(امير المؤمنين)؛ لقب خاص بعلي عليه السلام

16701 2017-08-15

لم يكن هذا اللقب معروفا لأحد قبل الاسلام فهو في حقيقته اسم رباني منحه الله تعالى  لعلي بن ابي طالب لا يجوز لأحد ان يتسمى به. كما ان المعروف ان كل القابه عليه السلام الاخرى انتُحلت مثل ، الصديق، والفاروق وهذا موثق ليس في كتبنا فقط بل في كتب كل صحاح المسلمين مثلا:

(قال علي عليه السلام : أنا عبد الله وأخو رسوله صلى الله عليه وسلم وأنا الصديق الاكبر لا يقولها بعدي إلا كاذبا صليت قبل الناس بسبع سنين ذكر عبادة علي رضي الله تعالى عنه (1).

وحتى لقب الفاروق الذي انتحله غيره هو من القابه عليه السلام : جاء في المعجم الكبير وغيره من كتب الاحاديث الكثيرة : 

( حدثنا علي بن إسحاق ا لوزير الأصبهاني حدثنا اسماعيل بن مرسى السدي ثنا عمر بن سعيد عن فضيل بن مرزوق عن أبي سخيلة عن أبي ذرو عن سلمان قالا : أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بيد علي رضي الله عنه فقال: ( إن هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهذا الصديق الأكبر وهذا فاروق هذه الامة فيه يفرق بين الحق والباطل وهذا يعسوب - المؤ منبن والمال يعسوب الظالم )(2).

وفي مدينة المعاجز دخل رجل من الشيعة على الصادق عليه السلام وقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين فقام على قدميه وقال : مه هذا الاسم لا يصلح إلا لأمير المؤمنين ، سماه الله به ولم يسم به أحد غيره فمن رضي به إلا كان مريضا وان لم يكن به ابتلى به ، وهو قول الله عز وجل أن يدعون من دونه إلا اناثا وان يدعون من دونه إلا شيطانا مريدا ، قال الراوي في ماذا يدعى قائمكم ؟ قال يقال له : السلام عليك يا بقية الله السلام عليك يا بن رسول الله، وهذا الاسم اسم اختاره الله لعلي بن أبي طالب قبل أن يولد وقبل أن يخلق آدم عليه السلام . وكما في مدينة المعاجز دخل علي عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: السلام عليك يا رسول الله فقال صلى الله عليه وآله وسلم: وعليك السلام يا أمير المؤمنين علي أو أنت حي يا رسول الله قال: نعم وانا حي يا علي انت أمير من في الارض، وأمير من في السماء وأمير من مضى، وأمير من بقى فلا أمير قبلك، ولا امير بعدك لانه لا يجوز أن يتسمى بهذا الاسم من لم يسمه الله تعالى به ثم قال: لو يعلم الناس متى سمي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله سمي امير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد قال صلى الله عليه وآله وسلم: ولما أسري بي الى السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى فأوحى إلي ربي ما أوحى. ثم قال: يا محمد أقرأ علي بن أبي طالب السلام، فما سميت بهذا الاسم أحدا قبله ولا أسمي بهذا أحدا بعده، وفيه دخل رجل على أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أبا الحسن إنك تدعي أمير المؤمنين، ومن أمرك عليهم ؟ فقال عليه السلام: الله جل جلاله أمرني عليهم فجاء الرجل الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال: يا رسول الله أيصدق على فيما فيما يقول: ان الله أمره على خلقه ؟ فغضب النبي (ص) وقال: إن عليا أمير المؤمنين بولاية من الله عز وجل عقدها له فوق عرشه، وأشهد على ذلك ملائكته، أن عليا خليفة الله وحجته، وانه لامام المسلمين، طاعته مقرونة بطاعة الله، ومعصيته مقرونة بمعصية الله، من جهله فقد جهلني ومن عرفه فقد عرفني، ومن أنكر إمامته فقد أنكر نبوتي، ومن جحد أمرته فقد جحد رسالتي، ومن رجع عن فضله فقد أبغضني، ومن قاتله فقد قاتلني، ومن سبقه، فقد سبقني لانه مني، علي خلق من طينتي وهو زوج ابنتي وأبو ولدي الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج الله على خلقه أعدائنا اعداء الله وأولياؤنا أولياء الله.

    روى الفقيه رشيد الدين محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني في كتاب المناقب في فضل آل أبي طالب: أن أبا بكر لما بويع للخلافة يوم السقيفة اجتمعوا في أول جمعة، وقام أبو بكر على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخطب، فقام إليه علي (صلى الله عليه وآله) وذكره بحقه وما هو الواجب له، وما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حقه يوم الغدير وغيره من المواقف التي نص فيها، وبين لهم بذلك وجوب الخلافة له من بعده، وأنه القائم بالأمر دون من عداه، وذكره باقامة الله وعيد الاخرة. ثم انه سلام الله عليه استشهد جماعة من الصحابة، فقال: رحم الله امرئ سمع مقالة رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الغدير، فليقم وليشهد بما سمع، فقام يومئذ من المسجد اثنا عشر رجلا، ستة من المهاجرين، وستة من الأنصار، فشهدوا بحضرة الجماعة بما قاله النبي (صلى الله عليه وآله) في يوم الغدير، وما أكده من الوصية في حقه (عليه السلام). وقالوا: يا أبا بكر رد الحق الى أهله، انك سمعت كما سمعنا، وشهدت كما شهدنا، أما تذكر قول النبي (صلى الله عليه وآله) لك ولعمر لما سلم على علي بامرة المؤمنين، فقلتما أفبأمر من الله ورسوله ؟ فقال صلوات الله وتسليماته عليه: نعم، فقمتما، أما أنت يا أبا بكر فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين، وأما أنت يا عمر فقلت: بخ بخ لك يابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، خف الله يا أبا بكر وانصف الرجل، ولا تظلم أهل البيت حقهم، ولا تسلبهم ملكهم الذي جعل الله لهم، وتكلم كل واحد بكلام يشبه هذا الكلام، حتى افحم على المنبر، ولم يستطع أن يرد جوابا. فلما فرغ القوم من كلامهم قال أبو بكر: أيها الناس أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم، فقام إليه عمر عجلا، وقال: لا نقيلك ولا نستقيلك، قدمك رسول الله علينا في حياته، فكيف لا نقدمك بعد وفاته ؟ ثم قال: يا لكع إذا كنت لا تقوم بحجة فلم أقمت نفسك في هذا! 

 (عن بريدة الأسلمي قال كنا نسلم على علي بن أبي طالب ع بحضرة رسول الله ص بإمرة المؤمنين نقول السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته و يرد علينا)(3).

وعن ابن مردويه يرفعه الى بريدة، قال: أمرنا النبي (صلى الله عليه وآله) أن نسلم على علي (عليه السلام) بامرة المؤمنين (4).

 وبالاسناد عن سالم مولى علي (عليه السلام)، قال: كنت مع علي (عليه السلام) في أرض له وهو حرثها، حتى جاء أبو بكر وعمر فقالا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقيل: كنتم تقولون في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك ؟ فقال عمر: هو أمرنا بذلك (5).

 ومن مناقب ابن مردويه عن عبد الله، قال: دخل علي (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله) وعنده عائشة، فجلس بين النبي (صلى الله عليه وآله) وبين عائشة، فقالت: ما كان لك مجلس غير فخذي، فضرب النبي (صلى الله عليه وآله) على ظهرها فقال، مه لا تؤذيني في أخي، فانه أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين يوم القيامة، يقعد على الصراط فيدخل أولياءه الجنة، ويدخل أعداءه النار (6). وعنه عن أنس، قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) في بيت ام حبيبة بنت أبي سفيان، فقال: يا ام حبيبة اعتزلينا فانا على حاجة، ثم دعا بوضوء فأحسن الوضوء، ثم قال: ان أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيد العرب، وخير المؤمنين (7)، وأولى الناس بالناس. قال أنس: فجعلت أقول: اللهم اجعله رجلا من الأنصار. قال: فدخل علي (عليه السلام) فجاء يمشي حتى جلس الى جنب النبي (صلى الله عليه وآله)، فجعل النبي (صلى الله عليه وآله) يمسح وجهه بيده، ثم مسح بها وجه علي بن أبي طالب.

ما يدلّ على إنحصار لقب أميرالمؤمنين(عليه السلام) به.

اولا- (سئل الصّادق عن القائم(عليهما السلام) يسلّم عليه بإمرة المؤمنين؟ قال: لا، ذاك اسم سمّى الله به أميرالمؤمنين(عليه السلام) لم يسمّ به أحد قبله ولا يتسمّى به بعده إلاّ كافر. قال: جعلت فداك كيف يسلّم عليه؟ قال: يقولون: السّلام عليك يا بقيّة الله(8).

ثانيا- وفي الدعاء : «اِبْتَزّ اُمُورَنا معادِنُ الاُبَن»(9) : أي الذين هم محالّ العيوب الفاضحة ؛ من العلّة المعروفة وغيرها ، كما اشتهر بها رؤساؤهم . وقد ورد في الخبر أ نّه لا يتسمّى بأميرالمؤمنين بغير استحقاقه إلّا من ابتلي بتلك العلّة الشنيعة التي تَذهب بالحياء رأساً  .

رجل عن القائم يسلم عليه بإمرة المؤمنين قال لا ذاك اسم سمى الله به أمير المؤمنين عليه السلام ، لم يسم أحد قبله ولا يتسمى به بعده إلا كافر قلت جعلت فداك كيف يسلم عليه قال يقولون:  السلام عليك يا بقية الله ثم قرأ : بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين " ( 10).

الإمام الصادق(عليه السلام) - وسئل عن القائم(عليه السلام) يُسلَّم عليه بإمرة المؤمنين؟ فقال-: لا، ذاك اسم سمّى اللَّه به أميرالمؤمنين(عليه السلام) ، لم يسمّ به أحد قبله ولا يتسمّى به بعده ( 11).

اولا- في تفسير مجمع البيان:

يقول الطبرسي في تفسير قوله تعالى :« فتزل قدم بعد ثبوتها » هذا مثل ضربه الله تعالى ، و معناه فتضلوا عن الرشد بعد أن تكونوا على هدى يقال زل قدم فلان في أمر كذا إذا عدل عن الصواب و قيل معناه فيسخط الله عليكم بعد رضاه عنكم لأن ثبات القدم تكون برضاء الله سبحانه و زلة القدم تكون بسخطه و قيل أنها نزلت في الذين بايعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) على نصرة الإسلام و أهله فنهوا عن نقض ذلك « و تذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله » أي تذوقوا العذاب بما منعتم الناس عن اتباع دين الله « و لكم » مع ذلك « عذاب عظيم » يريد عذاب الآخرة و روي عن سلمان الفارسي( رضوان الله عليه) أنه قال: تهلك هذه الأمة بنقض مواثيقها ، و روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال نزلت هذه الآيات في ولاية علي (عليه السلام) و ما كان من قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) سلموا على علي بإمرة المؤمنين( 12) .

ثانيا- وجاء في تفسير نور الثقلين: 

( في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رضوان الله عليه) عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها: (معاشر الناس قولوا الذى قلت لكم وسلموا على علي بآمرة المؤمنين وقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير)( 13) .

ثالثا- وايضا في تفسير نور الثقلين: 

 (... ثم امر رسول الله صلى الله عليه وآله رجلا فرجلا من أصحابه حتى سلموا عليه بآمرة المؤمنين)( اي علي عليه السلام)( 14).

رابعا- وكذا في تفسير نور الثقلين: 

(في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل فيه خطبة الغدير وفيها : معاشر الناس سلموا على علي عليه السلام بآمرة المؤمنين وقولوا : " الحمد لله الذي هدينا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدينا الله "( 15) .

خامسا- وكذا في تفسير نور الثقلين:

(في اصول الكافي محمد بن يحيى عن حفص بن محمد قال : حدثني اسحق بن ابراهيم الدينوري عن عمر بن زاهر عن ابي عبد الله عليه السلام قال : سأله رجل عن القائم يسلم عليه بامرة المؤمنين ؟ قال : لا ذاك اسم سمى الله به امير المؤمنين عليه السلام ، لم يسم به احد قبله ولا يتسمى به بعده الا كافر ، قلت : جعلت فداك كيف يسلم ؟ قال : يقولون السلام عليك يابقية الله ، ثم قرأ : (بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين)( 16) .

سادسل- وايضا مع تفسير نور الثقلين:

(عن عامر بن كثير وكان داعية الحسين بن على (17) عن موسى بن ابى الغدير عن عطاء الهمدانى عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله : " ان الله يأمر بالعدل و الاحسان وايتاء ذى القربى " قال : العدل شهادة ان لا اله الا الله ، والاحسان ولاية امير المؤمنين)( 18).

سابعا- وفي تفسير نور الثقلين ايضا :

(عن زيد بن الجهم عن أبى عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : لما سلموا على علي عليه السلام بأمرة المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه واله للاول : قم فسلم على على بأمرة المؤمنين فقال : امن الله او من رسوله قال : نعم من الله ومن رسوله ثم قال لصاحبه : قم فسلم على على بامرة المؤمنين ، فقال : من الله ومن رسوله ؟  قال : نعم من الله ومن رسوله ، قال : يا مقداد قم فسلم على على بامرة المؤمنين قال : فلم يقل ما قال صاحباه ، ثم قال : قم يا باذر فسلم على على بامرة المؤمنين ،فقام وسلم ثم قال : يا سلمان قم وسلم على على بامرة المؤمنين فقام وسلم ، حتى اذا خرجا وهما يقولان : لا والله لا نسلم له ما قال أبدا فانزل الله تبارك وتعال على نبيه :( ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا )بقولكم من الله أو من رسوله ان الله يعلم ما تفعلون (ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم) ان يكون امة هى ازكى من امة قال : قلت : جعلت فداك انما نقرأها " أن تكون امة هى أربى من امة " فقال : ويحك يا زيد وما أربى ان يكون والله أزكى من ائمتكم ( 19) انما يبلوكم الله به يعنى عليا (عليه السلام) ولنبين لكم يوم القيمة ما كنتم فيه تختلفون ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدى من يشاء ولتسئلن عما كنتم تعملون ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها بعد ما سلمتم على على عليه السلام بامرة المؤمنين وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله يعنى عليا ولكم عذاب عظيم)(20) .

ثامنا- و في اصول الكافى محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل عن منصور ان يونس عن زيد بن الجهم الهلالى عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : لما أنزلت ولاية على بن أبى طالب وكان قول رسول الله صلى الله عليه واله ، سلموا على على بامرة المؤمنين فكان مما اكد الله عليهما في ذلك اليوم يا زيد قول رسول الله صلى الله عليه واله لهما ، قوما فسلما عليه بامرة المؤمنين ، فقالا : أمن الله أو من رسوله يا رسول الله ؟ فقال لهما رسول الله صلى الله عليه واله : من الله ومن رسوله ، فأنزل الله عزوجل : " ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون " يعنى به قول رسول الله صلى الله عليه واله لهما وقولهما : أمن الله او من رسوله " ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم ان تكونوا امة هى ازكى من ائمتكم " قال : قلت : جعلت فداك أئمة ؟ قال : اى والله ائمة ، قلت : فانا نقرء أربى ؟ قال : ما أربى وأومى بيده فطرحها ، " انما يبلوكم الله به " يعنى بعلى عليه السلام " ولنبين لكم يوم القيمة ما كنتم فيه تحتلفون)( 21).

تاسعا- وفي تفسير نور الثقلين ايضا:

وفي تفسير على بن ابراهيم ( قال على بن ابراهيم في قوله: " وأوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضو االايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا " فانه حدثنى أبى رفعه قال : قال ابو عبد الله : لما نزلت الولاية وكان من قول رسول الله صلى الله عليه واله بغدير خم سلموا على علي عليه السلام بآمرة المؤمنين فقالا : من الله ومن رسوله ؟ فقال لهما : نعم حقا من الله ومن رسوله ، انه أمير المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين يقعده الله يوم القيمة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة ، ويدخل أعدائه النار ، فأنزل الله عزوجل: " ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون " يعنى قول رسول الله صلى الله عليه واله من الله ومن رسوله ، ثم ضرب لهم مثلا فقال : " ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم "(22 ).

عاشرا –وفي تفسير العياشى :

( عن زيد بن الجهم عن أبى عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : لما سلموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وآله للاول : قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين فقال : أمن الله ومن رسوله يا رسول الله ؟ فقال : نعم من الله ومن رسوله ، ثم قال لصاحبه : قم فسلم على على بإمرة المؤمنين ، فقال : من الله ومن رسوله ؟ قال : نعم من الله ومن رسوله ، ثم قال : يا مقداد قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين قال : فلم يقل ما قال صاحباه ، ثم قال : قم يا باذر فسلم على علي بامرة المؤمنين فقام وسلم ثم قال : قم يا سلمان وسلم على على بأمرة المؤمنين ، فقام وسلم حتى اذا خرجا وهما يقولان : لا والله لا نسلم له ما قال ابدا فانزل الله تبارك وتعالى على نبيه ( ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ) بقولكم أمن الله ومن رسوله ، ( ان الله يعلم ما تفعلون . ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم ان تكون ائمة هى ازكى من ائمتكم ) قال : قلت : جعلت فداك انما نقرؤها ( أن تكون امة هى أربى من امة ) فقال : ويحك يا زيد وما أربى ان يكون والله أزكى من ائمتكم ( 4 ) )(23).

حادي عشر- وفي تفسير جوامع الجامع :

عن (الصادق ( عليه السلام ) : " نزلت هذه الآية في ولاية علي (عليه السلام) والبيعة له حين قال النبي (صلى الله عليه وآله): سلموا على علي بإمرة المؤمنين " (23) . 

ثاني عشر- وعن التفسير الصافي: ( وفي تفسير الامام ما ملخصه أنه لما أمر الصحابة يوم الغدير بمبايعة أمير المؤمنين (عليه السلام) بإمرة المؤمنين وقام أبو بكر وعمر إلى تسعة من المهاجرين والأنصار فبايعوه بها ووكد عليهم بالعهود والمواثيق واتى عمر بالبخبخة (25) وتفرقوا، تواطأ قوم من متمرديهم وجبابرتهم بينهم لئن كانت بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كائنة ليدفعن هذا الأمر عن علي (عليه السلام) ولا يتركونه له( 26). 

ثالث عشر: في التفسير الصافي:

(عن رسول الله صلى الله عليه وآله  معاشر الناس قولوا الذي قلت لكم وسلموا على علي عليه الصلاة والسلام بإمرة المؤمنين وقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير وقولوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله معاشر الناس إن فضائل علي بن أبي طالب عند الله عز وجل وقد أنزلها على في القرآن أكثر من أن احصيها في مكان واحد فمن أنباكم بها وعرفها فصدقوه معاشر الناس من يطع الله ورسوله وعليا والأئمة الذين ذكرتم فقد فاز فوزا عظيما معاشر الناس السابقون إلى مبايعته وموالاته والتسليم عليه بإمرة أمير المؤمنين أولئك هم الفائزون في جنت النعيم معاشر الناس قولوا ما يرضى الله به عنكم من القول فإن تكفروا أنتم ومن في الارض جميعا فلن يضر الله شيئا اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات واغضب على الكافرين والحمد لله رب العالمين. فناداه القوم نعم سمعنا وأطعنا على أمر الله وأمر رسوله بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا)( 27).

رابع عشر – في التحصين لإبن طاووس (ص: 25)

(... فيما نذكره من أمر النبي ص مطلقا بالتسليم على علي بإمرة المؤمنين نذكر ذلك من كتاب نور الهدى فقال ما هذا لفظه أبو الحسن أحمد بن محمد بن هارون بن الصلت الأهوازي سماعا منه في مسجد بشارع دار الرقيق ببغداد قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة إملاء قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن المستورد قال حدثنا يوسف بن كليب قال حدثني يحيى بن سالم قال حدثنا صباح المزني عن العلاء بن المسيب عن أبي داود عن بريدة قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه واله  أن نسلم على علي بإمرة المؤمنين)(28).

وايضا: (... فيما نذكره من تسميته رسول الله صلى الله عليه واله؛  أمير المؤمنين و سيد المسلمين و إمام المتقين نذكره من كتاب نور الهدى أيضا فقال ما هذا لفظه الشريف أبو جعفر محمد بن أحمد بن عيسى العلوي عن محمد بن أحمد المكتب عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله بن الحسين عن محمد بن علي عن محمد بن كثير عن إسماعيل بن زياد البزاز عن ابن إدريس عن نافع مولى عائشة قال كنت غلاما أخدم عائشة فكنت إذا كان النبي ص عندها قريبا أغطيهم قال فبينما النبي ص عندها ذات يوم إذا داق يدق الباب فخرجت إليه فإذا جارية معها طبق مغطى قال فرجعت إلى عائشة فأخبرتها فقالت أدخلها فدخلت فوضعته بين يدي عائشة فوضعته عائشة بين يدي النبي ص فجعل يتناول منه و يأكل ثم قال النبي ص أين أمير المؤمنين و سيد المسلمين و إمام المتقين يأكل معي فقالت عائشة و من أمير المؤمنين و سيد المسلمين فسكت ثم أعاد الكلام مرة أخرى فقالت عائشة مثل ذلك فسكت فإذا داق يدق الباب فخرجت إليه فإذا علي بن أبي طالب عليه السلام فرجعت فقلت له علي بن أبي طالب فقال النبي صلى الله عليه واله مرحبا و أهلا لقد تمنيتك مرتين حتى لو أبطأت علي لسألت الله أن يأتيني بك اجلس و كل قال فجلس و أكل معه ثم قال النبي صلى الله عليه واله  قاتل الله من قاتلك و عادى من عاداك فقالت عائشة و من يقاتله و من يعاديه فقال رسول الله صلى الله عليه واله أيدي يديهم معك و لا ترضين بذلك و تنكرينه)(29).

وفي امالي الضدوق: عن رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : يا عليّ، أنت أميرالمؤمنين، وإمام المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين(30).

عنه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) - في وصف عليّ(عليه السلام) -: هو أميرالمؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب الدين، وخير الوصيّين(31).

عنه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) - في وصف عليّ(عليه السلام) -: هو أخي ووزيري، وخير من اُخلف في أهلي، وسيّد المسلمين، وأميرالمؤمنين من بعدي، وقائد الغرّ المحجّلين يوم القيامة(32).

الأمالي للصدوق عن أبي ذرّ الغفاري: كنّا ذات يوم عند رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) في مسجد قُبا - ونحن نفر من أصحابه - إذ قال: معاشر أصحابى! يدخل عليكم من هذا الباب رجل؛ هو أميرالمؤمنين، وإمام المسلمين.قال: فنظروا - وكنت فيمن نظر - فإذا نحن بعليّ بن أبي طالب(عليه السلام) قد طلع، فقام النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) فاستقبله وعانقه وقبّل ما بين عينيه، وجاء به حتى أجلسه إلى جانبه، ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم فقال: هذا إمامكم من بعدي، طاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي؛ وطاعتي طاعة اللَّه، ومعصيتي معصية اللَّه عزّوجلّ(33).

اختصاص امارة المؤمنين بعلي دون غيره:

تؤكد الرويات وبقدر من الحدة ان  هذا الاسم؛ ( امير المؤمنين) خاص بعليّ من الله تعالى دون غيره من كافة البشر:

ففي امالي الطوسي: عن رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم): لمّا اُسري بي إلى السماء كنت من ربّي كقاب قوسين أو أدنى، فأوحى إليّ ربّي ما أوحى، ثمّ قال: يا محمّد، اقرأ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين السلام ؛ فما سمّيت بهذا أحداً قبله، ولا اُسمّي بهذا أحداً بعده( 34).

وعنه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : لمّا اُسري بي إلى السماء، ثمّ من السماء إلى السماء إلى سدرة المنتهى؛ وقفت بين يدي ربّي عزّوجلّ، فقال لي: يا محمّد... اخترت لك عليّاً فاتّخذه خليفةً ووصيّاً، ونحلته(35) علمي وحلمي، وهو أميرالمؤمنين حقّاً، لم ينلها أحد قبله، وليست لأحد بعده( 36).

الإمام الصادق(عليه السلام)- وسئل عن القائم (عليه السلام) يُسلَّم عليه بإمرة المؤمنين؟ فقال-: لا، ذاك اسم سمّى اللَّه به أميرالمؤمنين(عليه السلام) ، لم يسمّ به أحد قبله ولا يتسمّى به بعده (37).

تفسير العيّاشي عن محمّد بن إسماعيل الرازي عن رجل سمّاه: دخل رجل على أبي عبد اللَّه فقال: السلام عليك يا أميرالمؤمنين! فقام على قدميه فقال: مَه! هذا اسم لا يصلح إلّا لأمير المؤمنين(عليه السلام) ، اللَّه سمّاه به ولم يسمَّ به أحدٌ غيره... قال: قلت: فماذا يُدعى به قائمكم؟ قال: يقال له: السلام عليك يا بقيّة اللَّه، السلام عليك يابن رسول اللَّه(38).

الإمام عليّ(عليه السلام): إنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمر أن اُدعى بإمرة المؤمنين في حياته وبعد موته، ولم يطلق ذلك لأحد غيري( 39). 

عن رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) - في خطبة الغدير -: معاشر الناس! قولوا الذي قلت لكم، وسلِّموا على عليّ بإمرة المؤمنين، وقولوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ( 40)، وقولوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلآَ أَنْ هَدَانَا اللَّهُ( 41)( 42).

وعن الإمام الصادق(عليه السلام) : لمّا أقام رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أميرالمؤمنين(عليه السلام) يوم غدير خُمّ... قال: أيّها الناس! من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: اللَّه ورسوله. قال: اللهمّ فاشهد! ثمّ قال: ألا من كنتُ مولاه فعليّ مولاه، وسلِّموا عليه بإمرة المؤمنين( 43).

عنه(عليه السلام) : لمّا نزلت الولاية، وكان من قول رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بغدير خُمّ: سلِّموا على عليّ بإمرة المؤمنين، فقالوا: أمِنَ اللَّه ورسوله؟ فقال لهم: نعم؛ حقّاً من اللَّه ورسوله. فقال: إنّه أميرالمؤمنين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين؛ يقعده اللَّه يوم القيامة على الصراط، فيُدخِل أولياءه الجنّة، ويُدخِل أعداءه النار( 44).

الإمام الحسين(عليه السلام) : قال لي بُرَيدة: أمرنا رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أن اُسلّم( 45) على أبيك بإمرة المؤمنين( 46)( 47).

الأمالي للطوسي عن بريدة: أمرنا النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أن نسلّم على عليّ(عليه السلام) بإمرة أميرالمؤمنين( 48). 

تاريخ دمشق: عن بريدة الأسلمي: أمرنا رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أن نسلّم على عليّ بأميرالمؤمنين( 49) ونحن سبعة، وأنا أصغر القوم يومئذٍ( 50).

الإرشاد عن بريدة بن الحصيب الأسلمي: إنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمرني سابع سبعة، فيهم أبوبكر وعمر وطلحة والزبير، فقال: سلِّموا على عليّ بإمرة المؤمنين. فسلّمنا عليه بذلك ورسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) حيّ بين أظهرنا( 51).

الفضائل عن أبي ذرّ: أمرنا رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أن نسلّم على أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) ، وقال: سلِّموا على أخي، ووارثي، وخليفتي في قومي، ووليّ كلّ مؤمن ومؤمنة من بعدي، سلِّموا عليه بإمرة المؤمنين؛ فإنّه وليّ كلّ من يسكن الأرض إلى يوم القيامة، ولو قدّمتموه لأخرجت لكم الأرض بركاتها؛ فإنّه أكرم من عليها من أهلها( 52).

الاحتجاج عن اُبيّ بن كعب - في احتجاجه على القوم بأحقّية عليّ(عليه السلام) بالإمامة بعد وفاة رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) -: سيّد الوصيّين، ووصيّ خاتم المرسلين، وأفضل المتّقين، وأطوع الاُمّة لربّ العالمين؛ سلّمتم عليه بإمرة المؤمنين في حياة سيّد النبيّين وخاتم المرسلين( 53).

الإرشاد - في ذكر ما جرى بعد خطبة النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يوم الغدير -: ثمّ نزل(صلى اللّه عليه وآله وسلم) - وكان وقت الظهيرة - فصلّى ركعتين، ثمّ زالت الشمس، فأذّن مؤذّنه لصلاة الفرض، فصلّى بهم الظهر، وجلس(صلى اللّه عليه وآله وسلم) في خيمته، وأمر عليّاً أن يجلس في خيمةٍ له بإزائه. ثمّ أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجاً فوجاً فيهنّئوه بالمقام، ويسلّموا عليه بإمرة المؤمنين، ففعل الناس ذلك كلّهم. ثمّ أمر أزواجه وجميع نساء المؤمنين معه أن يدخُلنَ عليه ويسلِّمنَ عليه بإمرة المؤمنين، ففَعلنَ( 54).

فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمر أن اُدعى بإمرة المؤمنين في حياته وبعد موته، ولم يطلق ذلك لأحد غيري. 

قال حذيفة: أيّها الرجل، أما إذا سألت وفحصت هكذا، فاسمع وافهم ما اُخبرك به: أمّا من تقدّم من الخلفاء قبل عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) ممّن تسمّى بأمير المؤمنين، فإنّهم تسمّوا بذلك وسمّاهم الناس به، وأمّا عليّ بن أبي طالب فإنّ جبرائيل(عليه السلام) سمّاه بهذا الاسم عن اللَّه تعالى، وشهد له الرسول(صلى اللّه عليه وآله وسلم) عن سلام جبرائيل له بإمرة المؤمنين، وكان أصحاب رسول اللَّه يدعونه في حياة رسول اللَّه بأمير المؤمنين ( 55).

الأمالي للطوسي عن عليّ بن علقمة الأنماري: لمّا قدم الحسن بن عليّ صلوات اللَّه عليهما وعمّار بن ياسر(رضى اللّه عنه) يستنفران الناس، خرج حذيفة(ره) وهو مريض مرضه الذي قُبض فيه، فخرج يُهادَى بين رَجُلين (56)، فحرّض الناس وحثّهم على اتّباع عليّ(عليه السلام) وطاعته ونصرته، ثمّ قال: ألا من أراد- والذي لا إله غيره- أن ينظر إلى أميرالمؤمنين حقّاً حقّاً، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، فوازروه واتّبعوه وانصروه (57).

الأمالي للطوسي عن أبي راشد: لمّا أتى حذيفة بيعة عليّ(عليه السلام) ، ضرب بيده واحدة على الاُخرى وبايع له، وقال: هذه بيعة أميرالمؤمنين حقّاً، فوَاللَّه لا يبايع بعده لواحد من قريش إلّا أصغر أو أبتر يولّي الحقّ استه!( 58).

المستدرك على الصحيحين عن الأسود بن يزيد النخعي: لمّا بويع عليّ ابن أبي طالب(عليه السلام) على منبر رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، قال خزيمة بن ثابت الأنصاري وهو واقف بين يدي المنبر:

إذا نحن بايعنا عليّاً فحسبنا

أبو حسنٍ ممّا نخاف من الفِتَنْ

وجدناه أولى الناس بالناس أنّهُ

أطَبُ قريشٍ بالكتاب وبالسُّنَنْ

فإنّ قريشاً ما تشقّ غبارهُ

إذا ما جرى يوماً على الضُّمَر البُدَنْ

وفيه الذي فيهم من الخير كلّهِ

وما فيهمُ بعض الذي فيه من حَسَنْ ( 59)

وفي كشف اليقين: 

(ولما قضى النبي - صلى الله عليه وآله - الحج رحل إلى المدينة بمن معه من المسلمين حتى وصل إلى غدير خم وليس موضعا يصلح للنزول لعدم الماء فيه والمرعى فنزل هو والمسلمون حيث نزل عليه : (يا أيهاالرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) لعلم الله - تعالى - إن تجاوز الغدير انفصل عنه كثير من الناس إلى بلادهم فنزل النبي - عليه السلام - وكان يوما شديد الحر فأمر بدوحات فقم ما تحتها وأمر بجمع الرحال في ذلك المكان ووضعها على شبه المنبر ثم نادى بالصلاة الجامعة فاجتمعوا وكان أكثرهم يشد الرداء على قدميه من شدة الحر.

ثم صعد - عليه السلام - المنبر ودعا أمير المؤمنين - عليه السلام - وحمد الله ووعظ وأبلغ ونعى نفسه إلى الأمة وقال إني دعيت ويوشك أن أجيب وقد حان مني خفوق من بين أظهركم. وإني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم نادى بأعلى صوته: ألست أولى منكم بأنفسكم ؟

قالوا: بلى.

فقال لهم: وقد أخذ بضبعي علي - عليه السلام - فرفعهما حتى رئي بياض إبطيهما: فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. ثم نزل فصلى ركعتين. ثم زالت الشمس فصلى بالناس ونزل في خيمة وأمر عليا - عليه السلام - أن ينزل بإزائه في خيمة.

ثم أمر المسلمين أن يدخلوا على علي - عليه السلام - فوجا فوجا ليهنوه ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين وكان فيمن أطنب في التهنئة عمر وقال : بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ( 60).

في مستدرك سفينة البحار:

 (قال ابن أبي الحديد ما ملخّصه : إنّ الحجّاج كان مثفاراً أي ذا اُبنة ، وكان يمسك الخنفساء حيّة ليشفي بحركتها في الموضع حكاكه. وكلّ من كان فيه هذا الداء، فهو من أهل الفسق والنصب. 

فمن رضي بأن يسمّى بأميرالمؤمنين غير مولانا أميرالمؤمنين(عليه السلام)، فهو منكوح في دبره، وإن لم يكن ابتلي به)( 61).

وكان أبو جهل بن هشام من القوم أشدّ الناس عداوة لرسول الله(صلى الله عليه وآله). قالوا: ولذلك قال له عتبة بن ربيعة يوم بدر: يا مصفر إسته(62).

وفي المناقب نقل رواية اُخرى: لا يرضى بهذه التسمية أحد إلاّ ابتلاه الله ببلاء أبي جهل( 63).

وفي منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئي) (158/ 1)

(قال: (هو أمير المؤمنين ، و يعسوب الدّين ، و سيّد المسلمين ، و مبير الشّرك و المشركين ، و قاتل النّاكثين ، و القاسطين ، و المارقين ، و مولى المؤمنين ، و ذو القرنين ، و نفس الرّسول ، و أخوه ، و زوج البتول ، و سيف اللَّه المسلول ، و أمير البررة ، و قاتل الفجرة ، و الصديق الأكبر ، و قسيم الجنّة و النّار ، و المرتضى ، و صاحب اللواء ، و سيّد العرب ، و كشاف الكرب ، و خاصف النّعل ، و شبيه هارون ، و الهادي ، و الدّاعي ، و الفاروق ، و باب المدينة ، و باب الحكمة ، و بيضة البلد ، و الشّاهد . و هذه الألقاب قد اثبتت له عليه السلام في الاخبار الصحيحة .

قال الشّارح المعتزلي: و تزعم الشّيعة أنّه خوطب في حياة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم بأمير المؤمنين ، خاطبه بذلك جملة المهاجرين و الأنصار ، و لم يثبت ذلك في أخبار المحدثين .

يقول المؤلف: وإنكاره هذا لا وجه له مع قيام الأخبار المتظافرة بل المتواترة فقد روى في غاية المرام في هذا المعنى : اثنتين و أربعين حديثا ، من طريق العامّة، و ثمانية و ثلاثين حديثا، من طريق الخاصّة، و لعلّنا نورد بعضها في تضاعيف الشّرح إن شاء اللَّه، و يستفاد من بعض تلك الأحاديث، أنّه من الألقاب المخصوصة به عليه السلام، لا يجوز أن يلقّب به غيره .

و هو ما رواه فيه ، عن ابن شهر آشوب، قال: قال رجل للصّادق عليه السلام: يا أمير المؤمنين ، فقال عليه السلام : مه فانّه لا يرضى بهذه التّسمية أحد إلاّ ابتلى ببلاء أبي جهل) . ويقصد ببلاء أبي جهل انّه كان مخنّثا ، لأنّه يبغض النبي كما رواه الشّارح المعتزلي)( 64) .

وفي بحار الأنوار - العلامة المجلسي:

 (قال رجل للصادق عليه السلام: يا أمير المؤمنين فقال: مه فإنه لا يرضى بهذه التسمية أحد إلا ابتلاه  ببلاء أبي جهل)(65). 

الهداية الكبرى- الحسين بن حمدان الخصيبي :

(دخل عليه حجر بن عدي الطائي، فقال له يا أمير المؤمنين كيف يسعك ترك معاوية ؟ فغضب الحسن (عليه السلام) غضبا شديدا، حتى احمرت عيناه ودارت اوداجه وسكبت دموعه وقال: ويحك يا حجر تسميني بأمرة المؤمنين وما جعلها الله لي ولا لأخي الحسين ولا لأحد ممن مضى ولا لأحد ممن يأتي إلا لأمير المؤمنين خاصة ؟ أو ما سمعت جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قد قال لأبي يا علي ان الله سماك بأمير المؤمنين ولم يشرك معك في هذا الاسم احدا فما تسمى به غيره الا وهو مأفون في عقله، مأبون في عقبه (66)، فانصرف عنه وهو يستغفر الله فمكث أياما ثم عاد إليه، فقال له السلام عليك يا مذل المؤمنين فضحك في وجهه وقال والله يا حجر هذه الكلمة لأسهل علي واسر الى قلبي من كلمتك الأولى فما شأنك ؟ أتريد أن تقول ان خيل معاوية قد اشرفت على الأنبار وسوادها وأتى في مائة ألف رجل في هذين المصرين يريد البصرة والكوفة، فقال حجر يا مولاي ما أردت أن أقول الا ما ذكرته، فقال: والله يا حجر لو أني في ألف رجل لا والله الا مائتي رجل لا والله إلا في سبع نفر لما وسعني تركه، ولقد علمتم أن أمير المؤمنين دخل عليه ثقاته حين بايع أبا بكر فقالوا له مثلما قلتم لي فقال لهم مثلما قلت لكم...)(67). 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1) السنن الكبرى للنسائي : (5/  107) 8396، و الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (1/  182)، و(1/  190)، و مصنف ابن أبي شيبة (6/  368)معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني (1/  364)المستدرك على الصحيحين للحاكم (10/  388)، المسند الجامع (13/  202)، المعجم الكبير (6/  269)، و سنن ابن ماجه (1/  44)، ايضا الآحاد والمثاني (1/  121)، وايضا الآحاد والمثاني (1/  126)، [كنز العمال 36389] ، أخرجه ابن أبى شيبة (6/368 ، رقم 32084) ، والبيهقى (5/106 ، رقم 8395) ، وابن أبى عاصم فى السنة : (2/598 ، رقم 1324) ، والحاكم (3/120 ، رقم 4584). التبويب الموضوعي للأحاديث (ص: 18768)، ابن عمرو الشيباني في الآحاد والمثاني ج1/ص151 ح186.

2) جمع الجوامع أو الجامع الكبير للسيوطي (ص: 8209)، (الطبرانى عن أبى ذر وسلمان) [المناوى]

أخرجه الطبرانى (6/269 ، رقم 6184)، و سنن ابن ماجه (1/  141، و مسند البزار (5/  304)، وفي الزوائد هذا الإسناد صحيح . رجاله ثقات . رواه الحاكم في المستدرك عن المنهال وقال صحيح على شرط الشيخين .و جامع الأحاديث (9/  384)، [كنز العمال 35633]، أخرجه الحاكم (3/65 ، رقم 4405) . جامع الأحاديث (30/  463)، الطبراني في معجمه الكبير ج6/ص269 ح6184. التبويب الموضوعي للأحاديث (ص: 19179)

3) اليقين (ص: 175)

4) اليقين ص 10، الباب الثالث.

5) اليقين ص 11، الباب الرابع.

6) اليقين ص 11، الباب الخامس.

7) في المصدر: الوصيين.

8) مستدرك سفينة البحار : (1: 185)

9) غريب بحار الانوار: 82 / 230 . (المجلسي : 82 / 250)

10) معجم أحاديث المهدي (6/  155)

11) موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب و السنة و التاريخ (3/  147)، بحار الأنوار - العلامة المجلسي (24/  211)

12) تفسير مجمع البيان - الطبرسي (6/  173)

13) تفسير نور الثقلين: (1/  341)

14) تفسير نور الثقلين: (2/  230)

15) تفسير نور الثقلين: (3/  33)

16) تفسير نور الثقلين (3/  434)

17) اى الحسين بن على بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن على بن ابيطالب عليه السلام.

18) تفسير نور الثقلين:(5/  86)

19) هذه قراءة تاتي من التصحيف كما يقرأون في (اذا جاءكم بنبأ فتثبتوا)، وكذلك امتكم وائمتكم وليس كما قد يظن الظان انه يقصد التحريف بالقران والعياذ بالله.

20) تفسير نور الثقلين (5/  87- 88)

21) تفسير نور الثقلين (5/  87- 88)

22) تفسير نور الثقلين (5/  89)

23) تفسير العياشى (2/  280)

24) تفسير العياشي : ج 2 ص 268 ح 64 . تفسير جوامع الجامع (2/  387)

25) البخبخة: قول عمر بن الخطاب لعلي عليه السلام مهنيئا بالولاية ؛ بخ بخ لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

26) التفسير الصافي:  (1/  97)

27) التفسير الصافي (2/  79)

28) التحصين لإبن طاووس (ص: 25)

29) نفس المصدر السابق.

30) الأمالي للصدوق: 450/609 عن عبداللَّه بن عبّاس، تفسير فرات: 266/360 عن الإمام عليّ(عليه السلام) عنه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) وليس فيه «وإمام المسلمين».

31) الأمالي للصدوق: 188/197، بشارة المصطفى: 24 كلاهما عن عبداللَّه بن الفضل الهاشمي عن الإمام الصادق عن آبائه(عليهم السلام).

32) شرح الأخبار: 1/206/170 عن ابن عبّاس.

33) الأمالي للصدوق: 634/850 بحارالأنوار: 38/106/34.

34) الأمالي للطوسي: 295/578، بشارة المصطفى: 186 عن عيسى بن أحمد بن عيسى المنصوري عن الإمام الهادي عن آبائه عن الإمام عليّ(عليهم السلام) عنه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) وراجع الكافي: 1/441/8 والأمالي للصدوق: 701/956.

35) من النُّحْل؛ وهو إعطاؤك الإنسان شيئاً بلا استعاضة (لسان العرب: 11/650).

36) المناقب للخوارزمي: 303/299؛ الأمالي للطوسي: 343/705 كلاهما عن غالب الجهني عن الإمام الباقر عن آبائه(عليهم السلام) وفيه «لم يقلها» بدل «لم ينلها»، المناقب للكوفي: 1/410/326 عن سلام الجعفي عن محمّد بن عليّ وفيه من «اخترت...» و«لم اُسمّ» بدل «لم ينلها».

37) الكافي: 1/411/2، تفسير فرات: 193/249 كلاهما عن عمر بن زاهر.

38) تفسير العيّاشي: 1/276/274، بحارالأنوار: 37/331/70.

39) نفس المصدر

40) البقرة: 285.

41) الأعراف: 43.

42) الاحتجاج: 1/159/32 عن علقمة بن محمّد الحضرمي، روضة الواعظين: 112 كلاهما عن الإمام الباقر(عليه السلام) وراجع اليقين: 360/127.

43) تفسير القمّي: 1/301 عن محمّد بن عليّ. وهو متواتر عند العامة

44) تفسير القمّي: 1/389 وراجع الكافي: 1/292/1 وخصائص الأئمّة(عليهم السلام): 67 وتفسير العيّاشي: 2/268/64.

45) كذا في المصدر، ولعلّه تصحيف: «نسلّم».

46) إنّ بعض الروايات وإن لم تصرّح بأنّ التسليم على الإمام بإمرة المؤمنين كان في خصوص يوم الغدير، إلّا أنّ الظاهر منها هو ذلك. ومن الطبيعي فإنّ هذه الروايات إذا كان لها إشارة إلى مواقف اُخرى فستكون دليلاً على أنّ التسليم على الإمام بإمرة المؤمنين قد وقع في عدّة مناسبات؛ ممّا يكون له بالغ الأثر في إثبات تنصيبه(عليه السلام) لقيادة الاُمّة.

47)  عيون أخبار الرضا: 2/68/312 عن أبي محمّد الحسن بن عبد اللَّه التميمي عن الإمام الرضاعن آبائه(عليهم السلام).

48) الأمالي للطوسي: 331/661، اليقين: 132/3، الأمالي للشجري: 1/141 وفيهما «بأميرالمؤمنين» بدل «بإمرة أميرالمؤمنين» وراجع كشف اليقين: 272/312.

49) كذا في المصدر، وفي هامشه: «كذا بالأصل، وفي المطبوعة: بإمرة المؤمنين».

50) تاريخ دمشق: 42/303؛ اليقين: 206/54، المسترشد: 586/256 وفيه «تسعة» بدل «سبعة» وفيهما «بإمرة المؤمنين» بدل «بأميرالمؤمنين» وراجع شرح الأخبار: 2/258/562 واليقين: 272/95.

51) ) الإرشاد: 1/48 وراجع الأمالي للمفيد: 18/7 والأمالي للطوسي: 289/561 وبشارة المصطفى: 185 والمسترشد: 584/255 وإرشاد القلوب: 325.

52) الفضائل لابن شاذان: 113، كتاب سليم بن قيس: 2/729/20 نحوه وراجع ص 692/14 ومختصر بصائر الدرجات: 109 وبصائر الدرجات: 279/14.

53) الاحتجاج: 1/301/52، المناقب للكوفي: 1/418/330، اليقين: 451/170 كلّها عن عبداللَّه بن الحسن عن أبيه عن الإمام عليّ (عليهما السلام) وكلاهما نحوه. 

54) الإرشاد: 1/176، إعلام الورى: 1/262 عن الإمام الصادق(عليه السلام) وراجع الاحتجاج: 1/311/53 والخرائج والجرائح: 2/592/1 والمناقب لابن شهرآشوب: 3/53.

55) إرشاد القلوب: 322.

56) أي يَمشي بينهما معتمداً عليهما؛ من ضَعفه وتمايله (النهاية: 5/255).

57) الأمالي للطوسي: 486/1065.

58) الأمالي للطوسي: 487/1066.

59) المستدرك على الصحيحين: 3/124/4595؛ كشف الغمّة: 1/78، المناقب لابن شهرآشوب: 3/195.

60) مستدرك الصحيحين للحاكم 3 / 109 + تذكرة الخواص / 35 - نقلها باختصار - + مناقب ابن المغازلي / 16 - 26 + الإرشاد، للمفيد / 91 و مجمع البيان 3 / 223. كشف اليقين: (12/  12)

61) مستدرك سفينة البحار : ج1: 347

62) مستدرك سفينة البحار: ج1 : 347

63) نفس المصدر السابق

64) منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئي) 1/ 158)

65) بحار الأنوار - العلامة المجلسي (37/  334)

66) تفسير الألوسي (6/  254): نقل الجلال السيوطي عن ابن عقيل الحنبلي قال : ( فقال أبو يوسف رضي الله تعالى عنه : الميل إلى الذكور عاهة وهو قبيح في نفسه لأنه محل لم يخلق للوطء ولهذا لم يبح في شريعة بخلاف الخمر فقال ابن الوليد : هو قبيح وعاهة للتلويث بالأذى ولا أذى في الجنة فلم يبق إلا مجرد الالتذاذ انتهى . وأنا أرى أن إنكار قبح اللواطة عقلاً مكابرة ولهذا كانت الجاهلية تعير بها ويقولون في الذم فلان مصفر استه ولا أدري هل يرضى ابن الوليد لنفسه أن يؤتى في الجنة أم لا؟ فإن رضي اليوم أن يؤتي غدا فغالب الظن أن الرجل مأبون أو قد ألف ذلك وإن لم يرض لزمه الإقرار بالقبح العقلي .

67) الهداية الكبرى- الحسين بن حمدان الخصيبي (ص: 177)

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك