قدمنا في الحلقات الثلاث نموذج لاعلام العلم والادب في العالم ابان القران الخامس الهجري ونحن انشاء الله مستمرون في النشر عن هؤلاء الاعلام وفاء لهم واعلاء لثقافة اللطف واهل البيت عليهم السلام ، فان مما لم يبرز بشكل تام ولم يلتفت اليه ان جل الذين برزوا في العلم واعطوا للانسانية العلم النافع هم اهل الكوفة ومنها انتشرت ثقافة الطف وقد اجاد العلامة السيد حسن الصدر صاحب كتاب ((تاسيس الشيعة لعلوم الاسلام )) في احصاء من قدم للعلم وللإسلام من علماء الشيعة في الكوفة جل العلوم المعروفة اليوم ، وكأن حب ال محمد صلوات الله عليهم نورا يقدح في النفوس العلم والحكمة وحب الخير ثقافة لا يستقيم العلم بدونها .
اخذنا نماذج من تلك النخب من شتى اصقاع الارض حملوا الثقافة الكوفية وبشروا بها بادبهم واشعارهم فخلدوا وهم:
4- الأمير عبد الله بن محمد بن سنان الخفاجي
قال عنه السمعاني في الانساب ج 5 ص 170 :
الخفاجي ، بفتح الحاء المنقوطة والفاء وفي آخرها الجيم ، هذه النسبة إلى خفاجة ، وهي اسم امرأة ، هكذا ذكر لي أبو أزيَد الخفاجي في بريّة السماوة ، وولد لها أولاد وكثروا وهم يسكنون بنواحي الكوفة ، وكان أبو أزيد يقول : يَركب منا على الخيل أكثر من ثلاثين ألف فارس سوى الركبان والمشاة . ولقيت منهم جماعة كثيرة وصحبتهم ؛ والمشهور بالانتساب اليهم الشاعر المفلق أبو [محمد عبد الله بن محمد بن] سعيد بن [سنان] الخفاجي كان يسكن حلب وشعره مما يدخل الأذن بغير إذن .
توفي سنة 466 وله شعر في امير المؤمنين علي عليه السلام كذا قال الأمين في الجزء الأول من الأعيان ص 392 .
الأمير أبو محمد بن عبد الله بن محمد بن سنان الشاعر الشيعي المعروف بابن سنان صاحب سر الفصاحة في اللغة .
توفي سنة 466 حكي انه كان قد تحصن بقرية (اعزاز) من أعمال حلب ثم أطعموه خشكنانجه مسمة فمات الخفاجي في اعزاز وحمل الى حلب ودفن فيها كذا جاء في الكنى والألقاب .
يـا أمـةً كفرت وفي iiأفواهها الـقرآن فيه ضلالها iiورشادُها
أعـلى الـمنابر تُعلنون iiبسبّه وبـسيفه نُصبت لكم iiأعوادها
تـلك الـخلائق بينكم iiبدرية قتل الحسين وما خبت أحقادها
ومنها في علي أمير المؤمنين عليه السلام :
مالي أراك على عُلاك تناكرت أحقادها وتسالمت أضدادها
وقال السيد الأمين في الأعيان :
الأمير ابو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن يحيى بن الحسين بن محمود بن الربيع المعروف بابن سنان الخفاجي الحلبي .
له ديوان شعر مطبوع ، وكان والياً على قلعة اعزاز ، ولاه عليها محمود ابن صالح فاستبد بها ، وكانت ولايته بواسطة ابي نصر محمد بن محمد ابن النحاس وذكره السيد الامين ايضاً في الجزء السادس من الأعيان ص 479 فقال : اسمه عبد الله بن سعيد بن محمد بن سنان .
5- أحمد بن أبي منصور القطان
أبو أحمد بن أبي منصور بن علي القطيفي المعروف بالقطان ، قال السيد الأمين في الأعيان جزء 6 ص 119 :
في البحار عن بعض كتب المناقب القديمة أخبرني أبو منصور الديلمي عن احمد بن علي بن عامر الفقيه أنشدني ابو احمد بن أبي منصور بن علي القطيفي المعروف بالقطان ببغداد لنفسه (يا أيها المنزل المحيل) .
وجاء ذكره في الجزء الثالث من الكنى والألقاب ص 55 وروى له بعض هذه الأبيات .
وكرر السيد الترجمة في الجزء 10 ص 226 وذكر القصيدة بزيادة بيتين ، وزاد في الترجمة بأن ذكر سنة وفاته فقال : توفي حدود سنة 480 ببغداد ودفن بمقابر قريش ، ولكن أسماه هنا : أحمد بن منصور بن علي القطيفي القطان البغدادي ولعله أصوب .
وجاء في شعراء القطيف للعلامة المعاصر الشيخ علي منصور المرهون قال : احمد بن منصور المتوفي سنة 480 هو أحمد بن منصور بن علي القطان القطيفي البغدادي الأديب الشاعر ، ترحّل من بلاده القطيف الى بغداد وسكن بها ومدح أمراءها كما مدح ورثى أهل البيت عليهم السلام وما زال في بغداد مقيما حتى مات بها ودفن في مقابر قريش .
ننقل قصيدته الولائية التالية:
يـسطو عـلينا بـغنج ii لحظ كـأنـه مـرهف ii صـقيل
كـما سـطت بالحسين iiقومٌ أراذل مــا لـهم iiأُصـول
يـا أهـل كوفان لم iiغدرتم بــه وأنـتم لـه ii نـكول
أنـتـم كـتبتم الـيه iiكـتباً وفــي طـويّاتها ii دخـول
قـتـلتموه بـهـا iiفـريـداً يـا بـأبي الـمفرد ii الـقتيل
مـا عـذركم في غد إذا iiما قـامت لـدى جـدّه الذحول
أيـن الـذي حين iiأرضعوه نـاغاه فـي المهد iiجبرئيل
أيـن الـذي حـين iiغمدوه قـبّـله أحـمـد iiالـرسول
أيـن الـذي جـدّه iiالـنبي وأمــه فـاطـم iiالـبتول
أنـا ابـن منصور لي iiلسان على ذوي النصب iiيستطيل
ما الرفض ديني ولا اعتقادي ولست عن مذهبي iiأحول
يـا أيـها الـمنزل iiالمحيل غـاثك مـستحفز iiهـطول
أزرى عـليك الـزمان iiلما شـجاك مـن أهل iiالرحيل
لا تـغترر بـالزمان iiواعلم أنّ يــد الـدهر تـستطيل
فــإن آجـالـنا قـصـارٌ فـيـه وآمـالـنا iiتـطول
تـفنى الـليالي وليس يفنى شـوقي ولا حسرتي iiتزول
لا صـاحبٌ منصفٌ iiفاسلو بــه ولا حـافظٌ iiوصـول
وكـيف أبـقى بـلا iiصديق بـاطـنه بـاطـنٌ iiجـميل
يـكون فـي البعد iiوالتداني يـقول مـثل الـذي أقـول
هـيهات قـلّ الـوفاء iiفيهم فـلا حـميمٌ ولا iiوصـول
يـا قـوم مـا بـالنا iiجفينا فــلا كـتاب ولا iiرسـول
لـو وجدوا بعض ما iiوجدنا لـكـاتبونا ولـم iiيـحولوا
حـالوا وخانوا ولم iiيجودوا لـنا بـوصل ولـم iiيُـذيلوا
قـلـبي قـريحٌ بـه كـلومٌ أفـتـنَه طـرفك iiالـبخيل
أنـحَلَ جـسمي هواك iiحتى كـأنـه خـصرك iiالـنحيل
يـا قـاتلي بـالصدود iiرفقاً بـمـهجة شـفّـها غـليل
غصنٌ من البان حيث iiمالت ريـح الـخزامى بـه iiيميل