القراء الأخيرة في فكر الإمام الصادق (ع) وأدعيته المأثورة


القيم المعرفية في أدعية الإمام الصادق عليه السلام

القراءة الثالثة والأخيرة ( ٣ )

محمود الربيعي

إن محاولتنا المتواضعة في قراءة وإستقراء الأدعية المأثورة جزء من إشاعة ثقافة الوعي في طريق فهم الدعاء والتفاعل النفسي والروحي والعيش في جو الأدعية المأثورة والنظر فيها والتفكر والإمعان في الأبعاد المختلفة لها والمتعلقة بالإنسان وطريقة حياته وتعديل المسارات بالشكل الذي يهيئ للإنسان تجديد طاقاته الروحية والعبادية وتعديل الإتجاهات النفسية بما يوفر الإعتدال والإنسجام مع الفطرة ومع الخطوط العريضة للشريعة والدين ليخلق إنساناً سوياً ، يَتَعَلَم ، ويُعَلِم ، ويتحرر من ذل المعاصي الى عز الطاقة والى إحترام الإنسان وإنسانيتة.

حث الإمام المعصوم على الدعاء

وفي نظر الإمام الصادق عليه السلام وهو المسدد منه قبله تعالى فإن الدعاء هو اللجأ إلى الله بطلب الحراسة في النفس والأهل والمال والولد وأهل الخزانة والإخوان وأهل المودة، وتعتبر جميع هذه الطلبات صغيرة وحقيرة وسهلة يسيرة أمام عظمة الخالق العظيم. وأفضل الدعاء هو السؤال بجاه محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله سواء مايجب لهم والأولياء. كما أن من الأفضل أيضاً سؤال الأنبياء والرسل المخلصين الأصفياء والدعاء بالإسم الأعظم لقضاء الحاجات. كما أن من المشروع أيضاً الدعاء على الشيطان المريد والسلطان العنيد من مكرهما وكيدهما وكذلك الدعاء على المخالف في الدين الذي يتربص بالمؤمنين الدوائر وكذا  الحاسد على النعمة، والظالم والباغي.

مشروعية الدعاء على الظالم

إذ يقول الإمام عليه السلام: فأقبض عني يده أي يد الظالم، واصرف عني كيده، واشغله عني بنفسه وشر أتباعه وشياطينهم. وفي ذلك طلب الحماية وطلب الخير وطلب المغفرة.

أهمية حياة الإنسان وحياة قلبه وتحقيق إستقراره وسعادته 

ويتمنى الإمام المعصوم جعفر بن محمد الصادق عليه السلام للمؤمنين الحياة الطويلة والعمر المديد ومضاعفة المال وتنميته وكفايته للناس والدعاء في مختلف الأوقات سواء أوقات المحنة أو غيرها من الأوقات كما يتمنى الإمام عليه السلام بقاء تلك النعم وعدم زوالها بما يحقق إستقرار الإنسان وسعادته، ويسأل الإمام لأتباعه المعافاة في المال والدين والنفس والولد والصحة.

القلب والعمل الصالح 

إن أهم ما للعمل الصالح هما النية والفعل وتثبيت كل منهما وصرف القلب عن الحرام وبغض المعصية.

وما يتبع هذا العمل من العطف على الأولياء الصالحين والدعوة لهم وإعانتهم.

الدعاء بفتح أبواب الخير للمؤمنين

ويدعو الإمام عليه السلام للمؤمنين بالصيانة عن العاهات والآفات والأمراض الشديدة والأسقام المزمنة وجميع أنواع البلاء والحوادث.

حب الحلال.. وفتح أبوابه

ويرغب الإمام من خلال أدعيته المأثورة المشار إليها في المصادر التي إعتمدنا عليها وبقية المصادر الأخرى على حب الحلال والسعي لتحصيل الرزق بكافة أشكاله المعنوية والمادية وذلك بالحركة والنشاط بالإتجاهات الصحيحة التي يبلغ بها العبد مراده في تحصيل ذلك الحلال.

الغربة والعودة إلى الوطن

لقد عاش أغلب الأئمة المعصومين من أهل البيت عليهم السلام حالة الغربة والبعد عن الأوطان ومنهم الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام لذا كان لسان حاله في الدعاء الطلب من الله عز وجل كفاية أيدي الجبابرة عنه ورجاء العودة إلى الوطن في الوقت الذي يستشعر حالة التغرب والهجرة والتهجير القسري لأصحابه وأولياءه وكافة المؤمنين من حوله.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد النبي الصادق الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى كافة الأنبياء والمرسلين وأوصياهم أجمعين،  واللعنة على أعدائهم ومن والاهم الى يوم الدين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر 

في الصلاة على جعفر بن  محمد عليه السلام  ص ٩١٩ الباب الثالث من جامع مفاتيح الجنان وضياء الصالحين.

دعاء الصادق عليه السلام ص ١١٧٣ نفس المصدر.

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك