بواقع شعارات الحسين (ع) يتجدد الدين على الارض

3415 2015-12-03

وجدنا وعلى مرّ التاريخ ان شعائر الحسين عليه السلام ثورة تهز عروش الطغاة حيثما تقام.. ولذا فالطغاة والبكائين على الحسين عليه السلام في حال حرب سجال على مر التاريخ. 

فالشعائر الحسينية خصوصا البكاء على الحسين عليه السلام تحت منابر العزاء ؛ مثار قلق ومشكلة سياسية تاريخية كبيرة تؤرق الطغاة، وهي بالنسبة للطغاة والظالمين  مشكلة معقدة جدا، ترتبط بالدين وتحيله الى محض سياسة.. تدفعه للواجهة من جديد وقد ظنوا انهم جعلوا افتراق الدين عن السياسة من المسلمات! 

ان اتباع الحسين عليه السلام الصادقين؛ هم ثوار الدين الحق شعروا بذلك ام لم يشعروا، لأنهم مدفوعون بعلة نهضة الحسين عليه السلام وهي الرحمة، وحمالين لأهداف وغايات نهج الحسين المظلوم، نبذ الظلم وعداوة الظالمين ، فالشعائر الحسنية هي مظاهر يعبر بها المظلوم عن مظلوميته، والبكاء والعزاء ومجالس العزاء هي تظاهرة كبيرة للمظلوم على ظالمه، بما يرافق ذلك من دعاء على الظالم ولعن ومقت، وهو مباح بنص القران: 

 (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً)( ).

فهل هناك واقع انساني ارقى واشرف وانجع من واقع ثائر مسالم  صنعته نهضة الحسين عليه السلام في تاريق الظالمين وقض مضاجعهم؟!

12- شعارات النهضة الحسينية تحقق حياة ظاهرة ارسال الرسل:

- شعار : هيهات منا الذلة، شعار يحطم البؤس والاستكانة والاحباط ويجعل من رافعيه همم وقمم في القمم.

- شعار : لا يوم كيومك يا ابا عبد الله. شعار يعلي نموذج الاقتداء بابيّ الضيم في يوم قل ناصره وكثر واتره.

- شعار : كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء، شعار يديم النهضة بمثول نهضة الحسين عليه السلام في كربلاء في كل مكان من الارض فقد صنعت واقعا يديم لطف الله ورحمته على الارض ويغذي اهادف الرسل عليهم السلام في نبذ الظلم وعداوة الظالمين.

- شعار : لكل موسى فرعون ولكل يزيد حسين. وهو ذات الشعار الاول فالحسين عليه السلام امتداد الرسل عليهم السلام وبقاءا لظاهرتهم الربانية الكونية.

- شعار : لبيك يا حسين. شعار ارتباط الاتباع بعلل واهداف نهضة الحسين عليه السلام

- شعار : ابد والله لن ننسى حسينا. شعار دوام الثورة بمعاني نهضة الحسين عليه السلام الى الابد.

- وهناك إشارات وشعائر متجددة؛ مثل مراسم شعار؛ ابد والله يا زهراء لا ننسى حسينا، ومثل؛ مسيرات راجلة من كل أصقاع الأرض باتجاه كربلاء، ومثل؛ تبرع للعطاء بلا حدود وبشكل جمعي للباكين في ذكرى الحسين المظلوم عليه السلام، وشعار ركضة طويريج وغيره مما تتفتق عنه معاني حب الحسين عند البكائيين عليه. 

ولولا هذه الشعائر الحسينية  لصار انتقال الخلافة إلى يزيد وأمثاله من الفجرة الطلقاء والأدعياء، ابناء الباغيات ليكونوا خلفاء رسول الله( صلى الله عليه وآله) في عقيدته ومهام رسالته.. لكان هذا الانتقال أمرا عاديا مثل بقية حوادث التاريخ تلقائيا ، ولولا ما صنعه الحسين عليه السلام من واقع بدمه وبنهضتة ظهرت بشعائر الحسين عليه السلام لكان اليوم ؛ الدواعش والقاعدة والنصرة وغيرهم من حثالات التكفير هم ممثلوا الاسلام وحدهم في الارض و فقط، وعندها لضاع الدين إلى الأبد.

فعلى المستوى السياسي ؛ ان شعائر الحسين عليه السلام عززت سيكولوجية بغض الظالمين في المجتمع الاسلامي عبر قرون، وهو بدوره مهمة الرسل عليهم السلام.

وبهذا فإننا نجد حلقات متناسقة مترابطة لها معنى المسؤولية والتكافل، افرزتها نهضة  الحسين عليه السلام و ليس لها مثيل في الأديان والمذاهب الأخرى. 

ضمن ذلك الهيكل السيكولوجي الاجتماعي المحبوك في مجتمع الشعائر الحسينية، يكمن ضمان حفظ الدين وتجدد مهامه، والتمهيد للثورة العالمية الكبرى بقيادة صاحب الامر عجل الله فرجه ، رغم كل ما يبدو انه خلل.

المصادر:

  1) النساء -148.

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك