روبوتات عائمة لتقديم الأدوية


ابتكر باحثون أسماكاً نانوية للمرة الأولى في العالم وذلك باستخدام الذهب والنيكل والفضة. حيث كان كل جزء منها بطول 800 نانومتر فقط، وقد تكون هذه الأسماك الأساس لطرق أفضل في تقديم الأدوية وتعديل الخلايا.

روبوتات عائمة

تشهد تكنولوجيا تقديم الأدوية حالياً نوعاً من النهضة. فمن تقديمها باستخدام الاهتزازات فوق الصوتية إلى الإلكترونيات القابلة للهضم، يتمّ الآن تطوير العديد من الطرق لتقديم الأدوية بفعالية وبطريقة أكثر أماناً ودقة.

ولكن من كان يفكر بأن ذلك سيتضمن حقن أدوات نانوية عائمة في الجسم؟

فقد ابتكر باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو أسماكاً نانوية للمرة الأولى في العالم، وهي عبارة عن روبوتات صغيرة تسبح مثل الأسماك، وتمّ تزويدها بخاصية تقديم الأدوية.

وفي حين أن صنع الأجهزة النانوية ليس بالأمر الجديد، إلا أن النماذج الحالية أكثر شبهاً بالغواصات التي تدور بواسطة مروحة دفع شبيهة باللولب، وحيث إن ذلك يمكّنها من الحركة باتجاه الأمام، إلا أنها ليست أكثر الطرق فعالية في دفع هذه الآلات الصغيرة.

تقديم الأدوية بدقة

وبدلاً من ذلك، تقترح الدراسة الجديدة المقرر نشرها في مجلة "نانو سمول مايكرو" أن تكون ذات حركة شبيهة بحركة الأسماك، بحيث يقوم الروبوت بتحريك ذيله نحو الأمام والخلف بشكل متأرجح بواسطة الكهرباء المغناطيسية، ويذكر أن هذه الآلات النانوية الصغيرة مؤلفة من أجزاء بطول 800 نانومتر من الذهب والنيكل وترتبط فيما بينها بواسطة الفضة.

ويقوم مغناطيس خارجي بالتحكم بحركتها، مما يجعل النيكل يتحرك نحو الأمام والخلف، ويمكن التحكم بسرعة واتجاه هذه الآلات من خلال تغيير قوة واتجاه المغناطيس المستخدم، وهذا ما يسمح للباحثين بإعلام السمكة بالوقت والمكان الذي ستتجه إليه، الأمر الذي يمهّد لإمكانية دفع الأدوية إلى هدفها المنشود. ويكون الهدف النهائي هو تقديم الأدوية بدقة، أو حتى إمكانية تعديل إحدى الخلايا.

ويعمل الباحثون حالياً على العديد من التحسينات، وفقاً لمجلة نيو ساينتست. ويتضمن ذلك معالجة التحدّي المتمثّل بكيفية إخراج هذه الآلات من الجسم، ويتمثّل أحد الحلول في جعل هذه الروبوتات قابلة للتحلّل الحيوي، ولكن ذلك لا يحلّ كافة المشاكل. حيث إن الأسماك ستكون مُكلفة للغاية بسبب المعادن الثمينة المستخدمة في تصميمها. وبالتالي، قد يكون هناك بعض الوقت قبل أن تُحلّ كافة مشاكلنا الطبية الداخلية بواسطة أسراب من الأسماك.

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك