الجزء الثاني-كيف تسنى لمعاوية الطليق ان يكون خليفة رسول الله (ص)

2802 2015-12-15

حذر رسول الله صلى الله عليه واله كثيرا من معاوية لكن النفاق كان ينخر الامة وكثير من كبار الصحابة كانوا في حياة الرسول يظهرون غير ما يبطنون مع الاسف فكانو سببا في  التلكؤ في الاهتمام لاي من وصياه او تحذيراته صلى الله عليه واله .

فعن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا رأيتم معاوية بن أبي سفيان يخطب على منبري فاضربوا عنقه ، فقال الحسن : فو الله ما فعلوا ولا أفلحوا .

وفي المسترشد- لمحمد بن جرير الطبري:

(ومما نقموا عليه: توليته معاوية بن أبي سفيان وقد سمع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول:( إذا رأيتم معاوية على منبري هذا فاقتلوه). 

 وعن ابن عباس، قال: (سمعت عمر بن الخطاب يقول لأهل الشورى: انكم ان تعاونتم وتوازرتم وتناصحتم أكلتموها وأولادكم، وان تحاسدتم وتقاعدتم وتدابرتم وتباغضتم، غلبكم على هذا الأمر معاوية بن أبي سفيان، وكان معاوية حينئذ أمير الشام). بما معناه ان عمر بن الخطاب كان على علم تام بخطر مكعاوية ربما لانه سمع تحذيرات الرسول صلى الله عليه واله ومن باب التنبيه لمعاوية بان القصعة ستجهز لك.

وأخرج ابن الجوزي عن إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ انّه قال: (لا يصح عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في فضل معاوية بن أبي سفيان شيء).

وأخرج أيضاً عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل انّه قال: سألت أبي فقلت: ما تقول في علي ومعاوية؟ فأطرق ثمّ قال: «إيش» أقول فيهما؟ انّ عليّاً «عليه السلام» كان كثير الاَعداء، ففتش أعداوَه له عيباً، فلم يجدوا فجاءوا إلى رجل قد

حاربه وقاتله فأطروه كياداً منهم له. 

وفي الديث النبوي: (إنّ من المصائب العظام نصب معاوية بن أبي سفيان الطليق ابن الطليق، ابن آكلة الاَكباد، للخلافة والزعامة الاِسلامية، وأنّى هو من الاِسلام، وهو ثمرة الشجرة الخبيثة الملعونة في القرآن، أو ليس هذا من أدهى الدواهي؟ ولاَجل ذلك نرى أنّ الاِمام يصف تلك الحادثة المريرة، بالخطب الفادح والحدث الجليل).

هذه نتف من سيرة معاوية بن ابي سفيان ، ولتكن لنا في ذلك مقدمة معرفة بمهاية معاوية لمن لم يعرفه لدراسة ما روي عنه وعزِّى إليه ، فلنذكر شيئاً من فضائع افعاله وزائغ أحاديثه التي تشهد الموازين على صحّة وقوعها منه. 

اولا-  روى أن سمرة بن جندب أعطاه معاوية بن أبى سفيان من بيت المال أربعمائة ألف درهم على أن يخطب في أهل الشام بان قوله تعالى: " ومن الناس من يعجبك قوله في الحيوة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام - الاية " انها نزلت في على بن أبى طالب [عليه السلام] وأن قوله تعالى " ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله " نزل في ابن ملجم أشقى مراد، فقيل: فعل ذلك.

ثانيا – استلحاقه زياد بن ابيه وجعله واليا على البصرة فقتل فيها ثمانية آلاف من الناس، كما نص عليه الطبرى وغيره.

ثالثا-  روى ابن عرفة المعروف بنفطويه الذى كان من اعلام المحدثين في تاريخه نحو ما تقدم ثم قال ان اكثر الاحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في ايام بنى امية تقربا اليهم بما يظنون انهم يرغمون بها انف بنى هاشم.

من امثال خبر زيد بن ثابت عنه (صلى الله عليه وآله ) قال: أتانى جبرئيل فذكرنى فسألته عن فضل عمر فقال: يا محمد لو جلست احدثك عن فضائل عمر وماله عند الله جلست معك اكثر مما جلس نوح في قومه !!!!!!!!!!!!.

وذلك قليل من كثير وللوقوف على اكثر من ذلك فراجع اللئالى المصنوعة في الاحاديث الموضوعة للسيوطى باب مناقب الخلفاء.

وجاء في (ألف حديث في المؤمن)- الشيخ هادي النجفي (ص: 52)

عن الاصبغ بن نباتة، قال: دخل ضرار بن ضمرة النهشلي على معاوية بن أبي سفيان فقال له: صف لي عليا عليه السلام قال: أو تعفيني. فقال: لا بل صفه لي ؟ فقال له ضرار: رحم الله عليا كان والله فينا كأحدنا يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، ويقربنا إذا زرناه، لا يغلق له دوننا باب، ولا يحجبنا عنه حاجب، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكلمه لهيبته ولا نبتديه لعظمته، فإذا تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم. فقال معاوية: زدني من صفته، فقال ضرار: رحم الله عليا كان والله طويل السهاد، قليل الرقاد، يتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار، ويجود الله بمهجته ويبوء إليه بعبرته، لا تغلق له الستور، ولا يدخر عنا البدور، ولا يستلين الاتكاء، ولا يستحش الجفاء، ولو رأيته إذ مثل في مرحابه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وهو قابض على لحيته يتململ تململ السليم ويبكى بكاء الحزين وهو يقول: يا دنيا إلي تعرضت أم إلي تشوقت هيهات هيهات لا حاجة لي فيك، أبنتك ثلاثا لا رجعة ليى عليك، ثم وآه وآه لبعد السفر وقلة الزاد وخشونة الطريق، قال: فبكى معاوية وقال: حسبك يا ضرار كذلك كان والله علي، رحم الله أبا الحسن). 

رابعا- (عن عامر بن سعد بن ابي وقاص ، عن ابيه ، قال : امر معاوية بن ابي سفيان سعدا ، فقال ما يمنعك ان تسب ابا تراب ؟ فقال : اما ، ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله ، فلن اسبه لان تكون لي واحدة منهن احب إلى من حمر النعم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول له ، وقد خلفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله ، خلفتنى مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : اما ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى الاانه لانبوة بعدى . وسمعته يوم خيبر ، يقول: لاعطين الراية رجلا، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، قال : فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لى عليا، فاتى به ارمد العين، فبصق في عينيه، ودفع الراية اليه، ففتح الله على يديه، ولمانزلت هذه الاية " : فقل تعالوا ندع ابنائنا وابنائكم ونسائنا ونسائكم وانفسنا وانفسكم " دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا عليهم السلام ، وقال : اللهم هؤلاء اهل بيتى).

خامسا- عن ربيعة بن ناجذ، قال لما وجه معاوية بن أبي سفيان، سفيان بن عوف الغامدي إلى الأنبار للغارة، بعثه في ستة آلاف فارس، فأغار على هيت و الأنبار، و قتل المسلمين، و سبى الحريم، و عرض الناس على البراءة من أمير المؤمنين (عليه السلام).

سادسا- سلط معاوية على الامة مجرما زنيما اسمه  بسر بن ارطاة ، وجعله احد القواد البارزين في جيشه ، كان مولعا بالدم وفي تقتيل المسلمين واستباحة أعراضهم وقد أرسله معاوية ، بعد تحكيم الحكمين بقيادة جيش من أهل الشام إلى مكة والمدينة واليمن وأمره ان يقتل كل من يوالي عليا ( عليه السلام ) ولا يدين بولاء آل أبي سفيان ، فقتل في طريقه كل متهم بالتشيع والولاء لأهل البيت ، وخافه الناس ، وقبل ان يدخل المدينة المنورة خرج منها أبو أيوب الأنصاري ، الوالي عليها من قبل علي ( ع ) ، فدخلها بسر بن ارطاة بدون أية مقاومة ، فصعد منبر الرسول في المسجد ، وتوعد من كان فيها من المهاجرين والأنصار وأبنائهم بالقتل ان لم يبايعوا معاوية بن ابي سفيان، ثم قال : اما والله لولا ما عهد إلي معاوية ما تركت في المدينة محتلما الا قتلته ، وأمر الناس بالبيعة لمعاوية ، ومن تمنع عن ذلك امر بقتله ، وأرسل إلى بنى سلمة ، وقال لهم : والله ما لكم عندي أمان ولا اقبل منكم بيعة حتى تأتوني بجابر بن عبد الله الأنصاري ، فذهب جابر إلى أم سلمه زوجة النبي ( ص ) واستشارها بالأمر وكان مما قاله لها : ان هذه البيعة التي يريدها لمعاوية بيعة ضلال ، وأخاف ان اقتل ، فأشارت عليه ان يبايع كما أشارت على ولدها بذلك ، ثم مضى يتتبع المهاجرين والأنصار فمن لم يجده منهم هدم داره ، ومضى إلى مكة ففعل فيها مثل ذلك ، وفي طريقه إلى اليمن قتل جماعة من الأبرياء ، ولما انتهى إليها فر منها عبيدالله بن العباس وكان واليا لعلي فيها فقتل طفلين لعبيد الله وأمهما تنظر إليهما).وكان من نتيجة ذلك ان فقدت عقلها ورثتهما بايات من الشعر رق لها القريب والبعيد .

ومن لطيف ما يروى عن بسر بن ارطأة هذا انه جبان ولا كرامة له ، فقد أغرى معاوية بسرا في يوم من صفين بمبارزة علي ( عليه السلام ) ، باعتباره من  من أبطاله المبرزين ، فلم يجد بسر بن ارطاة سبيلا للتهرب ، ولما دنا من على ( عليه السلام ) وحرك يده بالسيف ، رمى بنفسه عن ظهر فرسه إلى ارض وكشف عورته كما صنع زميله ابن العاص من قبل ، فصرف علي ( عليه السلام ) وجهه عنه ضاحكا ، وبهذه المناسبة يقول بعض الشعراء لاهل الشام :

أفي كل يوم فارس تندبونه له عورة وسط العجاجة بادية

يكف لها عنه علي سنانه ويضحك منها في الخلاء معاوية

فقولا لعمرو ثم بسر ألا انظرا سبيلكما لا تلقيا الليث ثانية 

سابعا – اتخذ معاوية؛ ابن النابغة عمرو بن العاص مستشاره الأول الذي ساهم في جميع الفتن والحروب الدامية التي أثارها سنخه ابن هند ضد علي ( عليه السلام ) لقاء ان يوليه مصر وخراجها مادام حيا ، وتم له الاستيلاء على مصر بعد فشل مؤتمر التحكيم الذي أنتجته معركة صفين ، والتي لعب فيها ابن العاص دورا بارزا إلى جانب معاوية بن أبي سفيان .

 وقد روي ان بن العاص كان يردد في مرضه الذي مات فيه لقد أصلحت من دنياي قليلا وأفسدت من ديني كثيرا ، فلو كان الذي أصلحت هو الذي أفسدت ، والذي أفسدت هو الذي أصلحت لفزت ، ولو كان ينفعني أن أطلب طلبت ، ولو ينجيني أن أهرب هربت ، فصرت كالمختنق بين السماء والأرض لا أرقى بيدين ، وأهبط برجلين.

قال ذلك ابن النابغة وهو على فراش الموت حيث لا يجديه الندم ، ولا تنفعه التوبة ، وكيف يجديه ذلك وقد أراق الدماء وأشعل الفتن ، وافتعل لمعاوية المكائد والحيل ، وأغرى آلاف الناس بتلك الفتن العمياء التي تزعمها هو وسيده ابن أبي سفيان ، وعانى المسلمون من آثارها المصائب والويلات زمنا طويلا ، وقبل ذلك شاغب على عثمان وأغرى الناس بقتله ( كما جاء في الاستيعاب وشرح النهج لابن أبي الحديد ) والتحق بمعاوية بعد ان وجد ان عليا لا يشتري من بضاعته شيئا ولا يعتمد على أمثاله من المنافقين ، ولا يتخذ المضلين عضدا .

 تسعون عاما من عمره  قضاها ابن النابغة بين الكفر والإسلام المزيف لم يخالط الإيمان قلبه ، ولم ينحرف عن الباطل طرفة عين أبدا .

والكارثة في امتنا انه يعتبر من عدول الصحابة ومروياته الكثيرة تحتل الصدارة في صحيح شيخ المحدثين محمد بن إسماعيل البخاري ، وروى عنه البخاري في جملة ما رواه عنه انه سمع النبي (ص) يقول : آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء . 

ثامنا - قال الحسن البصري في معاوية: (لو لم يكن لمعاوية الا واحدة من ثلاثة لكفى ، تأمره على الأمة بغير مشورة منها ولا اختيار والحاقه زيادا بأبيه ، وقد قال رسول الله : الولد للفراش وللعاهر الحجر وإكراه الناس على مبايعة ولده يزيد المستهتر في دين الله ، وقتله لحجر بن عدي وأصحابه البررة ظلما وعدوانا ، فالويل له من حجر وأصحابه .

تاسعا- وقال في معاوية الفقيه سعيد ابن المسيب : (قاتل الله معاوية كان أول من غير قضاء رسول الله ( صلى الله عليه واله ) وقد قال : الولد للفراش وللعاهر الحجر .

هذا بالإضافة إلى تاريخه الحافل بالمنكرات والتنكر للقيم ، ولجميع المبادئ التي جاء بها القرآن والرسول (ص) وأي جريمة بقيت في نفس معاوية ، ولم يشبع منها نهمه وشرهه ، لقد أمضى شطرا من حياته مع أبيه يجاهدان ويعملان بكل ما لديهما من قوة لإطفاء نور الله ، والقضاء على الدعوة الإسلامية التي جاء بها محمد بن عبد الله ، ولم يدخلا في الإسلام الا بعد إذ وجدا ان لا مفر لهما من سيوف المسلمين ، فنطقا بالشهادتين مرغمين ، وتسترا بالإسلام ، وهما يكيدان له ويعملان في جو من السرية والتكتم مع المنافقين لتقويض دعائمه بمختلف الوسائل وكان الله لهما ولغيرهما بالمرصاد يخبر رسوله صلى الله عليه واله والرسول يحذر الامة منهم دون جدوى.

ومن الغريب ان يطعن الحفاظ والمحدثون فيمن كان يساير الحكام ويطمع في جوائزهم ولا يطعنون فيمن كان يشترك معهم مباشرة في الحكم والظلم والبغي وقتل الأبرياء كعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ومروان ابن الحكم وبسر بن ارطاة وأمثال هؤلاء من العشرات الذين روى عنهم البخاري في صحيحه عشرات الروايات ، ولم يجرأ احد من النقاد ان يتعرض لهم بنقد أو تجريح .

ومنهم اسماعيل بن اويس ، وقد ضعفه النسائي ، وقال فيه سلمة بن شبيب ما يوجب طرح روايته على حد تعبير ابن حجر في مقدمة فتح الباري ، كما ضعفه ابن معين والدارقطني وغيرهما ، ولم يستطع ابن حجر ان يثبت إمام الطعون الموجهة إليه ، ولكنه اعتذر عنه ، بانه قد اجتمع بمحمد بن اسماعيل البخاري ، واخرج له أحاديثه لينتقي منها وطلب منه ان يرشده إلى الصحيح من غيره ليحدث به ، واستنتج من ذلك ان البخاري لم يدون في صحيحه الا الصحيح منها.

ومنهم عروة بن الزبير ، احد الحاقدين على علي (ع) الذين كانوا يروون فيه الأكاذيب إرضاء لسيدهم معاوية بن أبي سفيان ، وروى عنه الزهري بانه سمع عائشة تقول : كنت عند رسول الله (ص) إذ اقبل علي والعباس ، فقال النبي ( صلى الله عليه واله ) يا عائشة ان هذين يموتان على غير ديني .

وروى عنها انها قالت : كنت عند رسول الله ( ص ) فقال النبي (ص) يا عائشة : ان سرك ان تنظري إلى رجلين من أهل النار فانظري إلى هذين ، فنظرت وإذا بعلي والعباس قد اقبلا علينا!!!!!!!!!!

عاشرا - من اثار المملكة الاموية التي اسسها معاوية على اساس خلافة رسول الرحمة هو تأمّر مروان بن الحكم وابناؤه على المسلمين بعد يزيد بن معاوية، لكنّه لم يحكم أكثر من تسعة أو عشرة أشهر، فتحقّق فيه كلام الإمام أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه؛ إذ كان قد شبّه قِصَرَ إمارته ب«لَعْقَة الكَلْبِ أنفَه»، ثمّ تسلّط أبناؤه من بعده، فتأسّس الكيان المروانيّ الذي كان له دور خبيث سيّى ء في تشويه المعارف الإسلاميّة ودمار المجتمع الإسلاميّ.

جاء في  المعجم الكبير عن ثوبان: (إنّ رسول اللَّه قال: اُريت بني مروان يتعاورون ( ) منبري، فساءني ذلك.

وفي المستدرك على الصحيحين عن أبي هريرة: إنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: «إنّي اُريت في منامي كأنّ بني الحكم بن أبي العاص يَنْزون ( ) على منبري كما تنزو القردة». قال: فما رؤي النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) مستجمعاً ضاحكاً حتى توفّي .

وفي المعجم الكبير عن أبي قبيل: إنّ ابن موهب أخبره أنّه كان عند معاوية بن أبي سفيان، فدخل عليه مروان، فكلّمه في حوائجه، فقال: اقضِ حاجتي يا أميرالمؤمنين، فوَاللَّه إنّ مؤنتي لعظيمة، إنّي أصبحت أباعشرة، وأخا عشرة، وعمّ عشرة، فلمّا أدبر مروان وابن عبّاس جالس مع معاوية على سريره، فقال معاوية: أنشدك اللَّه يابن عبّاس، أما تعلم أنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: «إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلاً اتّخَذوا مال اللَّه بينهم دُوَلاً، وعباده خَوَلاً، وكتابه دَغَلاً فإذا بلغوا تسعة وتسعين وأربعمائة كان هلاكهم أسرع من الثمرة»؟ قال ابن عبّاس: اللهمّ نعم... قال معاوية: أنشدك اللَّه يابن عبّاس، أما تعلم أنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ذكر هذا، فقال: أبوالجبابرة الأربعة؟ قال ابن عبّاس: اللهمّ نعم .

هوامش البحث:

1  ) شرح نهج البلاغة لابن ابي حديد المعتزلي :ج 4: ص: 32.

2  ) ج:1/ ص:  456

3  ) عن هذا الحديث ؛ قال ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ج 5 ص 110 في ترجمة عباد بن يعقوب: روى عن شريك، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله مرفوعا: " إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ". كما رواه السمعاني في الانساب، ج 3 ص 95 في ترجمة عباد بن يعقوب. ورواه أيضا الخطيب في تاريخ بغداد، ج 12 ص 181 في ترجمة عمرو بن عبيد، عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا رأيتم معاوية على المنبر فاقتلوه ". ورواه أيضا نصر بن مزاحم المنقري في كتاب صفين ص 216 عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رأيتم معاوية بن أبي سفيان يخطب عى منبري فاضربوا عنقه ". قال الحسن فما فعلوا ولا أفلحوا. وفي حديث آخر عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقتلوه "، قال: فحدثني بعضهم قال: قال أبو سعيد الخدري: فلم نفعل ولم نفلح. وفي ص 217 عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يموت معاوية على غير الاسلام ". وعن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله: " يموت معاوية على غير ملتي ". وفي ص 219: عن عبد الله بن عمر قال: إن تابوت معاوية في النار فوق تابوت فرعون، وذلك بأن فرعون قال: (أنا ربكم الاعلى). ورواه الذهبي في تاريخ الاسلام ج 4 ص 312. أقول: لهذا الحديث شواهد عديدة إلى حد التواتر بأسناد كثيرة وألفاظ مختلفة، و من يريد التفصيل فعليه بكتاب " الغدير للعلامة الاميني رحمه الله، ج 10 ص 142 -148)

4  ) كتاب الأربعين- محمد طاهر القمي الشيرازي (2/  62)

5  ) الحديث النبوي (5/  7)

6  ) الحديث النبوي (15/  9)

7   ) امالي الصدوق / 499 ونقل عنه في جامع احاديث الشيعة 16 / 299.

8 ) كتاب العمدة (1/  186).

9  ) الأمالي للطوسي (1/  194)

10  ) كتاب دراسات في الكافي للكليني والصحيح للبخاري (12/8- 15)

11  ) انظر انظر الاستيعاب هامش الإصابة ج 1 ص 162 و 163 وما بعدها وقد عده من الصحابة ومن الرواة عن الرسول ( ص ) جماعة منهم أبو الحسن الدار قطني وغيره .

12 ) الاستيعاب ص 505 و 506 المطبوع مع الإصابة ج 3 : .ص 98 :

13  ) انظر شرح النهج :ج 3 : ص : 167، وحلية الأولياء لأبي نعيم : ص 99 :

14  ) كتاب دراسات في الكافي للكليني والصحيح للبخاري (22/115)

15 ) الطبقات الكبرى: 5/38، تاريخ الطبري: 5/172، الكامل في التاريخ: 2/455، تاريخ الإسلام للذهبي: 4/8، تاريخ خليفة بن خيّاط: 153 وفيهما «سنة إحدى وأربعين».

16  ) تاريخ المدينة: 1/110، البداية والنهاية: 8/44؛ تاريخ اليعقوبي: 2/225.

17  ) تعاوروه: تداولوه فيما بينهم (تاج العروس: 7 / 276).

18  ) المعجم الكبير: 2/96/1425، مقتل الحسين للخوارزمي: 1/173.

19  ) نزوت على الشي ء: إذا وثبت عليه (لسان العرب: 15/319).

20  ) المستدرك على الصحيحين: 4/527/8481، مسند أبي يعلى: 6/63/6430، مقتل الحسين للخوارزمي: 1/173، سير أعلام النبلاء: 2/108/14 نحوه.

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك