مستشفى سفير الامام الحسين الحسين عليه السلام
بعد عامين خدمات متكاملة وآفاق منفتحة للتطور والتفوق
صرح صحي حضاري يحاكي الحداثة والتطور في كل مفاصله، يجاور باب الرأس الشريف للعتبة الحسينية المقدسة، ويطل على ثلاثة شوارع أبرزها شارع الشهداء.
مجمع سفير الامام الحسين عليه السلام الطبي، الذي بمجرد أن يقع ناظرك على بنائه تتجلى لك حقيقة التطور في المشاريع الخدمية للعتبات المقدسة بعد سقوط النظام المقبور وبدء مرحلة البناء والاعمار.
انه مثال حي لتتعرف على ما تفعله الايادي الخيرة والخبرات العراقية اذا أبدعت حين تتوفر لها كل احتياجاتها وتحضى بالفرصة الكاملة والدعم اللا متناهي، وهذا ما حصلت عليه في الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة.
هذا ما تتصوره حين تنظر الى البناء، وسرعان ما تتبادر في ذهنك تساؤلات حول نوعية الخدمات المقدمة وكيفية استفادة الزائر او المواطن منها، ولأجل احاطة المجتمع عموما بتفاصيل أكبر أعدت مجلة (الروضة الحسينية) هذا التقرير منطلقة من مدير مستشفى السفير الجراحي الدكتور أمير نوري جلوخان فتحدث قائلاً" افتتح مستشفى السفير قبل مرور عامين ومر بمخاض عسير بسبب عملية تحويل البناية من مجمع الى مركز تخصصي، فقد استغرق الأمر قرابة عامين للحصول على اعتراف وزارة الصحة العراقية، وهذا بدوره أوجد حضورا أكبر لوزارة الصحة مما زاد من عدد المنتسبين الى الضعف باعتبار انه تحول الى مستشفى، فضلا عن أوجه الدعم اللوجستي التي تقدمها الوزارة باعتبار ان المستشفى متطور وحديث جدا بالمقارنة مع ما موجود في مستشفيات البلد، ويقدم خدمات نوعية من ناحية اجراء عمليات جراحية فقد وصل عدد العمليات التي أجريت في المشفى خلال الشهرين الماضيين بحدود 636 عملية.
وأكمل دكتور أمير"هناك كوادر ثابتة في المستشفى من ذوي الاختصاص بالاضافة الى الأطباء الكفوئين أمثال الدكتور الجراح اركان والدكتورة الجراحة ازهار وسيكون في المشفى دكتور أخصائي بالمجاري البولية في الأيام القليلة القادمة، فضلا عن عدد من الاطباء المقيمين، ونود هنا توضيح مسالة مهمة حيث تكون تكلفة الدخول للمشفى وتجهيز (الطبلة )والفحوصات والتحاليل التي تجرى قبل العملية هي 500 دينار عراقي فقط، وأن اجراء العملية مجاني، وبعدها يتم نقل المريض من المشفى الى البيت بسيارات الإسعاف التابعة الى المشفى مجاناً أيضا".
بين المريض والأخصائي...
الدكتور محمد علي محسن اخصائي جراحة بولية وتناسلية بيّن كيفية البدء بالمعالجة قائلا" يتم الاتفاق مع المريض عن طريقين أما عن طريق المشفى او عن طريق العيادات الخارجية الخاصة، ويتم تحويله الى مشفى السفير، لأنها تحتوي على أجهزة طبية لا تتوفر في مستشفيات المحافظات الأخرى إلا ما ندر، أما العمليات التي تجرى في المشفى فهي عمليات خاصة ونوعية وتتمتع بميزة المجانيّة في كافة مفاصل المعالجة أي أن كل مراحل العلاج مجانية بما فيها العمليات، والجدير بالذكر ان عمليات الناظور الخاص بالكلى التي أجريت في التسعة أشهر الماضية تجاوزت الـ (150 عملية).
الاستعلامات
منتسب قسم الشؤون الطبية في العتبة الحسينية المقدسة حيدر حسين، موظف استعلامات في مشفى السفير، تحدث عن عمله مبيناً" ان رجال الاستعلامات تقع على عاتقهم مسؤولية كبير متمثلة بحفظ النظام وتوجيه المراجعين وترتيب سير المرضى وتوجيههم من اجل ان لا تكون هناك فوضى، وهذا يتطلب احتكاكا مرناً مع المرضى الذين هم بحالة مزاجية غير طبيعية الامر الذي يزيد من صعوبة المهمة التي تفرض على موظف الاستعلامات بأن يكون أكثر الأشخاص مرونة في التعامل مع المريض والمراجع والمرافق للمريض، من اجل امتصاص حالات التوتر التي قد تحدث، والجدير بالذكر ان موظف الاستعلامات يكون واجهة الدائرة لان المراجع يعتمد على الموقف الأول الذي يدور بينه وبين رجل الاستعلامات".
قسم الطوارئ
الطبيب المقيم امجد هادي سعيد تحدث عن العمل قائلا" ينقسم عمل المشفى الى نوعين الطابق الارضي الذي يستقبل الحالات الباردة او الطارئة التي تحتاج الى تدخل سريع، والقسم الثاني هو الطابق العلوي الخاص بالعمليات الجراحية، وحالات الطوارئ التي تستقبل في مشفى السفير يمكن معالجتها مثل (حالات القلب والكسور والحروق ومعالجة الأطفال)".
وتحدثَ رئيس الممرضين في ردهة طوارئ الرجال اياد حسين عن عمله قائلاً" تقدم الاسعافات الاولية والعلاجات الى جميع الحالات الطارئ داخل ردهة الطوارئ بالإضافة الى التداوي وزرق الابر وقياس ضغط الدم وتخطيط القلب وقياس درجات الحرارة لدى المريض وملاحظة العلامات الفارقة في حالت المريض".
في حين أفادت الممرضة في ردهة النساء غفران علي حسين بأن" العمل في هذه الردهة يكون على مدار الساعة أي انه مقسّم الى عدة وجبات، ومعدل عدد المرضى الذين يدخلوا الى الردهة يومياً ما يقارب 150 مريض، أما في الزيارات المليونية فإن عدد الكادر يزداد بالإضافة الى المتطوعين، فيما تتضاعف أعداد الداخلين لعشرات الأضعاف".
ردهات الدخول أو "طابق العمليات"
وفي حديث جماعي مع الممرض باسم كريم دهش في ردهة الرجال ورئيسات الممرضات سعدية هاشم قاسم والممرضة الفنية رويده علي عبد في ردهة النساء، بيّن هؤلاء" ان الداخلين في هذه الردهات هم فقط الخارجين من صالات العمليات ويتم تقديم العلاج المسجل في الطبلة الى المريض حسب تعليمات الدكتور الاخصائي، ومتابعة كل ما يخص الراقد من ناحية الغذاء الذي يقدم من الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة، ونظافة الردهة من قبل كوادر العتبة، ومتابعة العلامات الفارقة للمريض وقياس ضغط الدم ومتابعة درجة حرارة المريض الراقد حتى يتم اخراجه من قبل الاخصائي.
الصيدلية
المعاون الصيدلي سهيل نجم عبد الله قال" ان العلاجات المتواجدة في صيدلية مشفى سفير الإمام الحسين عليه السلام هي من مناشىء الدواء المستورد من قبل وزارة الصحة العراقية وبكميات كافية ضمن إطار حاجة المشفى، لان المشفى متخصص بالجراحة العامة والنواظير لكن قرب موقع المشفى من الحرم الحسيني الشريف زاد من مراجعي المشفى ولعدة أسباب، وهذا يحتم على الصيدلية ان تصرف كميات كبيرة من العلاج وخارج مضمار اختصاص المشفى، وعلى هذا الأساس نحن نناشد الجهات المختصة بتزويد هذا المشفى بالعديد من أنواع العلاجات الاضافية".
الأشعة
المصور الشعاعي محمد بدر حسين عسكر تحدث قائلا" كان عدد الأشعات المصورة في بادئ الامر يتراوح من العشرة الى العشرين صورة، أما اليوم فيتراوح العدد من 60 الى 80 صورة أشعة، وبما ان المشفى متخصص بالمجاري البولية فأن اكثر اللقطات التي تلتقط هي للصدر وأخرى الى منطقة البطن فضلاً عن الحالات الطارئة اي الاشخاص الذين تعرضوا الى كدمات قويه ومفاجئة في مختلف مناطق الجسم والجدير بالذكر ان هذه الصالة تحتوي على احدث اجهزة التصوير الاشعاعي في العراق، لكن عدد الكادر المختص قليل وأنا اغتنم هذه الفرصة من منبركم لكي اناشد دائرة صحة كربلاء من اجل ان تعزز الكادر بسبب الضغط الذي يحصل نتيجة تصوير المرضى الراقدين والداخلين في ردهات الطوارئ وكذلك الزائرين الكرام من مختلف انحاء العالم".
مختبرات حديثة وتحاليل دقيقة
رئيس مساعدي المختبر عباس نعمة ناصر" قال تجرى يومياً كميات كبيرة من التحاليل في مختبر مشفى السفير اي ما يقارب العشرين تحليل الى الهرمونات وتحاليل الكيمياء الحياتية وتحاليل الهيماتيلوجي وتحاليل البرسايت وتحاليل الفايروسات، وهناك مجموعة من التحاليل البسيطة التي يتم استعمالها يومياً بكميات كبيرة في المختبر مثل تحاليل السكر والإدرار، حيث يصل مجموعها لأكثر من (2500) تحليل شهرياً، فيما يخصص عمل المختبر في الزيارات المليونية للحالات الطارئة فقط وذلك لكثرتها".