عذراً حاتم فاللقب ليس حكراً لك!


للكرم عنوان لدى العرب وشاع صيته، فالكل يقف عند أسم حاتم الطائي المتوفي قبل هجرة الرسول محمد(ص)ب 45 سنة، يعرف أن حاتم الطائي شاعر عربي جاهلي، كان فارسا وكريما يضرب به المثل في الكرم حتى يومنا هذا، لكن سيكتب التاريخ لاحقاً عن عنوان جديد وأسماء جديدة ستكون عنوان للكرم بعد الطائي!.

العراقيون يمتازون بسمة الكرم حد النخاع كما يقال، فترجمت هذه الأقوال التي كانت تدرس إلى أفعال واقعية عن الكرم، وسجلت أروع المعاني النبيلة في هذا الشأن.

حجي علي موير عراقي من النجف الاشرف يقطن في البساتين في الكوفة، يروي أن هذا الحاج في عام 1994 وفي زمن البعث الجائز حيث التضييق على ممارسة جميع الشعائر الدينية، وخصوصاً زيارة الأربعين، كان المؤمنين المتوجهين إلى زيارة الأربعينية للإمام الحسين عليه السلام، يسلكون الطرق الزراعية والقرى، ذات يوم داهمهم الليل فدخلوا دار حجي علي موير، ذاك الحاج المؤمن قام بضيافتهم واكرمهم أيما كرم، كيف لا يقوم بذلك وهم زوار الحسين الذي ضحى بنفسة من أجل الجميع، حجي موير الله منعم عليه بوافر نعمته، كان يزرع الرز (محصول الشلب)، يقول أحد الزوار قام حجي علي موير قائلا" "عمي شوفوا هذا الكنتور الي قبالكم بابه مفتوحة، او بيه فلوس، الله عليكم الي محتاج يكوم او ياخذ فلوس، انا رجال بايع الشلب او عندي فلوس الي محتاج الله عليه ياخذ، والي يستحي عمي بالليل يقوم ياخذ ومن جانبي محلل او موهوب".

طبعا نحن نتحدث عن فترة الحصار الاقتصادي في العراق، والوضع المادي السائد هو الفقر، ورغم ذلك يقدم الرجل على عرض ماله مباح امام الزوار، فاي اناس هم هؤلاء واي عشق هو هذا؟.

اسئلة عجزت القواميس وابيات الشعر ان تجيب عنها، فلهذا سنقول أن لدينا الف الف الف حاتم ويزيدون، كل هذا الكرم و السخاء هو بفضل الحسين بن علي عليه السلام، فما نقدمة من أجل قضية الحسين ماهو الا شيء يسير، وهذه مسيرة الأربعين التي ادهشت العالم بكل شي، سفرة وكرم العراقيين ممتدة من أقصى الجنوب إلى كربلاء، ومن الشمال إلى كربلاء ها هو كرم العراق.

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك