الكاتب المسرحي المصري وائل محمد: أتمنى أن أقدم نصّاً مسرحياً حسينياً في كربلاء

975 2014-03-20

حوار محمود المسعودي

الكاتب المسرحي وائل محمد من مواليد مصر 1962، تبعَ مذهب أهل البيت عليهم السلام عام 1983, حاول أكثر من مرة أن يكتب نصاً مسرحياً عن نهضة الإمام الحسين -عليه السلام- ليتم عرضه في المسارح المصرية لكن الجهات الرسمية حالت دون ذلك.

ولم تقف طموحات هذا الكاتب على أعتاب الموافقات الرسمية بل حاول كتابة مسرحيات تتضمن جملا وعبارات عن النهضة الحسينية من غير أن يحس بها الرقيب.

مجلة (الروضة الحسينية) استثمرت فرصة وفوده الى كربلاء المقدسة وتشرفه بزيارة الإمام الحسين -عليه السلام- وأجرت معه الحوار التالي:

الروضة الحسينية: هل ان كتابة النصوص المسرحية الحسينية مسموح بها في مصر؟

وائل محمد: أنا اعمل مُخرجا في مسرح تابع للدولة ولهم سياسة خاصة يجب أن أتبعها فيه. ولكن ومنذ فترة طويلة قررت أن أكون كاتباً مسرحياً وليس مخرجاً فقط، والسبب الذي جعلني كاتباً هو قلّة الكتّاب في هذا المجال وأقصد المجال الديني وخصوصا النصوص المتعلقة بالنهضة الحسينية المباركة، لذا كتبتُ عن الإمام الحسين في المسارح بصورة مخفية.. كلمات وبعض الجمل في داخل النصوص من غير أن يحس بها مقص الرقيب، وكان لهذا أثر كبير في الجمهور المتلقي وكنت أشعر به..كل ذلك هو محاولة كي أكون خادما للإمام الحسين عليه السلام من هذا الباب وأقصد باب الكتابة المسرحية الحسينية..

الروضة الحسينية: ما مدى تأثير المسرح في ثقافة المجتمع المصري، وكيف يتم ذلك؟

وائل محمد: الغالبية في مصر تأخذ ثقافتها ووعيها من الأعمال الفنية سواء أكانت مسرحية أم تلفزيونية و للمسرح دور كبير في تثقيف المجتمع من خلال العروض المسرحية التي تعرض ويتابعها آلاف من المشاهدين، فكلما كان النص يهدف إلى نشر الوعي أو أهمية التعليم أو احترام القوانين أو يتناول قضايا المجتمع والهموم اليومية للناس فإنه يمتلك تأثيراً مهماً على الفرد والمجتمع..

الروضة الحسينية: هل نجحت في تقديم كتابات عن الإمام الحسين -عليه السلام- بصورة غير مباشرة؟

وائل محمد: قمتُ بإعداد نص أدبي للمقارنة بين النهضة التي أتى بها الغرب وبين معاني ومفاهيم نهضة الإمام الحسين عليه السلام، وأحاول أن أوصل مفهوما أساسيا يتمثل بكيفية انتصار الدم على السيف عبر جملة بسيطة جدا, أجعلها في مواضع تؤثر في الناس وتمرّ على الرقيب لأنه قد يقف بالضد من أهل البيت عليهم السلام.

وكتبتُ نصّاً مسرحيّاً بعنوان (السائر إلى طريق الحرية) عن الراحل غاندي وتقصدتُ أن أجعل أكثر العروض في هذا النص عرضا للفكر الحسيني عبر رحلة غاندي، وتصريحه أنه تعلمَ من الحسين كيف يكون مظلوماً فينتصر، فقدمتُ فكرة غاندي وهي بالأصل رؤية من فكر الإمام الحسين عليه السلام.. هكذا نخدم أهل البيت عليهم السلام حتى يحقق الله تعالى الأمنية التي أسعى لأجلها منذ سنين وهي أن أقدم نص المرحوم الشاعر عبد الرحمن الشرقاوي الحسين الثائر الحسين شهيداً، ولكن حتى الآن لم أستطيع الحصول على رخصة للعرض، ونحاول أن نسجل هذا العمل ونعرضه بطريقة بعيدة عن المساءلة والمنع تحقيقاً لغايتنا النبيلة وهدفنا السامي..

الروضة الحسينية: النهضة الحسينية من أهم النهضات في العالم ولكن نرى قلة العروض الفنية المهتمة بهذا الأمر، ما الأسباب في رأيك؟

وائل محمد: ربما تكون منتشرة بصورة أوسع في العراق ولبنان والدول التي فيها تجمعات شيعية كبيرة ولكنها لم تصل الى الجمهور في دول أخرى, وأعتقد أن السبب الأول يرجع إلى خشية كتّاب الأعمال الفنية من الأنظمة الحكومية التي تقف بالضد من إظهار فكر أئمة أهل البيت عليهم السلام، وهناك سبب آخر يستدعي الاستعانة بالخبراء والمختصين في هذا المجال من أجل التطوير والنهوض بواقع الأعمال الفنية المتعلقة بالنهضة الحسينية، وكذلك قلة الدعاية والإعلان وعدم وجود المحترفين في هذا المجال فالممثل المشهور هو الذي يستميل الجمهور إلى جانبه فيما تهدف اليه هذه الأعمال الفنية سواء كان جمهوراً شيعياً أو من طوائف أخرى، لأن قضية الإمام الحسين عليه السلام قضية عالمية وكل من يسمع بها لا بد أن يتأثر، ويتكون عنده ألف سؤال، لذا لا بد من المعنيين الاهتمام بهذه الكتابات لأنها كتابات مقدسة ومفيدة للإنسانية جمعاء.

الروضة الحسينية: هل فكرتم بكتابة نص مسرحي حسيني لتقديمه في العراق؟

وائل محمد: حاولت بكل الطرق خصوصا مع الفنان العراقي جواد الشكرجي ولكن للأسف لم أتمكن بسبب الإجراءات الحكومية المصرية، وأنا أنتظر منذ عشر سنوات حتى سنحت لي الفرصة للمشاركة في الشعائر الحسينية في كربلاء, أما بخصوص المشاركة في المسرح الحسيني فقد علمتُ بأن للعتبة العباسية المقدسة مسابقة سنوية في المسرح الحسيني وانتظر أقرب فرصة لأغتنمها وحلمي أن أشارك بنص صريح عن الإمام الحسين عليه السلام في العراق, ولا أخشى على نفسي من أعداء أهل البيت عليهم السلام لأني أكتب عن الحق وعن مولانا الإمام الحسين عليه السلام.

الروضة الحسينية: أخيرا وأنت تشارك الملايين من محبي أهل البيت عليهم السلام في الشعائر الحسينية قرب الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام ولأول مرة، ما هي مشاعرك؟

وائل محمد: نعم هذه الزيارة الأولى التي أشارك فيها بزيارة الأربعينية في كربلاء المقدسة، ولا أعتقد بأن هناك لغة تستطيع أن تقرأ هذه المشاعر المتوهجة حُباً وحماسة، فما شهدته في زيارة الاربعين للإمام الحسين هذا العام أعتقد أنه أكبر تجمع إنساني مصطبغ بالخير على مستوى البشرية.. وقد شعرت بالامتنان لخَدَمة الإمام الحسين من أهل العراق فهم يمتلكون الحب للحضارة التي أسسها آل البيت عليهم السلام...

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك
آخر الاضافات