كورونا فرصة للتراحم

959 2020-04-13

غرابيل الحسد لا تحجب شمس الحقيقة، هذا ما بدى واضحا في زمن جائحة (كورونا)، فكثير من المؤسسات بمختلف مسمياتها وتوجهاتها كانت ذائعة الصيت لكنّ بريقها خفت حين التراحم، بينما المؤسسة الدينية المظلة التي يستظل بها العراقيون في كل وقت لاسيما الازمات، ما انفكت تعلمنا في صمتها وكلامها الحِكم والعِبر، وكذا هي العتبات المقدسات في العراق تتسابق في البر وتتنافس في سبل الخير في هذا المسلك الانساني دون ان يستوحشوا طريقه وان كانوا فرادى، ودونما الآخرين كانت الاصابع تشير الى ادوارها في تقديم يد العون والمساعدة وتوفير أماكن العلاج في تحدٍ مع الزمن لإتمام فريضة التراحم في الوطن الحبيب.

فلا غرو ان المؤسسات التي اغلقت الباب أمام إرادة التناحر ان تجعل من ازمة الوباء فرصة للتراحم، وتعيد في الامة روح التسامح الذي دعا له الاسلام ويسترعي منا التحنّن والتصبّر، والتقبّل بإنّا جزء من نسيج المواطنة، وإنا مكمّلين للآخر الذي جعلناه انفسنا، وهو كذلك، فما تؤكده الدراسات في ان اعمق الهويات هي الهوية الدينية في المجتمعات الشرقية، لان معنى الحياة وفلسفتها عندنا مبني على هذه القيمة المعرفية.

واليوم بعد كلَّ النظريَّات المعقُولة وغَير المعقُولة بشأن (فيرُوس كورونا) فان شرَّقنا او غرَّبنا ومهما احتملنا وناقشنا وتداولنا يجدر بنا التطرَّق الى ما تقدمه العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية من خدمات إنسانية في زمن جائحة "كورونا" من وقفه مشرفه داخل البلد الحبيب ودعم لا متناهي للفرد العراقي، كانت اخره أنجاز بناية الحياة لمواجهة أزمة كورونا ومركز الشفاء للعناية والطوارئ في 15 يوماً.

فيما لم تكتف العتبة الحسينية وواصلت العطاء فأنشأت تطبيق (تكافل) الالكتروني بهدف مساعدة المواطن الذي يكابد العوز وينتظر المعونة طيلة هذه الفترة، لتستمر مبادراتها الخيرية والانسانية، من خلال تطبيق تكافل الذي يستلم الاشعارات الفورية، ويحولها الى المؤسسات المشترِكة فيه لإيصال المساعدات الى العوائل الفقيرة في كافة انحاء البلاد على وجه السرعة.

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك