصدامية بيوم النصر!

عن أي نصر يتحدثون؟ 

لقد خاض صدام بتهور وغرور حربا غبية جدا مدفوعا باغراءات رعاع من الجزيرة. وتسبب في قتل مئات آلاف العراقيين ومثلهم وأكثر من الإيرانيين. حرب قادت إلى غزو الكويت والدمار العظيم الذي يشهده العراق اليوم وهو ما وصفته بكتابي قبل نحو عقدين بـ ( حطام البوابة الشرقية). 

لقد تخللت الحرب هزائم شنيعة للنظام وللقوات التي أُبتليت بغباء صدام واستبداده في دزفول الشوش وغرب الكارون والفاو.. أما النصر الذي لم يكن ليحدث لولا دعم دولي فكان فقط وقف الحرب. وأخيرا، وبعد غزو الكويت، استسلم صدام لشروط إيران برسالة الذل التي بعث بها إلى الرئيس الإيراني هاشمي رفسنجاني التي حملت جملة ( وهذا هو كل ما أردتموه يا سيادة الأخ الرئيس). ومرة أخرى أكرر فخري بمعارضتي العلنية للنظام قبل نحو ربع قرن. 

لقد قتل النظام الصدامي المجرم من أهل الجنوب عشرات الآلاف من الأبرياء خلال بضعة أيام، ونشيد بحلمهم وبحبهم للعراق ووحدته وبإنسانيتهم.

 

وفيق السامرائي / خبير عسكري متقاعد

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك