معهد وارث الانبياء لإعداد المبلغين ... منهج قويم ورسالة عالمية 

5201 2017-06-15

يسعى معهد وارث الانبياء لإعداد المبلغين التابع للعتبة الحسينية المقدسة جاهدا للتعريف بماهية الإسلام ومبادئه على ضوء علوم أهل البيت عليهم السلام وتعاليمهم السمحاء عبر نخبة من المبلغين الاكفاء، إذ يتميز المعهد بأنه يجمع بين المنهجين الحوزوي والاكاديمي وبأسلوب مكثف ومبسط ورصين.  

مدير المعهد الشيخ منجد الكعبي تحدث لموقع الاعلام الدولي عن أهداف المعهد ورسالته قائلا: إن المعهد يعنى بإعداد مجموعة من الشباب المبلغين الواعين الذين يأخذون على عاتقهم نشر الدين الإسلامي والمذهب الحق بين افراد الامة انطلاقا من قوله تعالى ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا بالدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون) وان دور المبلغين هو معالجة الانحرافات الفكرية والاخلاقية والعقائدية التي نخرت في مجتمعاتنا, عبر ايجاد البديل والوقاية ضد العقائد والافكار المنحرفة.

وبين أن: المعهد انطلق من مدرسة الإمام الباقر (عليه السلام) القرآنية، وان المناهج التي تدرس فيه تجمع بين التحصيل الحوزوي والاكاديمي، و المناهج هي الفقه المركز والعقائد والتفسير وتلاوة وحفظ القرآن الكريم وكيفية اعداد المحاضرة ودروس في السيرة ونهج البلاغة، اضافة الى تدريس اللغة الانكليزية وعلى ايدي اساتذة متخصصين، وتدريس اللغة الفارسية و علوم الحاسبات ليتمكن المبلغ من امتلاك ادوات التبليغ المتكاملة، وبعد ان ترتكز الحالة العلمية والفقهية والاخلاقية للطالب يتم في السنوات الاخيرة اعطاؤه  الدروس الكمالية كالخطابة والاطوار وفنون التبليغ. 

وأوضح الكعبي ان مدة الدراسة في المعهد ثلاث سنوات وكل سنة دراسية تتكون من فصلين وهناك بعض الشروط للمتقدمين للدراسة في المعهد وهي : ان تكون اعمار الطلبة ما بين (15 ــ 30 )سنة، واكمل مرحلة الثالث المتوسط كحد ادنى، او لديه امكانات اخرى كحفظ القرآن  الكريم او نهج البلاغة او عمل خطيبا في السابق،  وركزنا ايضا على جانب الصحة واللياقة فلا يمكن ان نستقطب شخصا مريضا او كبيرا في السن لكونه لا يستطيع التواصل وليس لديه القابلية الكافية على النشر والتبليغ. 

وبخصوص توافد الطلبة الاجانب للدراسة ذكر الكعبي ان المعهد يضم عشرة طلاب من نيجيريا وعشرة ساحل العاج وسيتم استقطاب طلبة من دولة مالي, كونها بأمس الحاجة الى العلوم الدينية لوجود فقر علمي وديني واضحين هناك.  

وبين أن هناك امتيازات تقدم للطلبة اثناء الدراسة في المعهد من قبل العتبة المقدسة قد لا تتوفر في بقية المعاهد والمراكز منها اعطاء دروس مجانية للطلبة، اضافة الى منحهم رواتب شهرية، والسكن والطعام المجانيين وتشمل هذه الامتيازات كافة الطلبة الاجانب والعرب والعراقيين اضافة الى ان العتبة المقدسة تتكفل بتكاليف تأشيرة الدخول وتذكرة السفر للطلبة الاجانب.

الإسلام دين السلام 

مدير مدرسة الامام الباقر عليه السلام في العتبة الحسينية المقدسة، الشيخ صباح الخاقاني تحدث عن دور المعهد في التعبئة المعرفية والتوعوية قائلا: ان الهدف من تلك المدارس والمعاهد التي دأبت على دعمها المرجعية هو جعل الطابع الثقافي والعلمي هو السائد في المجتمع وانتشاله من الجهل، فالكثير من معارف اهل البيت عليهم السلام غائبة عن اذهان الناس وهم بحاجة الى معاهد ومدارس و تبليغ مكثف ليستنيروا من علوم أهل البيت ويكون لديهم وعي إسلامي، مبينا أنه يمكن من خلال المعهد توجيه رسالة للعالم مضمونها ان الاسلام بدأ بالسلام وهي هوية كل مسلم، و يجب ترسيخها ومجابهة العنف والطائفية وبيان اهدافنا الحقيقية المتمثلة بالسلم والمحبة والاخاء. 

اجواء روحية ودينية

الطالب مصطفى مجيد من ايران تحدث عن الاجواء الملائمة للدراسة والخدمات المقدمة للطلبة قائلا: ان ما دفعني للمجيء الى العراق لإكمال الدراسة وجود اجواء دينية وروحية تساعد في التعرف على معارف اهل البيت من جوار الامام الحسين عليه السلام, حيث بادرت العتبة الحسينية المقدسة بتوفير المعطيات المناسبة لجذب الطلبة من عدة دول حيث وفرت الخدمات المتكاملة من مسكن ومأكل رواتب شهرية، مؤكدا أنهم على اتم الاستعداد لإكمال هذه الدراسة ونقل معارف ورسالة اهل البيت عليهم السلام بعد تخرجنا من معهد وارث الانبياء كمبلغين،  وسنعمل على التواصل  مع مجتمعاتنا التي تحتاج الى تحديث في المعلومات الثقافية والدينية.

دروس مكثفة ومبسطة 

الطالب علي خليل أحمد من نيجيريا قال ان كل شيء يجري في المعهد على ما يرام فقد تمكنا من تحصيل العلوم والثقافة التي كنا نفتقدها في بلادنا، فهناك دروس مكثفة تعطى الينا من قبل اساتذة المعهد وبشكل مبسط جدا  ومن المعروف ان افريقيا تفتقر للعلوم الاسلامية وهي بحاجة الى التعرف عليها لذلك علينا التسلح بهذه المعارف والعلوم ليتسنى لنا نشرها وايصالها الى شرائح المجتمع.

تميز واضح 

الطالب يونس محمد علي نصاري أثنى على المنهج العلمي وأسلوب التعليم في المعهد قائلا: بالرغم من وجود العديد من المدارس والمعاهد الدينية الا ان معهد وارث الانبياء يتميز عن باقي المعاهد بما يعطيه من معارف وعلوم تخص أهل البيت وبشكل مفصل ومكثف وبطريقة مبسطة جدا, اضافة الى ان للغة العربية في هذا المجال الدور الكبير في طريقة التبليغ ونشر الرسالة في اي مكان في العالم لانها اللغة الاساس وهي لغة القرآن الكريم, فيجب على كل مسلم ان يقوم بعملية التبليغ الديني بحسب ما يستطيع وهذا ما سنعمل عليه في المستقبل.

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك