لا تعطني سمكة بل علمني كيف اصطاد السمك

6260 2016-08-25

نية الخير اصل في الجعل التكويني للإنسان،المتجسد في فطرته التي فطره الله تعلى عليها، و إن الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها؛ هي الدين لله الحق ..قال تعالى:

(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)  وبنك الفقراء؛مصداق لأداء الفطرة السليمة في النفع والانتفاع. وهناك مثل في هذا التوجه، يقول فيه المحتاج للمحسن:

(لا تعطني سمكة بل علمني كيف اصطاد السمك).

وبنك الفقراء لا يعطي سمكا، بل يعطي طرقا لصيد السمك، ويمنح الشباك، وربما يعلم كيفية صناعة الشباك، وينمح لمن يريد أن يسترزق الله تعالى، ويتكسب من واسع رزقه؛ الفرص تلو الفرص ليمكنه من كريم العيش وحتى قد يسهم في منح تلك الفرص لآخرين هم في حاجة إليها ... هكذا بالتعبير المجازي نختصر توجهات بنك الفقراء.

لقد تبنى فكرة البنك اللاربوي ونظر لها المفكر الإسلامي الكبير السيد  الشهيد محمد باقر الصدر(رضوان الله عليه)، في أطروحته المعروفة؛ (البنك اللاربوي)،وقد كان ذلك في وقت لا يعرف فيه العالم غير الربا والمفاهيم الربوية في سياسة المال والاقتصاد.

وقد كانت البنوك ولا زالت تخدم الأغنياء فقط وتقدم لهم القروض، ليزداد الأغنياء غنى، وهم الفئة الأقل في المجتمع  ولتنحدر الفئات الأكثر من البشر إلى مستويات متدنية من الفقر.

انه كمال الإسلام وخاتميته، فان كان هناك قصور، فانه في الذي لا يفهمونه، وان مجرد صدق الأيمان بالإسلام يمثل دافعا للبحث عن بدائله الكاملة في حلول كل مشاكل العصر، ومنها الفقر.

إن الله تعالى هو الرزاق ذو القوة المتين، والمعصوم (ع) يقول: ما جاع فقير إلا بما متع به غني، أو لا يجمع مال إلا عن بخل أو حرام، أو كما يقول أمير المؤمنين(ع) : ما رأيت نعمة موفورة إلا وبجانبها حق مضيع.

ولو أن قاصد الخير؛ فتش عن طرق الإسلام في تنمية المال، لما عدمها، ولو أن الفقير التزم الإسلام وآمن أن الله تعالى تكفل رزقه مقابل مجرد السعي وطلب الحلال، لوجد الله عند حسن ضنه .

 لذا فان واجب المسلمين عموما والمراجع وأصحاب الأموال خصوصا، إنجاح تجربة البنك اللاربوي مقابل البنوك الربوية، وتحقيق المفاهيم الإسلامية على الواقع بدل المفاهيم غير الإسلامية، والتعامل بالبدائل الإسلامية في كل مجالات الحياة بدل بدائل الشيطان، فان الخير كله فيما أختاره لنا لله عز وجل، والشر كله في مجانبة خيارات الله تعالى لنا

ولو تعاون قاصدي الخير من الأغنياء لوجه الله، مع الفقراء طالبي الرزق الحلال من الله، لبلغ الكل غاياتهم، ولفاز الجميع برضا مولاهم جل شأنه، ولصب عليهم الله تعالى الخير صبا.

قال تعالى:

( ولو ن أهل الكتاب امنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم، ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما انزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون) 

والأمة المقتصدة؛ هي الأمة التي تبحث عن رضا الله في أحكامه، وتجنب مخالفتها، والبنك  الذي ننشده هو البنك اللاربوي .. بنك الفقراء، والفقراء عيال الله.

بنك الفقراء تحري حكم الله الأنجع، إلى عيال الله الذين هم بحاجته.

فهدف البنك وغايته؛هي التنمية البشرية، التي من أهم معانيها ؛ تحسين نوعية الإنسان ذاته أفرادا وجماعات، وللبنك في تحقيق هذه التنمية وسيلتين هما:

أولا:- تغيير المفاهيم الربوية السائدة في التعاملات الاقتصادية ببدائلها الإسلامية، فمن قسوة الربا والشروط الربوية إلى رحمة الأيمان والتعاون الأخوي لله وفي لله، وطلب التوفيق من الله تعالى معززة بخدمة بعضنا لبعض، عمل وعبادة.. والعمل في الإسلام عبادة راقية.

ثانيا:- بما إن العمل  مع بنك الفقراء بضمانات الله تعالى فقط ، فهو إذاً عبادة، والعبادة تتطلب التطهر من الأوساخ؛ إذ هي جلباب الفقر، فلابد من النظافة، ولابد من التحرر من ألامية والجهل، حيث يعشش الحسد والتناحر.

ان العمل الجماعي أو حتى الفردي بالاستشارة من أجل تنمية متكاملة يتطلب بالضرورة مجتمع متعاون على البر والتقوى التي يوصينا بها ديننا، ونبذ الحسد  وعوامل الفرقة .

ومن اجل هذا لابد من العمل المنظم الذي تتحقق به كل عوامل التنمية والتطور.

وكذلك لا بد من توفر الصدق وحسن النية في العاملين و العملاء الذين يبتنى بهم المشروع الخيري هذا.

وعليه ابتدءا، وكما هو مفترض؛ يجب أن يكون هناك رأسمال بمقدار معقول، بيد أمينة، وعقل حازم تحيط به ثلة مؤمنة مخلصة متطوعة، غايتهم قصد القربى إلى الله دون ي ضميمة أخرى.

تعريف بنك الفقراء:

هو مؤسسة مالية خدمية توفر رؤوس أموال بصورة قروض بدون ضمانات مالية لتشغيلها، في مشاريع مجدية لضمان اجتماعي للإفراد الفقراء والمجموعات الفقيرة.

وهنا جملة حقائق تتعلق بهذا التعرف لابد من بيانها؛ وهي:

بنك الفقراء هو بحد ذاته استثمار لرؤوس أموال من مصدر حلال في مشاريع يديرها الفقراء أنفسهم كمقترضين وكمدخرين وبشروطهم هم لا بشروط البنك.

وفي مستقبل عمل البنك؛ يمكن فتح أبواب الادخار والإيداع للمشمولين بقروض البنك، إذا نجحت تلك المشاريع التي أقاموها بالتعاون مع البنك، وقد يكونون مساهمين في البنك في تطور لاحق.

ويمكن للبنك أن يسهم في مشاريع إسكانية او زراعية او صناعية، أو خدمية كبرى لصالح الفقراء في مناطقهم ضمن حدود القيمة الحدية لرأسمال البنك.

ويمكن للبنك أن يسهم في السوق بكل أبوبه وأصنافه ليحدد القيمة للسلع الاستهلاكية الإستراتجية التي يحتاجها الفقراء، وقيمة العمالة لتي يشكل الفقراء عمادها ومادتها، وهو بذلك يمكن أن يسهم في مشاريع للنقل التي تؤثر في قيمة العمالة وفي السلع.

إذاً لابد من التوكيد على أن بنك الفقراء له غاية سامية واحدة ؛ هي توفير العيش الكريم والحياة المتطورة نحو الأفضل للناس المحرومين، من خلال تحرير الإنسان من الفقر 

وبنك الفقراء يوفر فرصة حقيقية للأخيار من الناس  للاشتراك بعبادة خالصة لوجه لله تعالى من خلال إسهامهم في التطوع للعمل في نشطات البنك في مناطقهم الفقيرة و غيرها او للإسهام في رفع القيمة الحدية لرأسمال البنك ليطور ويوسع قروضه ومشاريعه، أو حتى من خلال الإيداع أو الادخار بدون فوائد أو تقديم الهبات المالية والبنايات كي تستخدم من قبل البنك... 

ويقبل البنك كل ما يسهم في تنمية بشرية متوازنة مطردة في المجتمعات الفقيرة، لأنها جوهر غايته.

يبدأ العمل لإخراج البنك إلى الوجود بخطوات هي كالتالي:

1-الخطوة الاولى:

          خطوة المسح البحثي الموثق اللازم للبيئة اوالهدف المقصود بالتنمية:

لكي يبدأ العمل في بنك الفقراء لابد من دراسة اجتماعية اقتصادية مجدية للمجتمع او البئية التي يراد تنميتها ،دراسة مكرسكوبية موثقة، لكي يتم تحديد المعلومات التالية بدقة كبيرة جدا:

_ العوائل الفقيرة والتي تعيش دون خط الفقر ،ونسبتها في المجتمع، بالأسماء والعناوين.

_ الفئات العمرية عموما، والفئات المنتجة خصوصا(بالأسماء والعناوين).

_ العاطلين والعاطلات عن العمل واختصاصاتهم او مؤهلاتهم ومهاراتهم( بالمعلومات الكاملة).

_ التوجه الغالب لذالك المجتمع، كأن يكون زراعي او صناعي او تجاري...او ربما خليط.

_ المشاريع الصناعية اوالزراعية أو التجارية أو الخدمية المجدية التي تنمي ذلك المجتمع.

_ الأشخاص المتطوعون مجانا للعمل في بنك الفقراء في ذلك المجتمع..لتحديد ما يلي:

أ – وجوه المجتمع( القادة الدينيين، شيوخ العشائر، مختاري المحلات، الأساتذة والمثقفين).

ب_ أصحاب المؤهلات والمهن للإشراف على المشاريع.

ج_ المتبرعين بقطع الأراضي او الأبنية  او الأماكن اللازمة للعمل.

د _ المتطوعين للخير في كل وجه للإسهام في توجهات البنك من اجل التنمية الاقتصادية خصوصا والاجتماعية عموما.

2- الخطوة الثانية:

على ضوء الدراسات الدقيقة المنجزة في الخطوة الأولى يتم من قبل القائمين على البنك وضع إستراتجية عمل البنك  والمساحة الجغرافية التي ينشط فيها، موزعة إلى أقاليم ومناطق ومحلات ثم أحياء أو قرى..ثم بعدها اقتراح و تحديد المشاريع أو الأشخاص العاملين والمستفيدين مجموعات وأفرادا.

3- الخطوة الثالثة:

وهي خطوة المتابعة والتطوير، تتم من خلال ما ترتب في الخطوة الثانية من استراتيجية مرسومة وتقسيم جغرافي لعمل البنك ،يقوم المسؤولون عن البنك  بتعيين لجان للمتابعة في التنفيذ والرقابة، تنسق بين المستفيدين والمسئوولين عن البنك، باعتبارهم فروعا للبنك في تلك المناطق مسؤولين عن تنفيذ إستراتجية البنك ومسئولياته في مناطقهم.

رأسمال لتنمية البيئات الفقيرة دون ربا:

هناك مفاهيم اقتصادية غير ربوية في معاني راس المال المستثمر في مشروع ما، لابد من فهمها والاعتبار بها وهي:

1-الكفاية الحدية لراس المال المستثمر لإنجاح المشروع.

والمقصود بالكفاية الحدية؛ عنصران هما:

أ‌-الغلات المتوقعة من أصل راس المال، يغل دخلا كي لا يموت المشروع، أو يتوقف عند الخطوة التالية.

ب‌-ثمن العرض؛ وهو تكلفة إحلال أصل رأس المال هذا، باعتباره مصدر ذلك الدخل المتوقع.

والغلات المتوقعة؛ هي ما يتوقعه المستثمر الحصول عليه من قيام هذا المشروع، ولكن المستثمر هنا هو قاصد الخير والساعي فيه.. ولا تختلف هنا المفاهيم؛ فقاصد الخير يتمنى دوامه ودوام نفعه، وهو متحقق بمجرد تشغيل عاطل عن العمل، وإسعاد عائلة بائسة أو حفظ كرامة مجتمع، والساعي في الخير يطلب الزيادة منه وهي متحققة بمجرد النية في السعي إليه.

2-يمكن ان نحصل على راس المال بالكفاية الحدية من المصادر الحلال التالية:

أ‌-المصدر الأول: المراجع الدينية من الحقوق( الخمس والزكاة وثلث الإرث لأغنياء الأموات...)، فذلك مما لاشك بجدواه وبنجاعته ورضا الله فيه، ولكي يتوفر البنك اللاربوي بشرطه وشروطه في بنك الفقراء.

ب‌-المصدر الثاني: ميسور حال متطوع للخير، من كبار أصحاب رؤوس الأموال، يطلب وجه الله الكريم، فهو يريد التجارة مع لله تعالى، فيكون بنك  الفقراء هذا صدقة جارية، بل من أفضل الصدقات الجارية على الإطلاق إذا كان حقا (إطعام جائع خير من بناء جامع).

ت‌-هيئة اجتماعية إنسانية، أو مؤسسة تنمية بشرية توظف أمولا في مشاريع غايتها إنعاش الحياة الاقتصادية للمحرومين.

ث‌-لجان محلية متطوعة في المناطق الفقيرة تتصل في أبنائها الميسورين خارج الوطن، او داخله لتجمع التبرعات وتقبل الهبات وتعلم المراجع بنيتها القيام بمشروع تنمية بشرية ، ثم تتبنى إسلوب البنك اللاربوي؛ بنك الفقراء.

ج‌-ملاحظة مهمة:

وعلى هذا فعلى صاحب هذا المشروع الإنساني الإسلامي الكبير ، أن يضع نظامه الداخلي وفق معايير وضوابط لاختيار العاملين والعملاء، حيث لاضمان مالي هنا، لان هذا البنك في مبناه ومتبناه وتوجهاته وغاياته، خير وللخير فقط، ووجود شخص مهما كانت مكانته الاجتماعية لا يفهم ذلك، او لأي سبب كان، يفشل في استيعاب هذه الغاية، فسوف يمثل عثرة كبيرة في أداء البنك.

ولذا فلابد من المتابعة الحريصة في مسيرة البنك كالحرص على صحة الصلاة، لأن الاثنين عبادة يجب أن يقدما إلى الله تعالى على الوجه الأكمل.. ومن اجل ذلك لابد من :

1-تبني النظام المؤسساتي الدقيق، مع نظام صارم للتوثيق ألحاسوبي بالحصانة والأرشفة.

2-اختيار الأشخاص وفق دراسة تزكية ، ومؤهلات.

3-تبني نظام المحفزات بالنسبة للموظفين الدائميين، والتعريف بشكر المنعمين كسنة بالنسبة للمتطوعين والمحسنين، مع نظام للمسائلة والتقييم لأداء البنك ، والفحص والمتابعة والرقابة باستمرار.

4-إقرار نظام خاص بالتطوير والتأهيل والإعداد الدائم للعاملين والمتعاملين والعملاء.

5-لا يمكن العمل بأي  توجيه دون أن يكون له اصل شرعي او من النظام الداخلي للبنك.

آليات عمل البنك

 ابتدءا من أول خطوة  إنشاء البنك إلى إنجاز تمام مهامه نتبع ما يلي:-

1-تشكل هيئة تحضيرية مهامها إنشاء البنك، وهي مجموعة خبراء يحظون بإقرار وثقة الممول، أو مباركة الجهة الخيرية المانحة لرأس المال، تعمل على ما يلي:

أ - مفاتحة الجهات الرسمية في البلد للحصول على الأجازات الرسمية  وكل الموافقات المطلوبة لعمل البنك .

ب- إجراء البحوث والدراسات اللازمة لتحديد ما يلي:

* - جغرافية المناطق المشمولة بعناية البنك، حسب الكفاية الحدية لراس المال.وتقسيمها إلى أقاليم، ففروع فأحياء أو قرى

* - فتح سجلات مسحية إحصائية اقتصادية اجتماعية ،من اجل تنمية بشرية مطردة، وفق إسلوب التوثيق أللاليكتروني ال(Access)، بمعلومات دقيقة عن كل المشمولين بقروض البنك، وحسب نظام البار كود(Barcode ) وطبقا للدراسات المعدة في الخطوة الأولى من هذا البحث(ص 7).

* - فتح المقر الرئيس للبنك وتزويده بالمعدات والأجهزة والوسائل والوسائط اللازمة لبدء العمل

ب- تعين رئيس مجلس إدارة البنك، ومنح الثقة لفريق عمله الذين يختارهم هو، وتسليمهم البنك.

2-  يقوم رئيس وأعضاء مجلس إدارة البنك بتعين واختيار لجان اقتصادية مؤهلة لزيارة الفروع، والأحياء والقرى لفتح لجان البنك على ضوء الدراسات السابقة، وتوصيات الهيئة التحضيرية لبدء العمل هناك. وعلى تلك اللجان أن تقدم إلى مجلس إدارة البنك بعد نهاية الزيارة المعلومات التالية:

             أ- المشاريع الفردية والجماعية ؛ التجارية والزراعية والصناعية والمهنية والخدمية التي يمكن الاستثمار فيها لإنعاش المنطقة ومكافحة الفقر ، مرتبة حسب الاولويات.

           ب- أسماء المتطوعين من أبناء المنطقة  للعمل مع البنك ، وماهية العمل التطوعي زاء كل منهم، مع تقييم مدروس لسيرهم الذاتية مقرون بما تطوعوا له.

            ت – امكانات أبناء المنطقة للإسهام في تمويل مشاريع مقابل الاكتتاب في أسهم إضافية لرأسمال البنك ورفع قيمته الحدية.

 3- تدرس إدارة البنك، نتائج زيارات اللجان الاقتصادية، لتقييم جدواها ، ثم تحدد ما يلي:

أ- المشاريع المجدية اقتصاديا(بضمان الحياة وليس الأرباح)، والمنعشة اجتماعيا، والمتوافقة مع هداف البنك وغاياته السامية، وحجمها البدوي وامكان تطورها.

ب – تقديم تقدير كلفة لكل مشروع بدقة كبيرة.

ت – تقديم أسماء المستفيدين من كل مشروع، مع تقييم حصري إزاء كل منهم.

ث – اتخذ القرارات بتحديد المشاريع والموافقة عليها فورا.

4- البدء بمنح القروض للمستفيدين أفرادا وجماعات، طبقا لما يلي:

أ – للمشاريع ذات الاولويات المحددة من قبل للجان الاقتصادية والتي صادقت عليها إدارة البنك.

ب- أقساط القروض متناسبة مع حجم الإنجاز .

ت – في حال زيادة الكلف الحقيقية على الكلفة التقديرية، تمنح الزيادات للمستفيدين كقروض على المشروع، حسب الواقع.

5- بعد بدء العمل في المشاريع، يقسم مدير إدارة البنك أعضاء الإدارة إلى لجان تقييم ومتابعة.مهامهم تقديم تقارير دورية عما يلي:

أ- مقدار تطابق الأداء في المشاريع مع السقوف الزمنية للإنجاز.

ب – تطابق نسبة لإنجاز مع الكلفة المقدرة .

ت – تطابق الأداء مع المواصفات الفنية للدراسة الأساسية للمشروع.

ث – في الإنجاز وادوار التسلم والتسليم بين البنك واللجان في الأحياء والمدن والفروع.

6- يجب أن تكون هناك شعبة للرقابة المالية برئاسة رئيس مجلس الإدارة تنجز المهام لتالية:

أ- إتمام الكشوفات وخلاصتها؛ عن كل نشاطات البنك في عمله، وفي مشاريعه.

ب- إتمام كشوفاات عائدات الأرباح والفوائد والخسائر.

ج- مطابقة كل تلك الكشوفات ، وإعلام مجلس الإدارة بخلاصة عملها الرقابي مع توصيات بما يجب عمله، لبلوغ الحال الأفضل وكيفية الاستفادة من الأخطاء، إن وجدت.

إمكانيات التوسع في نشاطات بنك الفقراء:

هناك ارتباط وثيق بين ازدهار لاقتصاد، وازدهار الحياة الاجتماعية لمجتمع ما، وكذا من الناحية السياسية نجد أن التابع اقتصاديا لابد أن يكون مقهورا سياسيا، وان المأخوذ بحاجاته ؛ مأخوذ بيده في كل مجال وعلى كل صعيد.

لذا فان تحرير الإنسان اقتصاديا، والذي عبرنا عنه ببساطة ومجازا؛ بتعليمه كيف يصطاد السمك، أفضل من أن تعطيه سمكة، ذلك بتقدير أن المخاطب خيّر وان قصده في الإعطاء هو وجه الله تعالى لا غير.

يقول محمد يونس، وهو بروفيسور من بنغلادش، وهو صاحب التجربة الكبيرة في بنك الفقراء:

(إن الفقير؛ إنما هو بالحقيقة مفقر من خلال منظومة من الرؤى والممارسات الاجتماعية التي تؤدي لأستمرر حالة العوز، وأول هذه الرؤى؛ النظرة السلبية للفقير على انه شخص يفتقر إلى المهارات المهنية الخاصة، وان الفقراء لا يمتلكون إلا الجهد لبدني، وإنهم بدون اكتساب المهارات لن يكون لهم قيمة في سوق العمل. وفي هذا مغالطة كبيرة ؛ حيث الأثرياء من اصحب هذه النظرة؛ هم ول مستفيد من مهارات وجهود الفقراء، بل ن جزءا من الدخل لقومي يأتي من خلال مجهوداتهم. 

وثاني هذه الرؤى ؛غموض تعريف الفقير، أو تحديد معناه،مما يؤدي إلى أن تظل برامج مكافحة الفقر طريقها.)

ويرى أن من الأسلم تحديد فئات الفقراء على أساس معيار الدخل- الممتلكات(Income-Asset Criterion) ، فعلى هذا الأساس؛ يمكن تحديد عدد من شرائح المجتمع من الفقراء.

وهناك هوة أخرى في طريق التنمية البشرية؛ هي أن البنوك الربوية – وهي ما تتواجد اليوم محتلة الساحة الاقتصادية كلها- تحجم عن إعطاء الفقراء قروضا، بسبب ربويتها أولا ، ولأنها تفرض شروطا وضمانات يعجز الفقير عنها، مما يسهم في زيادة فقر الفقراء ورفع غنى الأغنياء.

فالأتمان(Credit) الذي يطلبه البنك الربوي للقرض، هو المانع الذي يقف في طريق الفقير للاستفادة من البنوك الموجودة الآن.. بمعنى ن الأتمان صار ضد  فائدة الفقير وإنتعاش حاله للأفضل، في حين تتشدق الدول الغنية خصوصا، بحقوق الإنسان ؛حيث الأتمان حق أساسي من حقوق الإنسان( (Fundamental Human Rightsحسب للوائح الدولية!!

فمن حق الإنسان أن يتأمن له المأكل والملبس والمأوى والتعليم والرعاية الصحية، وفي ذلك مفارقة مضحكة مبكية.. وهي مشكلة حلت بقول لله تعالى: ( احل لله لبيع وحرم الربا ).

وهناك مفارقة أخرى مصطنعة للفقراء؛ وهي ما يتحدد (بمكافحة الفقر ، وخلق فرص عمل للفقراء)، فان بعض تلك الفرص تخلد الفقر ، خصوصا في الأعمال التي يقل فيها الدخل عن أدنى حاجات الإنسان للعيش.

أما بنك الفقراء؛ فيفتح بابا للعيش الكريم بالإقراض دون شروط ، وباب ثان للادخار لمن يتمكن، وباب ثالث للإسهام في البنك...ليعمل هو وبأسلوبه على التنمية لاقتصادية من كل أبواب الخير التي شرعها لله جل شانه.

فهناك صندوق للادخار يفتح في كل فروع ولجان البنك للادخار الفرد والجماعي، ويمكن ان يكون على شكل اكتتاب مقابل سندات مساهمة للبنك.

 والاكتتاب أسلوب معروف، حيث يعطي البنك مقابل مقدار محدد  مدخر سهما من أسهم البنك لصاحب ذلك المبلغ المدخر، فيكون له نصيب في أرباح مشاريع البنك.

مراحل اخرى للتنمية البشرية يمكن ان يسهم فها بنك الفقراء:

إننا قد امرنا من قبل أهل بيت الرحمة (ع) ؛ بالصبر والكتمان ونظم الأمور، وان مجرد سريان ثقافة التوجه للبدائل الإسلامية بدل  البدائل الربوية السائدة؛ يخلق حالة اجتماعية تعاونية تراحمية رائعة، أما إذا تعززت ماديا بالربح والتكافل، والتنمية المستمرة، والتوسع العمراني والخدمي، فان ذلك يعزز الثقة بدين الله الحق ، والعودة إلى إحكامه.

إن أطروحة البنك اللاربوي التي أطلقها الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر(رضوان لله عليه)،لم تكن من فراغ بل كانت من صميم الإسلام الكامل، الذي جاء خاتما للشرائع، إلا أنها بقيت نظرية لم تر النور بشكله وجوهرها الحق، كي يلمس العالم صدق الإسلام في علاجه للمشكلات وتصديه للاستجابة لكل الحاجات و للإجابة على كل التساؤلات ، وانه يصلح لكل زمان ومكان.

إن صندوق الادخار يحتمل الربح والخسارة، كما تحتمل أسهم الشركات الربح والخسارة، لكنه هنا ربح مشروع أو خسارة مقبولة، باعتباره خيار الإنسان لفعله وهو مسئول عن خياره لا غيره.

إن الشعور بنشوة الربح  يتصاعد مع الجماعة ويتخفف الشعور بالإحباط معهم، فمع بنك الفقراء لا شعور بالخوف من الخسارة ، بل شعور بالسعادة الجمعية دوما..( تعب مع الناس عيد).

فالعمل مع بنك الفقراء (البنك اللاربوي)، سلوك جمعي يعزز سيكولوجية الضمان والاتمان والتنمية، ولا حيز للخوف من الخسارة أو من المديونية المذلة للمستكبرين والمتعالين.

وعلى هذا فقد جاء بنك الفقراء ليس لمكافحة الفقر، بل للتوسع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعاملين والمتعاملين والعملاء،من خلال فتح الابوب التالية:

1-الاكتتاب بجزء من الإرباح لإعطاء أسهم في البنك أو في المشاريع الموسعة للبنك.

2-فتح مشاريع إسكان ومشاريع خدمية وصحية لفائدة المستفيدين من البنك.

3-التوسع في شمول شرائح أوسع من المجتمع مع توسع أرباح البنك بمشاريع جديدة للفقراء، وكما يلي:

أ‌-مشاريع إسكان الفقراء.

ب‌-مشاريع خدمية ثقافة صحية تعليمية.

ت‌-مشاريع تجارية وأسواق للسلع الإستراتجية للفقراء.

ث‌-مشاريع اقتصادية سياحة ومشاريع نقل.

ج‌-مشاريع مهنية صناعية وحرفية.

ح‌-مشاريع زراعية لإنتاج المحاصيل الإستراتجية للفقراء.

اولا – مشاريع اسكان الفقراء:

وهو من المشاريع المحفزة والساندة لأهداف وغايات بنك الفقراء السامية.. ثم إن توفير سكن للفقير يعتبر من أهم ميزات العيش الكريم، ولذا فان نجاح المشمولين بقروض البنك في مشاريعهم، يعتبر بالنسبة لهم جسر عبور للفوز بفرصة للحصول على مسكن وهذا مما يجب أن يعلمه جميع العاملين والمتعاملين مع البنك.

يتعاقد البنك لبناء مجمع سكني تتوفر فيه كل الخدمات بما فيها النقل. وتقدر كلفة الوحدة السكنية، ثم تدرس قيمة الإقساط التي تؤخذ في الواقع لتشكل في مجموعها رأسمال لمشاريع أخرى للبنك، في حين تعتبر الوحدات الصحية، والأسواق ومحطات النقل ومحطات الوقود...رافدا ماليا لديمومة الخدمات المقدمة للمجمع والتوسع فيها.

ولكي تتكامل وسائل العيش الكريم للمجمعات السكنية العائدة للبنك تستمر متابعة أمور الساكنين من قبل لجان تابعة للبنك.

ثانيا- مشروع أسواق الفقراء:

تتولى جمعية تعاونية تتكون من مجموعة متطوعين متعاملين مع البنك ،  دراسة يتم من خلالها تنظيم قوائم باحتياجات فقراء المنطقة الأساسية والإستراتجية؛ في المأكل والملبس والمنزلية، وفق قوائم بالمواد المطلوبة وكلف شرائها واصلة مرتبة في المحلات وكلف المحلات المؤجرة والمبتاعة، وعن النسب المناسبة للربح للبيع المباشر او التقسيط .

وهناك دوما طريقة للتصرف بالإرباح لتنمية العوائل الفقيرة عن طريق قيام اللجان المحلية بتشخيص العوائل الأشد فقرا وزيارتها وتقديم ما ينقصها من مواد السوق وحسب الاولويات.. على أن تركب في دار المستفيد حصّالة يوضع فيها مبلغ يومي أو أسبوعي أو كلما كان ذلك ممكنا، ليأتي المفوض عن تلك الجمعيات التعاونية، ليفتح الحصالات ويأخذ ما جمع فيها مقابل وصل يضعه  في الحصالة نفسها ، حتى يتم استيفاء المبلغ كاملا.. وفي حال استكمال المبلغ وهذا في الواقع أسلوب ومحفز للعائلة على الادخار، ومن اجل حصول العائلة على مادة أخرى من مواد السوق من ذوات الأعمار الطويلة، تجهز العائلة وبنفس الطريقة بمادة ثانية وثالثة  وهكذا حتى يعمّر البيت بكل احتياجاته مع مرور الوقت. 

إذن في مرحلة متطورة من نشاط البنك، يكون لابد لكل لجنة محلية من لجان البنك، أن تتولى إدارة جمعية تعاونية لتزويد الفقراء بحاجاتهم من المواد الأساسية في المأكل والملبس والأساسيات في مواد وأثاث البيت.

ولهذا لابد من أن يمسك في كل جمعية تعاونية سجل برأسمال السوق والمستفيدين منه والأرباح، وفق نظام مصرف دقق وأرشيف موثق جيدا خاضع للرقابة المالية التابعة للبنك ونظامه.

ثالثا- مشاريع تجارية وصناعية وزراعية:

تدرس في اللجان والفروع  وفي مجلس إدارة البنك التوجه الغالب لسكان المنطقة التي ينشط فيها البنك، والتي يتواجد فيها فقراء ومتطوعين، يريدون أن يستفيدوا من البنك في إقامة مشروع ما.

 فمثلا في المناطق الزراعية أو قرى الاهوار أو قرى مربي الجاموس أو في المناطق التي يمكن فيها تصنيع المنتجات الزراعية...في مثل هذه البيئات الفقيرة ذات التوجه الغالب، يمكن للبنك تمويل مشروع ما ، حسب توجه الأهالي هناك، وحيثما ما كانت الجدوى الاقتصادية لتنمية اجتماعية على الصعد التالية:

1-يمكن للبنك أن يمول فرداً بقرض وفق نظام البنك لاستصلاح أرضه وزراعتها بمحصول استراتيجي، أو بما يحتاجه سوق الفقراء، ويمكن ن يجهز من قبل البنك بالمكننة الزراعية، إذا كان مؤهلا لاستعمالها أو تدربه عليها إذا لم يكن مؤهلا. وذا ما أثبت الفرد جدارة في استثمار القرض في استصلاح أرضه وتحقيق نتائج مرضية في مستواه ألمعاشي وفي ربحه، فان البنك عنده حوافز أكثر لاستمرار التعاون مع الجديين، من خلال إشراكهم في نشاطات أوسع وأكثر فائدة.

2-على صعيد الجماعات؛ والجمعيات التعاونية الزراعية، يمكن للبنك أن يمول بقروض حاجات الجمعيات التعاونية للمكننة والأسمدة والبذور والتأهيل المهني والفني، مقابل أرباح بسيطة وأقساط ميسرة ، وهي بالتالي لتنمية البيئات الفقيرة في مناطقهم.

3- يمكن للبنك أن يمول مشاريع زراعية أو تجارية أو صناعية او مهنية؛  وفق دراسات جدوى يعدها متطوعون مع متخصصين من البنك لإنعاش المنطقة اقتصاديا واجتماعيا.

4-يمكن للبنك أن يتولى تمويل مشاريع صناعية إذا توفرت في المنطقة الامكانات الفنية من أبناء الفقراء، والجدوى الاقتصادية، والمواد الأولية، والتوابع المنجحة للمشروع، كجودة المنتج وامكان تطويره وامكان زيادة الطلب عليه.

5-ويمكن للبنك أن يمول مشاريع تجارية صغيرة تسهم في التنمية البشرية للمنطقة الفقيرة؛ كسوق للفقراء أو شركة نقل ومواصلات أو مستوصف خيري أو محل متخصص لبيع مواد تحتاجها المنطقة في توجهها الغالب.

رابعا- مشروع النقل:

بعد دراسة دقيقة لخطوط الطرق التي تخدم أبناء مدينة من مدن الفقراء أو الأحياء الخاصة بهم يتحدد عدد ونوع السيارات اللازمة لتكوين أسطول خدمي يتضمن متطوعين ومستفيدين في نفس الوقت من أبناء الفقراء.. فهم متطوعون لأنهم سوف يلتزمون بنظام النقل  والتسعيرة الذي يقره البنك، وهم مستفيدون لأنهم سوف يحصلون على سيارات بأقساط مريحة مقابل خدمة أبناء منطقتهم.

نظام النقل للفقراء:-

تقسم المدينة أو المنطقة إلى قطاعات وأحياء وقرى، وترسم خرائط لخطوط سير السيارات وأماكن توقفها، وتحدد الأسعار وتعريفات النقل على تلك الخطوط، وينظم ذلك بقانون، يرفق مع عقد المستفيد للحصول على سيارة من البنك.وفي حالة المخالفة يحرم المستفيد من حوافز البنك المستقبلية وربما يتحقق عليه شرط جزائي يقره قانون النقل المتعاقد عليه.

ويمكن أن تدرس امكانات تشغيل عدد من الفقراء  بالإضافة إلى السائقين، في مر ائب السيارات ومنظمو الخطوط الداخلية والخارجية، وفي مكاتب السياحة الدينية.

رابعا- مشاريع تعليمية: 

فتح المدارس والمعاهد والجامعات الاعلية باسلوب وثقافة اهل البيت التي يفرغ مجتمعنا منها كمشروع استثماري فائدته لصالح بنك الفقراء.

خامسا- مشروع استصلاح الاراضي البور :

من خلال التعاقد مع الحكومة على مساحات شاسعة من الاراضي القفر للاستصلاحها لاستثمارها لصالح البنك مثال الاراضي الواقعة بين دجلة والفرات بين السماوة والناصرية وتشغيل الايدي العاملة ، وهو مشروع تنمية واعد بخير كثير جدا ولا يحصى.

خامسا- صناديق ادخار بنك الفقراء:

في خطوة ضرورية لحال أفضل للمستفيدين من البنك يفتح البنك صناديق الادخار التالية:

1-صندوق ادخار أعضاء اللجان المحلية( Fund Group):

في المحلات والأحياء والقرى؛ يفتح البنك صندوق ادخار إجباري لكل مستفيد من قروض البنك، وليكن مثلا لا حصرا ؛ألف دينار أسبوعيا على الأقل، وهكذا، فإذا بلغ ادخار الفرد مائة ألف دينار، أعطي له سند بسهم واحد في البنك مقابل هذا المبلغ ، ليكون شريكا في الإرباح وليبيع سهمه كما يشاء.

2-صندوق لطوارئ ( Emergency Fund):

يسهم به جميع أبناء المحلة أو الحي أو القرية، باشتراك شهري بقيمة 1% من دخله الشهري، ويكون له حصة في حال الطوارئ مناسبة لاشتراكه من خلال دراسة منصفة للجان المحلية التابعة لبنك للموضوع والطارئ.

3-صندوق الإعانات والمنح:

       بما أن المشروع كله للفقراء بالكامل، لذا فان الصدقات بكل أنواعها جائزة للبنك، بالإضافة إلى تبرعات الميسورين، وأبناء المنطقة في الخارج، وغيرها من المنح والهبات...كلها توضع في هذا لصندوق لرعاية الأيتام وتزويج الشبان والشابات وإنجاز مشاريع خيرية أخرى للفقراء أو مشاريع خدمية أخرى للقرى والأحياء والمدنٍ.

 

                                                                                      والله تعالى ولي التوفيق والسداد

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك