الوقاية من داء ابليس ( الكبر)

2420 2016-02-28

اشد الناس تواضعا الأنبياء، واشد الناس تكبرا ابناء ابليس وشركه ؛ حزبه المستكبرون، وكل الانبياء يدعون الناس الى التواضع ؛ واكثر الناس تواضعا الائمة الطاهرون عليهم السلام.

ذلك لان في خلق التواضع وقاية من داء ابليس: (الكبر) وتحصنا من ندائه: ( انا خير منه)، الذي اطلقه ضد ادم عليه السلام كما في قصة الخلق، ولازال ذلك سلاحه ضد ابناء ادم؛ يلبسه لبعضهم ضد بعض، ولذلك يشخص سيد الاوصياء الامام علي عليه السلام الداء ويخصص الوقاية والعلاج في هذا المعنى من كلامه(عليه السلام) في الخطبة القاصعة (نهج البلاغة: الخطبة 192 و 192):

(واعتمدوا وضع التذلّل على رؤوسكم وإلقاء التعزّز تحت أقدامكم، وخلع التكبّر من أعناقكم، واتّخذوا التواضع مسلحة بينكم وبين عدوّكم إبليس وجنوده، فإنّ له من كلّ اُمّة جنوداً وأعواناً ورجلاً وفرساناً، ولا تكونوا كالمتكبّر على ابن اُمّه ـ إلى أن قال: ـ فلو رخّص الله في الكبر لأحد من عباده لرخّص فيه لخاصّة أنبيائه ورسله، ولكنّه سبحانه كرّه إليهم التكابر ورضي لهم التواضع، فألصقوا بالأرض خدودهم، وعفّروا في التراب وجوههم، وخفضوا أجنحتهم للمؤمنين، وكانوا أقواماً مستضعفين، قد اختبرهم الله بالمخمصة، وابتلاهم بالمجهدة، وامتحنهم بالمخاوف، ومخضهم بالمكاره).

بمعنى انه عليهم السلام، يامر بالتوضع ويبين وجوهه، ويشير الى فصائله من بني البشر، مستضعفين مبتلين بالجوع والخوف والمكاره، وانهم من اتباع الطاهرين عليهم السلام، فقد جاء في مستدرك سفينة البحار 

 (أن حبهم (عليهم السلام) علامة طيب الولادة وبغضهم علامة خبثها. فمن يبغضهم فهو شرك شيطان وكما جاء في سورة النحل: (وعلامات وبالنجم هم يهتدون). قال أبو عبد الله (عليه السلام): نحن العلامات، والنجم رسول الله (صلى الله عليه وآله). وفي رواية هو أمير المؤمنين (عليه السلام)( مجمع البيان 6: 354.).

واقع اتباع اهل البيت عليهم السلام:

ما يثبته الواقع في اي مجتمع من مجتمعات اتباع اهل البيت عليهم السلام خصوصا في جنوب العراق ؛ لو زرت أي مدينة من مدن الجنوب حيث اتباع اهل البيت عليهم السلام؛ لوجدت فيها ان هناك الصابئي يعيش الى جنب المسيحي الى جنب السني الى جنب المذاهب الاخرى بسلام واحترام . في حين من المستحيل ان يعيش الصابئي والمسيحي او احد من اتباع اهل البيت عليهم السلام في منطقة فيها حتى اقلية وهابية مثلا ، بمعنى ان الذي يرفض نداء ابليس( انا خير منه) عقيدة وأتباعا لأهل البيت عليهم السلام ، نجد منه وفيه مصاديق خلق الانبياء والأئمة عليهم السلام ؛ فهم محصنون عقائديا بحب اهل البيت عليهم السلام ضد داء ابليس ويحتقرون نداءه ، في حين لا نجد ذلك مطلقا في مناطق يسكنها التكفيريون ومطلق اتباع عبد الوهاب وابن تيمية.

وفي مجموعة ورام ج1/ ص: 195: قال رسول الله (صلى الله عليه واله  ) إذا هدى الله عبدا للإسلام و حسن صورته و جعله في موضع غير شائن له و رزقه مع ذلك تواضعا فذلك من صفوة الله .. و قال صلى الله عليه واله : إذا تواضع العبد رفعه الله إلى السماء السابعة، و قال (صلى الله عليه واله  ) إن التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة فتواضعوا رحمكم الله.

انها دعوة لرفض نداء ابليس( ان خير منه) لخلق مجتمع انساني متعايش كما نجده اليوم في مجتمعات اهل البيت عليهم السلام.

فقول من لا ينطق عن الهوى: (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده)، وقوله كلكم لادم وادم من تراب، والمقياس القراني الذي يتفاضل به الناس هو التقى.. قال تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (-الحجرات-13). 

كل هذه الوصايا النبوية لو اتبعت؛ لم يبق لحزب الشيطان وجنود ابليس إلا ان يتمايزوا بشعار سيدهم ابليس بانهم افضل من الاخرين وإنهم وحدهم اصحاب الحق والقابضون على الحقيقة والناس كلهم كفار كما يدعي الوهابيون اليوم!!!!!

فليشخصهم الناس وليتجنبوهم بل وليحاربوهم اذا اقتضى الامر قال تعالى: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12 – التوبة).

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك