(الحلقة الاولى) - معاني الامامة والامام

1408 2016-03-03

 

الامام : هو ميزة الكمال في الخلق:

ان الحسن والجمال المضمونيان يكمنان في حركة الموجودات الى الكمال  اما الكمال هو غاية حركة كل الموجودات والوجود ، لذا فاننا ندرك  من وجداننا الانجذاب وبمسرة لكل ظواهر الكون وموجوداته ونجد فيها الحسن ونستحلي  تناسق حركة الكائنات المادية واتساق مميزات الحياة وانضباط احكام العقل المتجهة الى الكمال.

والكون كله له ميزة كمال وكل كائن له ميزة كمال لامعنى لوجود الكون الكائنات بدون تلك الميزة .

 على سبيل المثال لا الحصر؛ العقل ميزة الكمال في خلق الانسان فلا معنى لخلق الانسان بدون عقل او خلق الناس مجانين!!

لذا نعرف الامام الحق: هو ميزة الكمال في كل كائن فهو المعنى الحسن في خلق الناس: والعصمة التي هي ملاك الامامة الحق هي خلق اخر ارقى من خلق الناس لانها هي غاية خلق الكون كله، ولذا فان ما جاء بالزيارة الجامعة؛ من صفات المعصوم هو علم ممتاز لا يصدر الا عن هذا الخلق الراقي، والطف ما فيه انه جاء  بعنوان الزيارة؛ حيث الامام المعصوم الائمة عليهم السلام يصفهم بواقعهم وبما هم عليه. 

ربما يرى البعض  حين يقرأ تلك الزيارة انه يمدحهم لان اوصافهم هي غاية الاوصاف الكونية في الكمال ، فهي صفات لكائن راق فوق كمال الانسان.. ولكن الواقع ان المعصوم عليه السلام ، انما تأهل واختيار ليقوم بعمل شرعي لا يقدر عليه غيره ؛ وهو بيان صفات الائمة الحق عليهم السلام وحقيقة كونهم فإن غير الامام الحق لا يكون جديرا بوصف الامام الحق وإعلام الناس بحقيقتهم ؟!

وعليه يتقرر منطقيا ؛ ان الأمامة الحق نمط كوني من ارقى الانماط واختيار رباني لبشر من الذراري المصطفاة  للنبوة، لتكليفهم بمهمة إمامة الناس في كل زمان ومكان؛ باعتبار الإمامة لطف من الله تعالى تجسد في منصب كوني لا يمكن إن يشغر مطلقا لا زمانا ولا مكانا طبقا لسنة كونية أمضاها وحكمها جل وعلا .

 واذا كان من واجب البشر معرفة الامام الحق، فمن الذي يعرفنا به اذا كان القاصر لا يحيط بالقادر ، والجاهل لا يعرف العالم ، والاقل مرتبة طبعا دون الاعلى مرتبة؟!

فلابد لنا ممن يصف لنا الامام ممن هو اعلى مرتبة في الكمال كما هو الله تعالى الكامل المطلق في القران الكريم في ايات كثيرة ، او هو الامام  المعصوم نفسه يصف للناس ميزات الكمال في خلقه .

ولذا كان في الزيارة الجامعة علم ممتاز لا يمكن ان نحصله في موضع اخر ولابد لمن يريد ان لا يموت ميتة جاهلية ان يعرف ويتعرف على امام زمانه من خلال الزيارة الجامعة ففيها: 

1-علم لا نبلغه دون معلم معروف معرّف يتكلم عن صفة ذاتية لا يملكها غيره من البشر العاديين. فلا يصح ان يصف القرد الانسان او يعرفه كما لايمكن لانه ادنى في مراتب الرقي منه.

2-لأننا بالفطرة نسعى للإمامة والسيادة والخلافة فالفطرة تكمن في الجعل التكويني لأصل وجودنا على الارض( اني جاعل في الارض خليفة)، ونحن في سعينا الفطري نجد ان كل مميزات الخلافة الحقيقية السامية التي نسعى اليها تتمثل فيمن نزورهم بالزيارة الجامعة. وهم الائم المعصومين وتلك نعمة يمن الله بها علينا تستوجب الشكر.

3-معرفة ائمة الحق بصفاتهم الحقيقية واجب شرعي( ) وعدم معرفته وعدم توليه سيئة لا تنفع معها حسنة في كل ما يصدر عن الانسان. لذا فالزيارة الجامعة هي العلم الممتاز الذي منحنا اياه نبينا صلى الله عليه واله؛ حين دلنا على الامام علي عليه السلام، والائمة من ولده عليهم السلام  في الاشارة من الاول للتالي بالتتابع ثم امامنا الهادي عليه السلام اتماما للنعمة وكمالا للدين.

4-لا يستطيع احد مهما كان، ان يشك ان تلك الصفات هي ارقى ما يمكن ان يبلغه البشر من الكمال، ولذا يصير لزاما على المقتدي، او المتأسي من الناس على نهج يبلغه الرقي والكمال ان يتمسك بسيرتهم لأنها نهج الكمال.

5-ان الذي يشك في تمتع المعصومين من آل محمد صلوات الله عليهم بهذه الصفات سواء من النواصب او ممن فارقه التوفيق ممن ينطبق عليه قول الله تعالى: (واذا جاءتهم اية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسل الله الله اعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين اجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون)  

ان هؤلاء الذين يحسدون الائمة على  فضل الله عليهم ولطفه بالبشر، غير مأسوف عليهم انما ينتظرهم (الصغار) وهو الذل حسب ناموس الله الذي لا يتبدل ولا يتغير ولا يتحول، وان ألاعتقاد والالتزام بمعرفة الإمام الحق ركن أساسي في الدين لا مجال لتركه مطلقا  بل هو الفطرة ذاتها والله تعالى يقول:

 (فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون ) 

فالعصمة هي ملاك الامامة الحق وهي نمط سادس في الخلق فوق خلق البشر، والمعصوم بشر رباني ممتاز لا يمكن لقاصر من البشر العاديين أن يصفه، ويكون لنا فقط وفقط؛ أن نأخذ صفات المعصوم من كلام الله او من المعصوم نفسه، أي من الثقلين العاصمين الذين اوصى بهما رسول الله تعالى كضامنين من الضلال بعده صلى الله عليه وآله، وفي ماعدا ذلك فان العمد الى الابتداء بوصف المعصوم من ذاتنا فإنما هو تجاوز جاهل وجرأة بليد، ليس الا.

 

المصادر:

1) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ( من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية) مسند أحمد 4/96 , حلية الأولياء 3/ 224 , كنز ألعمال 1/103 ح 464 وفي ألمستدرك على ألصحيحين 1/117 , مجمع ألزوائد 5/218 و224 و225, ألدر ألمنثور 2/286 عند ألآية 103 من سورة آلعمرآن، ينابيع ألمودة:117. وفي مسلم): من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية((صحيح مسلم 3/1478 ح 58, ألسنن ألكبرى 8 / 156 , جامع الاصول 4/463 ح 2065, مجمع ألزوائد 5/218, تفسير آبن كثير 1/530 . 

 

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك