تكريم فاطمة صلوات الله عليها في كتاب الله -2-

2111 2017-05-09

لطائف الله تعالى في فاطمة عليها السلام

في عدم ذكر الله تعالى للحور العين في سورة هل اتى تكريم لفاطمة سلام الله عليها:

• ومما قاله علماء اهل السنة في تأييد نزول سورة هل اتي في فاطمة قول الآلوسي في تفسيره: (ومن اللطائف على القول بنزولها فيهم أنه سبحانه لم يذكر فيها الحور العين وإنما صرح عز وجل بولدان مخلدين رعاية لحرمة البتول وقرة عين الرسول لئلا تثور غيرتها الطبيعة إذا أحست بضرة وهي في أفواه تخيلات الطباع البشرية ولو في الجنة مرة ولا يخفى عليك أن هذه زهرة ربيع ولا تتحمل الفرك ثم التذكير على ذلك أيضاً من باب التغليب وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه (جازاهم) على وزن فاعل)(1) .

فتصوروا اي مقام لفاطمة صلوات الله عليها عند الله تعالى!

• ونزل فيها ايضا: (يوفون بالنذر)، وكانت الصدقة في ليلة خمس وعشرين من ذى الحجة ، ونزلت " هل اتى " في اليوم الخامس و العشرين منه.

باسناده عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن على بن أبى طالب عليهما السلام قال : كل ما في كتاب الله عز وجل من قوله: " ان الابرار " فو الله ما أراد به الا على بن أبى طالب وفاطمة وانا والحسين ، لانا نحن ابرار بآبائنا)(2)..

• في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رضي الله عنه) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد نزل فيه وفى ولده ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا إلى آخر السورة؟.

• وفي تفسير نور الثقلين: (في امالى الصدوق (رضي الله عنه) بإسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام في قوله عز وجل: " يوفون بالنذر " قالا: (مرض الحسن والحسين عليهما السلام وهما صبيان صغيران فعادهما رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه رجلان فقال: يا ابا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا ان الله عافاهما ؟ فقال: اصوم ثلاثة ايام شكرا لله عزوجل، وكذلك قالت فاطمة عليها السلام وقال الصبيان: ونحن ايضا نصوم ثلاثة ايام، وكذلك قالت جاريتهم فضة ، فألبسهما الله عافية فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام، فانطلق على عليه السلام إلى جار له من اليهود يقال له شمعون يعالج الصوف، فقال: هل لك أن تعطينى جزة من صوف تغزلها لك ابنة محمد بثلاثة اصوع من شعير ؟ قال: نعم فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة عليها السلام فقبلت وأطاعت، ثم عمدت فغزلت ثلث الصوف ثم اخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرصا ، وصلى على عليه السلام مع النبى صلى الله عليه وآله المغرب ثم اتى منزله فوضع الخوان وجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها على عليه السلام اذا مسكين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده ...الخ الحديث)(3).

• في التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزى: يقول: (عباد الله)؛ وصفهم بالعبودية وفيه معنى التشريف والاختصاص كقوله وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا، (يفجرونها تفجيرا)  أي يفجرونها حيث شاؤا من منازلهم تفجيرا سهلا لا يصعب عليهم وفي الأثر أن في قصر النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة عينا تفجر إلى قصور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والمؤمنين  مستطيرا  أي منتشرا شائعا ومنه استطار الفجر إذا انشق ضوؤه (ويطعمون الطعام )؛ نزلت هذه الآية وما بعدها في علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم فإنهم كانوا صائمين فلما وضعوا فطورهم ليأكلوه جاء مسكين فرفعوه له وباتوا طاوين وأصبحوا صائمين فلما وضعوا فطورهم جاء يتيم فدفعوه له وباتوا طاوين وأصبحوا صائمين فلما وضعوا فطرهم جاء أسير فدفعوه له وباتوا طاوين والآية على هذا مدنية لأن عليا إنما تزوج فاطمة بالمدينة وقيل إنما هي مكية وليست في علي  على حبه  الضمير للطعام أي يطعمونه مع حبه والحاجة إليه فهو كقوله لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وقوله  ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ففي قوله على حبه تتميم وهو من أدوات البيان وقيل الضمير لله وقيل للإطعام المفهوم من يطعمون والأول أرجح وأظهر  (مسكينا ويتيما وأسيرا) قد ذكرنا المسكين واليتيم وأما الأسير ففيه خمسة أقوال أحدها أن الأسير الكافر بين المسلمين ففي إطعامه أجر لأنه في كل ذي كبد رطبة أجر ...الخ )(4).

وفي تفسير الدر المنثور: وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: { ويطعمون الطعام على حبه } الآية، قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم)(5) .

جاء في تفسير نور الثقلين:

((في تفسير على بن ابراهيم قول: " وآت ذا القربى حقه والمسكين و ابن السبيل " يعنى قرابة رسول الله صلى الله عليه واله ؛  نزلت في فاطمة، فجعل لها فدك والمسكين من ولد فاطمة وابن السبيل من آل محمد ، وولد فاطمة (6).

• في كتاب الاحتجاج للطبرسى ( ره ) عن على بن الحسين عليه السلام حديث طويل يقول فيه لبعض الشاميين: اما قرأت هذه الآية: "وآت ذا القربى حقه" ؟ قال: نعم ، قال عليه السلام : فنحن اولئك الذين أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه واله أن يؤتيهم حقهم (7).

• في مجمع البيان وأخبرنا السيد أبو الحمد إلى قوله: عن أبى سعيد الخدرى قال : لما نزلت: قوله: "وآت ذا القرى حقه " أعطى رسول الله صلى الله عليه واله فاطمة فدك(8).

• قال عبد الرحمن بن صالح: كتب المأمون إلى عبيد الله بن موسى (9) يسأله عن قصة فدك ، فكتب اليه عبيد الله بهذا الحديث( حديث ابي سعيد الخدري)، رواه عن الفضيل بن مرزوق عن عطية ، فرد المأمون فدك على ولد فاطمة (10).

• وفي تفسير العياشى عن عبد الرحمن عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما أنزل الله: "فآت ذا القربى حقه والمسكين "قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا جبرئيل قد عرفت المسكين فمن ذو القربى ؟ قال: هم أقاربك ، فدعا حسنا وحسينا وفاطمة ، فقال: ان ربى أمرنى ان أعطيكم مما افاء الله على، قال: اعطيتكم فدك.

• وعن ابان بن تغلب قال: قلت لأبى عبد الله عليه السلام: أكان رسول الله صلى الله عليه واله اعطى فاطمة فدكا ؟ قال: كان وقفها ، فأنزل الله " وآت ذا القربى حقه " فأعطاها رسول الله صلى الله عليه واله حقها ، قلت : رسول الله صلى الله عليه واله أعطاها ؟ قال : بل الله أعطاها .

• عن جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليه السلام قال : أتت فاطمة أبا بكر تريد فدك ، قال: هاتى أسود أو أحمر يشهد بذلك ، قال: فأتت ام ايمن فقال لها: بم تشهدين ؟ قالت: أشهد ان جبرئيل أتى محمدا فقال: ان الله يقول: " فآت ذا القربى حقه " فلم يدر محمد صلى الله عليه واله من هم، فقال: يا جبرئيل سل ربك من هم ؟ فقال: فاطمة ذو القربى فأعطاها فدكا ، فزعموا ان عمر محى الصحيفة وقد كان كتبها أبو بكر))(11) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

1) تفسير الألوسي (22/  12).

3) تفسير نور الثقلين (10/  6)

4) التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزى (3/  262)

5) تفسير الدر المنثور (10/  166):

6) تفسير نور الثقلين (5/   169-171)

7) نفس المصدر السابق.

8) هو عبيد الله بن موسى العبسى من علماء الشيعة ومحدثيهم في القرن الثالث من الهجرة النبوية .

9) هو عبيد الله بن موسى العبسى من علماء الشيعة ومحدثيهم في القرن الثالث من الهجرة النبوية .

10) تفسير نور الثقلين (3/  170)

11) تفسير نور الثقلين (3/   169-171)

 

 

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك