لواء الطفوف .. مواقف إنسانية عظيمة وجهود لإعادة الحياة للمناطق المحرّرة

1468 2017-03-09

كثيراً ما حاول الإعلام المضاد أن يرسم صورة نمطية سيئة عن المعركة المقدسة التي يخوضها أبطالنا في القوات الأمنية ضدّ عصابات داعش الإرهابية، إلا أن هنالك وجهاً آخر لما يحدث، فالإنسانية ومحبة العراقي لأخيهِ تسبق كل شيء.

وقفنا عند لواء الطفوف التابع للعتبة الحسينية المقدسة، لننبهر بتلك المواقف الإنسانية للواء معَ العوائل التي هجّرها داعش من مناطقها، ووقفته المشرفة معها عبر تقديم المساعدات اللازمة لها من الغذاء والدواء وإيجاد أماكن آمنة لهم، فضلاً عن جهود اللواء اليوم إلى المساهمة في تحرير الأراضي المغتصبة وإعادة الحياة إليها.

ويوضّح الحاج قاسم مصلح؛ آمر لواء الطفوف أن "للواء الطفوف وعلى الرغم من مهامه العسكرية في محاربة داعش وتحرير المدن، فهنالك جنبة إنسانية بها في عدّة مناطق، حيث قام بإخلاء العوائل الى المناطق الآمنة وتقديم المساعدات لها من ملبس ومأكل وحتى الامور الطبية وفي جميع المناطق التي شاركنا فيها في بيجي كانت هناك الكثير من العوائل الساكنة وحالها صعب وتعيش مأساة كبيرة فتم تقديم كافة المساعدات لهم، حتّى عمليات نقل المرضى إلى المستشفيات لتلقي العلاج، فضلاً عن المساعدات المالية المقدّمة لهم من قبل العتبة الحسينية".

ويضيف مصلح، "نسعى بعد تحرير المناطق المغتصبة على إعادة الحياة لها مثل فتح المستوصفات الطبية وإنشاء منظومة إسالة الماء، وفتح المدارس لعودة التلاميذ والكوادر التعليمية لها فضلاً عن توفير الكتب المدرسية والقرطاسية، ناهيك أن العديد من المقاتلين في صفوف اللواء هم من الخريجين والمتعلمين حيث ساهموا في إعطاء الحصص التدريسية للتلاميذ وتحفيز الكوادر التدريسية على العودة إلى مدارسهم".

وتابع مصلح حديثه، "في المناطق من الموصل والقيارة كانت هناك عوائل نازحة قدمنا لهم المواد الغذائية والطبية وايضاً وفرنا بعض الادوية والعلاجات غالية الثمن وغير المتوفرة ورفعنا بعض العبوات الناسفة من بعض القرى وفتحنا اسالة ماء في منطقة القيارة ويومياً نزود الماء حوالي (900 الف لتر) وصرف الرواتب للموظفين العاملين على منظومة الإسالة وتوفير الأجواء الآمنة"، مبيناً ان "الاهالي في المناطق المحررة ترغب بتواجد الحشد الشعبي المبارك وله مقبولية ولكن تميز لواء الطفوف بالخصوص لانه اختلط مع الناس وعايشهم، حيث دخلنا في مضايفهم وبيوتهم فصار لدينا علاقات اجتماعية مع هذه العوائل واصبحت لديهم مقبولية كبيرة لهذا اللواء الذي عكس الصورة الإيجابية للحشد الشعبي المبارك وكذلك لجهود المرجعية الدينية العليا في تحرير الأراضي العراقية من عصابات داعش، حتّى أن الكثير من شيوخ العشائر في تلك المناطق طلبوا منا زيارة مثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي للاستماع إلى توجيهاته وتقديم الشكر له وللعتبة الحسينية على جهودها المباركة".

من جهته يبيّن السيد جمال الدين الشهرستاني، مسؤول قسم الاعلام في العتبة الحسينية المقدسة: "في زيارتنا الاخيرة ومعايشتنا مع لواء الطفوف في قاطع عمليات الموصل ولقائنا مع الكثير من الفعاليات المدنية في مناطق مزرعة بيجي والقيارة وسهل نينوى وبعض القرى الاخرى ولقائنا مع الاخوة في مركز تكريت في محافظة صلاح الدين وحتى في منطقة يثرب العمليات التي كان يقودها الاخ المجاهد قاسم مصلح تبين انه قد ترك اثراً كبيراً جداً لدى المواطنين واُخبرنا انهم خيروه السكن في تلك المناطق واعطاءه قطعة ارض مما يملكون مجرد للخدمات التي قدمها لهم وهذه الافعال والاعمال التي قدمها الاخ المجاهد قاسم مصلح لم تكن عبثياً بل هي توصيات المرجعية العليا في النجف المتمثلة بسماحة السيد السيستاني (دام ظله) وتوجيهات الشيخ عبد المهدي الكربلائي امام وخطيب الجمعة في كربلاء".

واضاف الشهرستاني، ان "الجهود المقدمة من قبل اللواء تركت اثراً كبيراً جداً لدى الاهالي والعامل الثاني الذي فاجأني في منطقة القيارة وبعد تفجير الدواعش لآبار النفط والتلوث البيئي اصبحت اجسام اهالي القيارة سوداء من الابخرة والغازات المتصاعدة من ابار النفط (وبالمناسبة هذا ما اخبرني به الاهالي حيث اجريت لقاءات متعددة) حيث انقطاع الكهرباء عن المنطقة وبرودة الجو في فصل الشتاء فقام الاخ المجاهد قاسم مصلح بطلب من المتبرعين وبأموال لواء الطفوف بجلب المواد الغذائية لهم بل جلب الوقود والسخانات النفطية فجهز المنطقة من اجل ان يتمكنون اهالي القيارة من تنظيف انفسهم من هذه المواد وكان هذا العمل في الحقيقة اهم من الغذاء ومن خلال الزيارات تبين ان الناحية الانسانية التي اهتم بها آمر لواء الطفوف موازية للعمليات العسكرية التي قامَ بها وهذا ما يعكس حقيقة العراقيينَ وشجاعة وشهامة الحشد الشعبي".

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك